لندن، المملكة المتحدة – 25 أغسطس 2025
تشهد أسهم الطاقة المتجددة الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا عقب إصدار وزارة الخزانة الأمريكية توجيهات ضريبية مواتية طال انتظارها. وقد أزالت القواعد الجديدة، التي توضح كيفية تأهل مشاريع الطاقة النظيفة للحصول على إعفاءات ضريبية فيدرالية مربحة، غموضًا كبيرًا كان يخيم على القطاع. وتشهد الشركات ذات الحضور القوي في السوق الأمريكية، وخاصة في قطاعي طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ارتفاعًا في أسعار أسهمها مع شعور المستثمرين بارتياح جماعي. وتوفر هذه التوجيهات، التي تُعتبر أقل تقييدًا مما كان يخشاه الكثيرون، مسارًا واضحًا للمطورين، ومن المتوقع أن تفتح الباب أمام موجة جديدة من الاستثمارات.
أبرز النقاط:
* ارتفاع مفاجئ: شهدت أسهم شركات الطاقة المتجددة الأوروبية، بما في ذلك شركات كبرى مثل فيستاس ويند سيستمز وإي دي بي رينوفافيس، ارتفاعًا في أسهمها استجابةً للتوجيهات الضريبية الأمريكية.
* وضوح بشأن الاعتمادات: تُعرّف القواعد الجديدة “بداية البناء” بتساهل أكبر مما كان متوقعًا، مما يضمن تأهل المزيد من المشاريع للحصول على ائتمانات ضريبية فيدرالية.
* وضوح الرؤية على المدى الطويل: يُوفر هذا التوجيه وضوحًا أكبر لإعانات المشاريع حتى عام 2030، ومن المتوقع أن يدعم هذا التوجيه النمو والاستثمار المستقبليين في السوق الأمريكية.
* إيجابي للشركات الأوروبية العملاقة: يُعد هذا الخبر مؤثرًا بشكل خاص على الشركات الأوروبية التي قطعت التزامات كبيرة تجاه سوق الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، إذ يُثبت صحة مشاريعها الحالية قيد الإعداد.
إطلاق العنان للإمكانات عبر الأطلسي
يُعد الارتفاع الكبير في أسهم الطاقة المتجددة الأوروبية نتيجة مباشرة لقرار سياسي اتُخذ على بُعد آلاف الأميال. يوم الجمعة، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ودائرة الإيرادات الداخلية (IRS) توجيهات جديدة توضح قواعد “بداية البناء” لمشاريع الطاقة النظيفة بموجب نظام الائتمان الضريبي في البلاد. وقد شكّل هذا التوجيه مصدر قلق كبير للقطاع، إذ كان من شأن التفسير الصارم أن يُستبعد العديد من المشاريع قيد الإعداد بالفعل. مع ذلك، اعتبر العديد من المحللين القواعد النهائية “أفضل سيناريو”. حافظت التوجيهات إلى حد كبير على الإعفاءات الضريبية حتى عام 2030، وحددت أن المشاريع يجب أن تبدأ “أعمالًا مادية ذات طبيعة مهمة” بحلول موعد نهائي محدد للتأهل. والأهم من ذلك، أنها ألغت شرطًا سابقًا يقضي بإنفاق المشروع 5% من تكلفته الإجمالية للوصول إلى عتبة “بداية البناء”. يُعد هذا النهج الأكثر مرونة ميزة للمطورين، الذين أصبح لديهم الآن يقين أكبر بشأن تخطيط المشاريع، ويمكنهم المضي قدمًا بثقة أكبر.
بالنسبة للشركات الأوروبية مثل شركة فيستاس ويند سيستمز، وهي شركة دنماركية لتصنيع توربينات الرياح، وشركة إي دي بي رينوفافيس، وهي شركة برتغالية للطاقة المتجددة، فإن الآثار المترتبة على ذلك عميقة. فكلتا الشركتين لديها استثمارات كبيرة ومشاريع متأخرة في الولايات المتحدة، كما أن الوضوح التنظيمي الجديد يُزيل عامل خطر رئيسيًا من نماذج أعمالهما. يُعد السوق الأمريكي عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات نموهما، وتضمن التوجيهات الجديدة سلامة الافتراضات الاقتصادية التي تقوم عليها مشاريعهما. تُقدم هذه الأخبار دفعةً معنويةً مُلحةً لقطاعٍ واجه تحدياتٍ مُعقّدة، بما في ذلك اضطراباتٌ في سلاسل التوريد ومخاوفٌ بشأن ارتفاع أسعار الفائدة. ومن المُتوقع أن تُشجّع القدرة على التخطيط بثقةٍ وضمان الدعم طويل الأجل على طلباتٍ جديدةٍ ودعم التوسع المُستمر للقطاع.
في حين لاقت هذه التوجيهات ترحيبًا واسعًا في الأسواق المالية، تجدر الإشارة إلى أن بعض الجماعات البيئية أعربت عن مخاوفها بشأن النهج العام للإدارة الأمريكية تجاه الطاقة النظيفة. ومع ذلك، من منظورٍ ماليٍّ بحت، تُوفر هذه السياسة مسارًا واضحًا وقابلًا للتطبيق للقطاع للمضي قدمًا. ويُعدّ ارتفاع أسهم الطاقة المُتجددة الأوروبية دليلًا قويًا على قوة اليقين السياسي في تحفيز معنويات السوق والاستثمار.
