باريس، فرنسا
أصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قراراً مفاجئاً بتعليق إعفاء التأشيرة للجوازات الجزائرية الرسمية، في خطوة تأتي في سياق توترات سياسية متصاعدة بين البلدين. ويشمل هذا القرار جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة التي كانت تسمح لحامليها بالسفر إلى فرنسا دون الحاجة إلى تأشيرة.
1. تفاصيل القرار وأسبابه
أمر الرئيس الفرنسي ماكرون بتعليق هذا الإعفاء بعد اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي، حيث تم التطرق إلى ملف العلاقات مع الجزائر. ووفقًا لمصادر حكومية فرنسية، جاء القرار رداً على “عدم وجود تقدم في حل بعض القضايا الأمنية والدبلوماسية العالقة بين البلدين”، خاصة فيما يتعلق بالتعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية وإعادة استقبال المهاجرين غير النظاميين. وقد عبرت فرنسا عن إحباطها مراراً من ما تعتبره “تباطؤاً” من الجانب الجزائري في تنفيذ اتفاقيات إعادة القبول.
2. ردود الفعل الدبلوماسية
* الجانب الجزائري: لم يصدر أي رد فعل رسمي فوري من الحكومة الجزائرية. إلا أن هذا القرار من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الدبلوماسية بين البلدين، والتي كانت قد شهدت تحسناً نسبياً في الفترات الأخيرة.
* الموقف الفرنسي: يرى المحللون أن هذا القرار يمثل رسالة سياسية قوية من باريس للجزائر، ويهدف إلى ممارسة ضغوط عليها للتعاون بشكل أكبر في القضايا الأمنية. ويعتبر الإعفاء من التأشيرة للجوازات الرسمية امتيازاً دبلوماسياً نادراً، وتعليقه يرمز إلى تدهور الثقة بين الطرفين.
3. سياق التوتر بين البلدين
تأتي هذه الخطوة في أعقاب سلسلة من الخلافات بين فرنسا والجزائر، من أبرزها:
* قضية الهجرة: تُعد قضية المهاجرين غير النظاميين في فرنسا، والذين يحمل العديد منهم الجنسية الجزائرية، أحد أكثر الملفات حساسية بين البلدين.
* التعاون الأمني: تطالب فرنسا الجزائر بتعاون أكبر في القضايا الأمنية المتعلقة بمنطقة الساحل.
* المناوشات الدبلوماسية: شهدت العلاقات بين باريس والجزائر فترات من التوتر الدبلوماسي الحاد، تخللتها سحب لسفراء وتصريحات قوية.
4. الخاتمة
يُعد قرار الرئيس ماكرون بتعليق إعفاء التأشيرة للجوازات الرسمية الجزائرية تصعيداً جديداً في العلاقات الفرنسية-الجزائرية. وبينما يرى البعض في فرنسا أنها خطوة ضرورية لممارسة الضغط، يرى آخرون أنها قد تعقد من الجهود الرامية إلى تحسين العلاقات الثنائية. ومن المتوقع أن يكون للجزائر رد فعل دبلوماسي في الأيام القادمة، مما قد يفتح صفحة جديدة من التوتر بين البلدين.
كندا