بقلم الدكتورة عبير المعداوي 

الدائرة الاخيرة 

ضغوط الاعتداء السياسي على مصر ، ما الذي يحدث؟

منذ اطلاق قوافل العار من اوروبا و شمال افريقيا مموله ع خليجيا و محرضه تونسيا و جزائريا و مغربيا و هؤلاء ايضا هم المنفذون لخطة التنظيم الارهابي المحظور دوليا الاخوان المجرمين بالتعاون مع ناشطين مخربين لاتحادات و منظمات افروعربي منتشره في اوروبا و حول العالم برعايه اسرائيليه مباشرة .

 المظاهرات انطلقت ثم القوافل التي فشلت و الان موجه جديدة يقودها شباب الارهابيه في توروبا و العالم و حاقدين لديهم مشروع مصر .تمثلت في الاعتداءات على السفارات المصرية.و معها حملة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي لاهانه مصر و الضغط عليها لفتح سيناء للتهجير مع ترويج اشاعات كثيرة ..

    كما نرى ان خلال الأسابيع الأخيرة شهدت عدة عواصم احتجاجات واعتداءات/اشتباكات قرب بعثات مصرية: أمام السفارة في لندن (إغلاق الأبواب)، وأحداث قرب البعثات في برلين وبيروت، إضافةً إلى واقعة نيويورك وما تبعها من جدل حول استخدام القوة، واشتباك في أوسلو قيد التحقيق الأمني هناك. هذه الوقائع ارتبطت بسياق حرب غزة والضغوط على معبر رفح.      

في الواقع علينا ان نفهم الواقع القانوني الحاكم لهذا الوضع و الحل الاكيد لهذه القضية ؛

•   قانونيًا، اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961) تُحمّل الدولة المضيفة “واجبًا خاصًا” بحماية مقار البعثات ومنع أي اقتحام أو إهانة، مع بقاء حرمة المقار قائمة وعدم دخولها دون موافقة رئيس البعثة. هذا هو المعيار المرجعي لأي مساءلة.  

كيف نوقف هذا الإرهاب/العنف حول البعثات؟

1) إجراءات فورية (0–72 ساعة)

 1. تفعيل قنوات ساخنة مع وزارات الداخلية والخارجية في الدول المضيفة لرفع مستوى الحماية (حواجز مؤقتة، تواجد شرطي مُسبق في مواعيد التظاهرات).   

 2. قائد ميداني واحد أمام كل بعثة (Gold/Silver/Bronze command model) لتنسيق القرار مع الشرطة وتوثيق كل حدث بالفيديو وفق بروتوكول أدلة رقمية.

 3. قواعد اشتباك للحرّاس: منع أي استخدام للقوة خارج الدفاع الشرعي، مع تدريب عاجل على فضّ الحشود والتواصل لتفادي تكرار لقطات تسيء للبعثة وتحوّل التعاطف ضدها. حيث استغل الارهابيون المعتدون على السفارات التسجيل الصوتي لوزير الخارجية المصري لاثارة مشاعر الشارع الدولي و توجيه  اتهامات باستخدام قوة مفرطة أمام بعثات مصر).   

  بمعنى قلبوا الحقائق ضد مصر كي نفهم العقليةالتي تدير المشهد من خلف الكواليس 

4. لهذا على مصر اصدار  بيان مشترك مصاغ قانونيًا بعد كل حادث: تحميل الدولة المضيفة واجب الحماية بموجب اتفاقية فيينا، مع احترام حق التظاهر السلمي وعدم التسامح مع العنف أو التخريب.  

2) على مصر اتخاذ تدابير قصيرة المدى (أسبوع–3 أشهر)

 1. خطة حماية تفصيلية مع الدولة المضيفة:

      •   مناطق تظاهر مخصّصة بعيدًا عن المداخل.

      •   ممرات آمنة للموظفين والزوار.

      •   نقاط تفتيش خارجية تديرها الشرطة، لا الحرس الدبلوماسي.

 2. تقييم أمن مادي (CPTED): تعزيز الإضاءة، كاميرات ذات مدى ديناميكي عالٍ، أبواب مزدوجة، زجاج مقاوم، ومخارج طوارئ مخفية.

 3. بروتوكول تواصل عام بثلاث لغات (لغة الدولة المضيفة/العربية/الإنجليزية):

      •   التأكيد على أن المقار الدبلوماسية ليست ساحة صراع وأن أي اعتداء جريمة ضد العلاقات الدولية، مع إبقاء باب الحوار مع المجتمع المدني مفتوحًا.

 4. ملاحقات قانونية عبر محامي البعثة مع طلبات رسمية للدولة المضيفة باتخاذ إجراءات ضد المحرّضين على العنف وفقًا لالتزاماتها في فيينا (واجب حماية “بذل كل الخطوات المناسبة”).  

3) مسار متوسط–طويل المدى؛

 1. اتفاقيات إطار ثنائية مع الدول الأكثر عرضة للأحداث (المملكة المتحدة/ألمانيا/لبنان/الولايات المتحدة/النرويج) تتضمن:

      •   آلية إنذار مبكر قبل أي تجمّع.

      •   بروتوكول مشترك لفضّ العنف.

      •   لجنة مراجعة حوادث مستقلة تصدر تقارير علنية.     

 2. دبلوماسية مجتمعية: فرق اتصال مع الجاليات ومنظمات حقوقية محلية لتخفيف التوتر وسحب الذرائع.

 3. تنسيق أممي/إقليمي: إحاطة دورية في لجنة علاقات الدولة المضيفة بالأمم المتحدة للمطالبة بإجراءات موحّدة لردع الاعتداءات ومعاقبة الجناة.  

 4. معالجة السبب المحرّك إعلاميًا: إيصال رسائل واضحة حول موقف مصر من الملف الإنساني في غزة وتسهيلات المساعدات، لتقليل استهداف البعثات بدافع الغضب السياسي. (تظهر صلة مباشرة بين الاحتجاجات حول البعثات وسياق غزة/رفح).   

4) ما الذي على الدولة المضيفة فعله؟

   •   رفع حماية المقار فورًا ومنع الاقتراب غير المشروع، وملاحقة أي اعتداء أو تخريب؛ فهذا واجب قانوني خاص بموجب اتفاقية فيينا (المادة 22).

   •   التوازن: حماية حق التظاهر السلمي مع تجريم العنف وخطاب الكراهية والتحريض على اقتحام مقار دبلوماسية.   

5) ما الذي على البعثات المصرية تجنبه؟

   •   الانخراط البدني المباشر مع المحتجين خارج حالات الدفاع الشرعي، لأن ذلك يعرّض البعثة لمساءلات ويقوّض التعاطف العام (وقد رأينا كيف تتحول لقطات ثوانٍ إلى سردية سلبية).