لندن، المملكة المتحدة – ٢٥  أغسطس ٢٠٢٥ –

أصدر مجلس العلوم والتكنولوجيا في المملكة المتحدة تقريرًا جديدًا يحثّ الحكومة على إعطاء الأولوية لإنشاء صناعة مستقلة لتصميم رقائق الذكاء الاصطناعي. تُسلّط هذه الوثيقة البارزة، المعنونة “بناء صناعة مستقلة لتصميم رقائق الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة”، الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه أشباه الموصلات في مرونة الاقتصاد الوطني وأمنه القومي. ويُشير مجلس العلوم والتكنولوجيا إلى أن المملكة المتحدة تتمتع بموقع فريد يُمكّنها من أن تصبح رائدة عالمية في مجال تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي، ولكن هذا لن يتحقق إلا إذا اتخذت إجراءات حاسمة لمواجهة التحديات الرئيسية في مجال المهارات والاستثمار والبنية التحتية.

دعوة للعمل والتوصيات الرئيسية

تُحدد توصيات مجلس العلوم والتكنولوجيا، المُقدّمة إلى رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، رؤية استراتيجية لترسيخ مكانة المملكة المتحدة في طليعة سوق رقائق الذكاء الاصطناعي سريع النمو. يشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن تنمو رقاقات الذكاء الاصطناعي بنسبة تقارب 30% سنويًا، لتتجاوز 50% من إيرادات أشباه الموصلات العالمية بحلول عام 2030. وللاستفادة من هذه الفرصة، قدمت لجنة العلوم والتكنولوجيا ست توصيات رئيسية:

* زيادة القوى العاملة: يدعو التقرير وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا (DSIT) ووزارة التعليم (DfE) إلى زيادة عدد مصممي الرقاقات الجدد في القوى العاملة في المملكة المتحدة بشكل كبير بحلول عام 2030. ويمكن تحقيق ذلك من خلال المزيد من المنح الدراسية والزمالات، ودورة تدريبية وطنية في تصميم الرقاقات تُطبق في جميع جامعات المملكة المتحدة. ويقدر التقرير أن المملكة المتحدة ستحتاج إلى 5000 مصمم رقاقات إضافي في السنوات الخمس المقبلة لإطلاق 50 منتجًا جديدًا من رقاقات الذكاء الاصطناعي.

* توسيع نطاق التدريب في مجال الإلكترونيات الضوئية: تؤكد لجنة العلوم والتكنولوجيا على ضرورة زيادة الاستثمار في التدريب والمهارات في مجال الإلكترونيات الضوئية، حيث من المتوقع أن تعتمد رقاقات الذكاء الاصطناعي المستقبلية بشكل كبير على الاتصالات الضوئية. ويُعتبر مركز أبحاث الإلكترونيات الضوئية (ORC) مؤسسة رئيسية لهذا التوسع. * وضع أهداف استراتيجية واضحة: يحث التقرير وزارة الدفاع وتكنولوجيا المعلومات (DSIT) ووزارة الدفاع (MOD) على التعاون لوضع استراتيجية واضحة لأشباه الموصلات. من شأن هذا التعاون أن يُعطي إشارة قوية ومنسقة لقطاع أشباه الموصلات في المملكة المتحدة بشأن المجالات الأكثر حاجة للنشاط الاستراتيجي.

* تنسيق الاستثمار: توصي لجنة العلوم والتكنولوجيا (CST) الحكومة بتنسيق الاستثمار بشكل أفضل في جميع مراحل الابتكار، بدءًا من البحث والتطوير في مراحله المبكرة ووصولًا إلى التسويق التجاري، لدعم نمو صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي.

* تحسين الوصول إلى البنية التحتية: يُسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى وصول أكبر وأيسر تكلفة إلى البنية التحتية لأشباه الموصلات للشركات الصغيرة والمتوسطة والأكاديميين. ويمكن تسهيل ذلك من خلال “مركز أشباه الموصلات في المملكة المتحدة” لتنسيق المرافق وقياس النجاح.

* دعم الشركات الناشئة: أخيرًا، توصي لجنة العلوم والتكنولوجيا (CST) وزارة الأعمال والتجارة (DBT) ووزارة الأعمال والتجارة (DBT) باستكشاف كيفية وصول الشركات الناشئة في المملكة المتحدة إلى التكنولوجيا المتطورة اللازمة للمنافسة على نطاق عالمي. لماذا تُعدّ صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي السيادية أمرًا بالغ الأهمية؟

إن تطوير صناعة محلية لتصميم رقائق الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على النمو الاقتصادي فحسب، بل هو مسألة أمن قومي وسيادة تكنولوجية. فمن خلال تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، يمكن للمملكة المتحدة تقليل اعتمادها على سلاسل التوريد الخارجية المتقلبة، وضمان امتلاكها التكنولوجيا الأساسية اللازمة لتلبية احتياجاتها الاقتصادية والدفاعية. ويُسلّط التقرير الضوء على أن الصناعة المحلية ستعزز الابتكار، وتخلق وظائف عالية القيمة، وتعزز القدرة التنافسية التكنولوجية الشاملة للبلاد.

في حين أن للمملكة المتحدة تاريخًا عريقًا في البحث والتصميم، فإن تقرير لجنة العلوم والتكنولوجيا يُمثّل جرس إنذار، مُؤكّدًا أنه بدون استراتيجية واضحة ومنسّقة واستثمار كبير في القوى العاملة الماهرة والبنية التحتية، فإن البلاد تُخاطر بالتخلف في أحد أسرع القطاعات نموًا وأهمها استراتيجيةً في الاقتصاد العالمي.