Some Populer Post

  • Home  
  • القوات الإسرائيلية تُصدر أوامر إخلاء جماعية جديدة في غزة، مما يدفع المدنيين نحو الحدود
- نزاعات وحروب

القوات الإسرائيلية تُصدر أوامر إخلاء جماعية جديدة في غزة، مما يدفع المدنيين نحو الحدود

لندن، المملكة المتحدة – ١٢ أغسطس ٢٠٢٥ في تصعيدٍ دراماتيكي لحملتها العسكرية، أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة وواسعة النطاق لسكان شمال غزة، بما في ذلك أجزاء من مدينة غزة، تُلزمهم بالانتقال إلى المناطق الحدودية الجنوبية. وقد قوبل هذا التوجيه، الذي صدر عبر منشورات ومكالمات هاتفية، بقلقٍ دولي، وأثار موجةً جديدة من النزوح القسري، مما فاقم […]

IMG 9540

لندن، المملكة المتحدة – ١٢ أغسطس ٢٠٢٥

في تصعيدٍ دراماتيكي لحملتها العسكرية، أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة وواسعة النطاق لسكان شمال غزة، بما في ذلك أجزاء من مدينة غزة، تُلزمهم بالانتقال إلى المناطق الحدودية الجنوبية. وقد قوبل هذا التوجيه، الذي صدر عبر منشورات ومكالمات هاتفية، بقلقٍ دولي، وأثار موجةً جديدة من النزوح القسري، مما فاقم أزمةً إنسانيةً كارثية أصلاً.

استهدفت الأوامر تحديدًا سكان حي الزيتون بمدينة غزة، وهي منطقةٌ عانت من أعنف عمليات القصف خلال الصراع الذي استمر ٢٢ شهرًا. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن هذا الإخلاء يُمهد لهجومٍ بريٍّ واسع النطاق يهدف إلى السيطرة على مدينة غزة وتفكيك ما تبقى من البنية التحتية لحماس. في حين أن العدد الدقيق للأشخاص المتضررين من هذا الأمر الأخير غير واضح، تُقدّر وكالات الإغاثة أنه قد يُشرّد عشرات الآلاف من السكان الذين بقوا في الشمال أو عادوا خلال وقف إطلاق نار قصير في وقت سابق من هذا العام.

تُمثّل هذه الخطوة تكثيفًا ملحوظًا للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي تُركّز الآن، كما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على “السيطرة العسكرية الكاملة” على قطاع غزة بأكمله. وقد قوبلت خطة الحكومة الإسرائيلية بمعارضة شديدة من مجموعة واسعة من الجهات الدولية الفاعلة، بما في ذلك فرنسا وكبير مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الذي يُصرّ على وجوب وقف هذه الخطوة فورًا. ويُجادل المنتقدون بأن الخطة تُنذر بـ”مزيد من النزوح القسري الجماعي، ومزيد من القتل، ومعاناة لا تُطاق، وتدمير لا معنى له، وجرائم وحشية”.

“المنطقة الآمنة” المُخصصة للنازحين الجدد هي منطقة المواصي غرب خان يونس، وهي منطقة مكتظة أصلًا ومحرومة من الموارد بالقرب من الحدود المصرية. الوضع الإنساني في هذه المنطقة مُزرٍ. وفقًا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن البنية التحتية الأساسية شبه معدومة. وقد رسم تقرير حديث للأمم المتحدة حول الأزمة الإنسانية في غزة صورة قاتمة، مشيرًا إلى أن 78% من المباني قد دُمرت أو تضررت في جميع أنحاء القطاع. وتعيش ظروف النازحين في المنطقة الحدودية ظروفًا غير إنسانية، إذ يعانون من نقص حاد في المأوى والمياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الطبية. وتبلغ الكثافة السكانية في المنطقة 88,000 نسمة لكل ميل مربع، وتكافح وكالات الإغاثة لتوفير حتى أبسط الاحتياجات الأساسية بسبب انعدام الأمن والقيود المفروضة على الوصول.

تأتي أوامر الإخلاء الأخيرة في الوقت الذي يحذر فيه خبراء الأمم المتحدة من استخدام التجويع “كسلاح حرب وحشي”. وقد أبرز تقرير حديث للأمم المتحدة أن أكثر من 500,000 شخص – أي ربع سكان غزة – يواجهون المجاعة، وأن جميع الأطفال دون سن الخامسة، والبالغ عددهم 320,000 طفل، معرضون لخطر سوء التغذية الحاد. تُعيق القيود المفروضة على الوصول وانعدام الأمن إيصال مساعدات الأمم المتحدة، وكثيراً ما تُنهب الإمدادات الغذائية والطبية قبل وصولها إلى وجهاتها. تُصوّر روايات شهود العيان من الميدان حالةً من الخوف واليأس. صرّح السكان للجزيرة بأنهم نزحوا مراراً وتكراراً، ويُجبرون الآن على النزوح مجدداً، هذه المرة مع شعور متزايد باليأس. قالت إحدى السكان، ميساء الحيلة، في مقابلة: “أُجبرنا على الفرار من منازلنا مرة، والآن مرة أخرى. لم يبقَ هنا ما نسكنه. لم يبقَ غزة”. بالنسبة للكثيرين، فإن خيار البقاء ومواجهة الهجوم البري الوشيك أو الانتقال إلى منطقة بلا موارد وقصف مستمر ليس خياراً على الإطلاق. وقد فاقمت هذه الأوامر الأخيرة من الجيش الإسرائيلي المخاوف من أن الأزمة الإنسانية في غزة على وشك أن تتحول إلى كارثة غير مسبوقة.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.