Some Populer Post

  • Home  
  • تكاليف الرعاية الصحية تصل إلى اعلى مستويات غير مسبوقة عالميا
- دراسات و تقارير

تكاليف الرعاية الصحية تصل إلى اعلى مستويات غير مسبوقة عالميا

لندن، المملكة المتحدة – ١٠ أغسطس 2025 — كشف تقرير جديد صادر عن الصحيفة التوأمه   CJ Global أن البنية التحتية للرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم تعاني من ضغوط مالية متزايدة، مع عواقب وخيمة على الأسر والاقتصادات الوطنية.  وتُبرز الدراسة، التي تجمع بيانات من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، أن عددًا هائلاً من الناس يُدفعون إلى […]

IMG 0067

لندن، المملكة المتحدة – ١٠ أغسطس 2025

— كشف تقرير جديد صادر عن الصحيفة التوأمه   CJ Global أن البنية التحتية للرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم تعاني من ضغوط مالية متزايدة، مع عواقب وخيمة على الأسر والاقتصادات الوطنية. 

وتُبرز الدراسة، التي تجمع بيانات من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، أن عددًا هائلاً من الناس يُدفعون إلى حافة الإفلاس المالي بسبب النفقات الطبية المباشرة. وتُظهر النتائج أن أكثر من 930 مليون شخص، أي ما يقرب من 12% من سكان العالم، مُجبرون الآن على تخصيص ما لا يقل عن عُشر دخل أسرهم للرعاية الصحية. ويُمثل هذا العبء غير المسبوق مؤشرًا قويًا على أزمة النظام العالمي، مما يُغذي نقاشًا متجددًا وعاجلًا حول ضرورة الرعاية الصحية الشاملة كحق أساسي من حقوق الإنسان وحل للاستقرار الاقتصادي.

وتكشف البيانات أن تكلفة المرض بالنسبة للكثيرين، وخاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ليست مجرد أزمة صحية، بل أزمة مالية أيضًا. في حين أن العدد الرسمي للأشخاص الذين دفعتهم تكاليف الرعاية الصحية إلى براثن الفقر المدقع قد قُدِّر بنحو 100 مليون، فإن المقياس الأوسع للإنفاق الكارثي – الذي يُعرَّف بأنه إنفاق 10% أو أكثر من دخل الأسرة على الصحة – يكشف عن مشكلة أكبر وأكثر خطورة. غالبًا ما يُجبر هذا المستوى من الإنفاق الأسر على الاختيار بين الرعاية الطبية والاحتياجات الأساسية الأخرى، مثل الغذاء أو السكن أو التعليم، مما يخلق حلقة مفرغة من الفقر وسوء الصحة. 

ويؤكد التقرير أن هذا الضغط المالي لا يقتصر على أفقر الدول؛ فحتى في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع، يعاني جزء كبير من السكان من ارتفاع الخصومات، والمدفوعات المشتركة، وتكاليف الأدوية، التي لا تزال تتجاوز نمو الأجور. أحد العوامل الرئيسية لهذه الأزمة هو نقص الاستثمار المستمر في أنظمة الرعاية الصحية العامة. ويشير التقرير إلى أنه في حين شهدت بعض البلدان زيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي على الصحة خلال السنوات الأولى من جائحة كوفيد-19، فقد انعكس هذا الاتجاه منذ ذلك الحين. وقد بدأت العديد من الحكومات، التي تواجه ديونًا متزايدة وأولويات متنافسة، في خفض أولوية الإنفاق على الصحة. وهذا له تأثير مباشر وفوري، لأنه يعني تمويلًا أقل للخدمات الأساسية والموظفين والبنية التحتية، مما يؤدي في النهاية إلى تحويل عبء تكلفة أكبر على المواطنين الأفراد. أظهر تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية لعام 2024 أن متوسط الإنفاق الحكومي للفرد على الصحة انخفض في عام 2022 عن عام 2021 في جميع فئات دخل الدولة، وهو اتجاه يمثل تهديدًا كبيرًا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة (UHC). ويشير التحليل أيضًا إلى الصلة المباشرة بين نموذج تمويل الرعاية الصحية في الدولة والرفاهية المالية لمواطنيها. في الأنظمة التي تعتمد بشكل كبير على المدفوعات المباشرة، يكون خطر الضائقة المالية أعلى بشكل كبير. ويقارن التقرير هذا بالدول التي طبقت بنجاح الرعاية الصحية الشاملة، حيث يمكن لجميع المواطنين الوصول إلى مجموعة كاملة من الخدمات الصحية الأساسية دون مواجهة ضائقة مالية. ومن خلال تجميع الموارد من خلال التمويل العام، تحمي هذه الأنظمة الأفراد والأسر من الفواتير الطبية الكارثية، مما يضمن التعامل مع الصحة كسلعة اجتماعية وليست سلعة. يستشهد التقرير بأمثلة من عدة دول أثبتت فيها التغطية الصحية الشاملة أنها لا تُحسّن النتائج الصحية وتحدّ من التفاوتات فحسب، بل تُحقق أيضًا فوائد اقتصادية إيجابية من خلال زيادة إنتاجية القوى العاملة والحد من الفقر. وقد أصبحت الدعوة إلى الرعاية الصحية الشاملة أقوى من أي وقت مضى، حيث يُجادل صانعو السياسات والمدافعون عن الصحة العامة بأنها الحل الوحيد القابل للتطبيق على المدى الطويل للأزمة الحالية.

يُجادل مُؤيدو التغطية الصحية الشاملة بأنها استثمار استراتيجي في رأس المال البشري، وأساسٌ ضروري لبناء مجتمعاتٍ مرنةٍ ومزدهرة. ويُحدد التقرير عددًا من الإجراءات الرئيسية اللازمة للمضي قدمًا نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك إعادة توجيه جذرية للأنظمة الصحية نحو الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز المساواة في الحصول على الرعاية الصحية، والاستثمار في أنظمة معلومات صحية فعّالة. كما يُشدد على الحاجة إلى نماذج تمويل أكثر تقدمية، حيث يُمكن للدول زيادة إنفاقها الصحي من خلال إصلاح الأنظمة الضريبية ومكافحة التهرب الضريبي للشركات، والذي يُحرم الدول النامية حاليًا من مليارات الدولارات من الإيرادات المُحتملة.

وفي الختام، يُوضح التقرير أن نظام الرعاية الصحية العالمي الحالي غير مُستدام. إن حقيقة أن ما يقرب من مليار شخص يُضحون بجزء كبير من دخلهم من أجل الرعاية الصحية ليست مُجرد إحصائية، بل هي حالة طوارئ إنسانية واقتصادية. إن ارتفاع التكاليف وأوجه القصور النظامية تُمثل إشارة تحذير بأن العالم يجب أن يتجاوز نطاق الأنظمة المُجزأة، وأن يحتضن الإمكانات التحويلية للرعاية الصحية الشاملة. إن هدف ضمان حصول كل فرد على الخدمات الصحية التي يحتاج إليها، عندما وأينما يحتاج إليها، دون صعوبات مالية، ليس مجرد مثال طموح؛ بل هو ضرورة ملحة لرفاهة كل مجتمع في المستقبل.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.