بقلم الدكتورة عبير المعداوي
في الاونة الاخيرة كل الصحف و القنوات و البلوجر و اليوتيوبر ليس لهم حديث سوى اندلاع حرب بين اسرائيل و مصر… في الواقع و بالنظرة التحليلية الاستراتيجية العميقه و على ضوء كل المعطيات السابقه و الحاليه تؤكد لي ما قد ذكرته لو حدث حرب ستكون محدوده الا اذا تدخلت قوى اخرى دوليه او اقليميه..
على اي حال هناك سيناريوهان محتملان
أولًا: سيناريو التصعيد العسكري
• المحفز: إقدام إسرائيل على تنفيذ خطة تهجير واسعة للفلسطينيين نحو الحدود المصرية في رفح، أو تجاوز اتفاقية السلام عبر تحركات عسكرية في سيناء.
• رد الفعل المصري:
• تعزيز القوات في شمال سيناء.
• تهديد علني باستخدام القوة.
• تحريك الملف لمجلس الأمن والجامعة العربية مع إبقاء الخيار العسكري مطروحًا.
• النتيجة المتوقعة: مواجهة محدودة على الحدود، أو حرب قصيرة الأمد اذا شارك فيها أطراف إقليمية، مع تدخل أميركي اشتعلت لحرب كبرى.
ثانيًا: سيناريو التسوية السياسية
• المحفز: الضغوط الدولية والأميركية للحفاظ على استقرار المنطقة ومنع تفجير الأوضاع.
• الخطوات المصرية:
• التمسك بخطوطها الحمراء (لا توطين فلسطينيين في سيناء، لا مساس باتفاقية السلام).
• تعزيز دورها كوسيط إقليمي عبر المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
• استغلال الورقة الاقتصادية (الغاز، قناة السويس) كورقة ضغط غير عسكرية.
• النتيجة المتوقعة: احتواء الأزمة، وربما صياغة تفاهمات أمنية جديدة حول معبر رفح وحدود غزة، دون الانجرار لحرب شاملة.
الخلاصة
رغم أن سيناريو التسوية السياسية هو الأرجح، فإن القاهرة ستبقى على استعداد كامل لاحتمال المواجهة، ما يجعل الصراع بين الخيار العسكري الرادع والدبلوماسية الواقعية قائمًا دومًا.
العلاقة بين مصر وإسرائيل تقف اليوم على خط رفيع بين الحرب والسلام.
فالسلام الذي وُقِّع قبل عقود، يظل مظلة سياسية واقتصادية، لكنه لم ينجح يومًا في محو المخاوف أو إزالة جذور التوتر.
إنّ مصر التي تحمل عبء التاريخ والجغرافيا، لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لأن ذلك يعني خيانة لروحها الوطنية وتهديدًا لهويتها.
أما إسرائيل، فهي تتقن سياسة الدفع إلى حافة الهاوية، لكنها تدرك أن أي حرب مع القاهرة لن تكون نزهة، بل زلزالًا يعصف باستقرار شرق المتوسط.
هكذا، يبقى المشهد أسير معادلة دقيقة: التسوية السياسية هي المرجح، والحرب هي الطيف المعلّق فوق الرؤوس.
وإذا كان العالم يبحث عن استقرار هش، فإن مصر تحرس حدودها بالوعي والردع قبل السلاح، لتظل قادرة على القول: هنا تقف الأرض… وهنا يبدأ الخط الأحمر