واشنطن، الولايات المتحدة – القاهرة، مصر / ٢٥ أغسطس 2025
في لحظة توتر دبلوماسي حاد، رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علنًا وبقوة مقترحًا جديدًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة الذي مزقته الحرب في شبه جزيرة سيناء المصرية. وصرح الرئيس المصري، في خطاب متلفز، بأن هذه الخطوة “خط أحمر” لن يهدد الأمن القومي المصري فحسب، بل سيُقوّض أيضًا وجود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وشكّل مقترح الرئيس ترامب، الذي سبق أن طرحه، نقطة خلاف بين واشنطن والقاهرة. فالفكرة، التي غالبًا ما تُقدّم كحل مؤقت للأزمة الإنسانية، تعتبرها مصر تهديدًا لسيادتها وذريعةً لتهجير الشعب الفلسطيني الدائم من أرضه. رد مصر الشجاع
جاء رد الرئيس السيسي في سياق دعم مصر التاريخي للقضية الفلسطينية ورفضها القاطع للخضوع للإكراه. وقال السيسي: “لن نشارك، ولن نستطيع أبدًا، في مثل هذا الظلم”، مضيفًا أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرًا إلى سيناء ستُقابل بمعارضة حازمة. وأكدت الحكومة المصرية باستمرار أن الحل الوحيد القابل للتطبيق للصراع هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
تُمثل تصريحات الرئيس المصري رسالة واضحة مفادها أن مصر لن تخضع لضغوط لاتخاذ قرارات تتعارض مع مصالحها الوطنية وموقفها الراسخ من القضية الفلسطينية. ويأتي هذا الرفض وسط تقارير عن ضغوط أمريكية على مصر، ويُنظر إلى رد السيسي على نطاق واسع على أنه شجاعة دبلوماسية في مواجهة قوة عالمية كبرى.
أزمة المياه الوشيكة
ترتبط مسألة استضافة عدد كبير من السكان في سيناء ارتباطًا وثيقًا بمخاوف مصر الشديدة بشأن الأمن المائي. تُجادل الحكومة المصرية بأن شبه جزيرة سيناء القاحلة تفتقر إلى الموارد المائية والبنية التحتية اللازمة لاستيعاب ملايين السكان الجدد. المصدر الرئيسي للمياه في مصر هو نهر النيل، ويُشكل تدفقه بالفعل مصدر توتر جيوسياسي كبير مع دول المنبع.
* سد النهضة الإثيوبي الكبير: يُمثل النزاع الدائر حول سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD) مصدر قلق رئيسي للأمن المائي في مصر. من المتوقع أن يُقلل سد إثيوبيا، الذي يقترب موعد افتتاحه، بشكل كبير من حصة مصر من مياه النيل، التي تُوفر أكثر من 90% من احتياجاتها من المياه العذبة.
* قضية غير قابلة للتفاوض: يُعدّ النيل مسألة بقاء وطني لمصر. وقد صرّحت الحكومة مرارًا وتكرارًا بأن أي تهديد لإمداداتها المائية هو تهديد وجودي. إن فكرة إضافة عدد كبير من السكان الجدد إلى سيناء في وقت يُهدد فيه مصدرها الرئيسي للمياه أمر غير قابل للتفاوض بالنسبة لمصر … إن الرفض القوي من جانب الحكومة المصرية لهذا الاقتراح يشكل دليلاً واضحاً على أنها لن تتنازل عن أمنها القومي، سواء كان الأمر يتعلق بالنزوح الدائم للفلسطينيين أو مستقبل أهم مواردها الحيوية، نهر النيل.