هونغ كونغ، الصين، 31 أغسطس/آب 2025
تُشير دراسة جديدة رائدة إلى أن الحرارة الشديدة قد تُسرّع الشيخوخة، وهي نتيجة تُثير مخاوف جدية بشأن الآثار الصحية طويلة المدى لتغير المناخ. ووفقًا لبحث نُشر في مجلة “نيتشر كلايمت تشينج”، فإن التعرض المتكرر لموجات الحر يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتسارع الشيخوخة البيولوجية، حيث تُضيف كل زيادة قدرها 1.3 درجة مئوية في الحرارة التراكمية ما متوسطه ثمانية إلى اثني عشر يومًا إلى العمر البيولوجي للشخص.
العناوين الرئيسية
* العمر البيولوجي مقابل العمر الزمني: ركّزت الدراسة على الشيخوخة البيولوجية، وهي كيفية شيخوخة الجسم من الداخل على المستوى الخلوي، مقارنةً بالعمر الزمني، وهو المدة التي قضاها الشخص على قيد الحياة.
* الفئات السكانية الأكثر تضررًا: تعرّض العمال اليدويون والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية أو بدون مكيفات الهواء لأكبر قدر من التأثيرات، حيث تسارع عمرهم البيولوجي بما يصل إلى 33 يومًا.
* خطر صحي جديد: تُقدم النتائج خطرًا صحيًا جديدًا وخبيثًا يُشكله تغير المناخ، وهو خطر يتراكم بصمت مع مرور الوقت.
* دعوة للتحرك: يُشدد الخبراء على ضرورة وضع استراتيجيات جديدة للصحة العامة لحماية الفئات الأكثر ضعفًا من الآثار طويلة المدى للحرارة الشديدة.
تُقدم الدراسة، التي حللت بيانات صحية لما يقرب من 25,000 بالغ في تايوان على مدى 15 عامًا، أدلةً دامغة على أن استجابة الجسم للإجهاد الحراري يُمكن أن يكون لها تأثير دائم على شيخوخة الخلايا. وجد باحثون، بقيادة فريق من جامعة هونغ كونغ، أنه كلما زادت موجات الحر التي يتعرض لها الفرد، زادت شيخوخة خلاياه. لا تزال الآلية الكامنة وراء هذه الظاهرة قيد الدراسة، لكن الباحثين يُتكهنون بأن الحرارة الشديدة قد تُقصّر التيلوميرات – وهي الأغطية الواقية في نهايات الكروموسومات – وتُسبب تلفًا في الميتوكوندريا.
في حين أن الأرقام قد تبدو صغيرة، إلا أن التأثير كبير عند النظر إليه على مدى العمر وعبر مجموعة سكانية. بالنسبة لسكان مناطق مثل فينيكس بولاية أريزونا، حيث تستمر درجات الحرارة المرتفعة لجزء كبير من العام، قد يعني هذا أكثر من عام من الشيخوخة البيولوجية الإضافية. كما وجدت الدراسة أن تأثير الحرارة يُضاهي آثار التدخين أو الإفراط في شرب الكحول، مما يُبرز خطورة هذا التهديد. يُعد هذا البحث بمثابة تحذير مُقلق لعالم تزداد فيه موجات الحر تواترًا وشدةً بسبب تغير المناخ. ووفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من المرجح أن يتجاوز متوسط ارتفاع درجة الحرارة لخمس سنوات (2025-2029) 1.5 درجة مئوية، مما يجعل الحاجة إلى حلول أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. وتُؤكد الدراسة على أهمية تدخلات الصحة العامة، مثل زيادة إمكانية الحصول على تكييف الهواء وتغيير ممارسات العمل، لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
