بقلم الدكتورة الاديبة عبير المعداوي
من نحن ؟
سؤال من المهم أن نتعرف أكثر على هويته الخاصة حتى نحدد توصيف سليم لمن نحن !
هل نحن دول دينيه ام دول علمانيه
ام دول حائرة بين هذا و ذاك …!

ارى من خلال البحث الاخير في علم الإعلام السياسي الاجتماعي و المعطيات الكثيرة التي تناولتها في البحث نتج عنها نتيجة واحدة سلبية اكدت اننا امه مزدوجة الهوية نحن اصبحنا فعليا و واقعيا بلاد علمانيه .. و لكننا نوعا ما نحترم الدين و نتبعه على حرف …و لكننا لا نعترف بالعلمانية و ملتزمين بتطبيق قوانينا في الحياة في تفس الوقت نعترف بالدين و ملتزمين به ظاهريا فقط دون الاخذ به واقعيا
حديثي ليس على مصر فقط بل كل البلاد العربيه الاسلاميه بلا استثناء و لهذا يسود حالة من النفاق العام استغله من يخططون للعالم لبث احقاد ضد العقائد من خلال عملاء لهم …
الهجمات الممنهجة على الكنيسه و الازهر من اتباع كل ديانة واضحة للجميع و اقولها امام الله و يشهد علي .. غياب الوازع الديني ادى الى انفلات المجتمع و لابد من عودته لربط قواعد الاخلاق بالحياة الاجتماعية…
و عليه اسمحوا لي ان اقول علينا الان مواجهة الحقيقة و التعامل معها بواقعيه لقد اصبحنا دول علمانيه دون الاعتراف الصريح بهذا لم يعد هناك دوله فوق الارض دينيه و متمسكة بالعادات والتقاليد و لكن في نفس الوقت يفرض علي الناس قوانين دينيه و من هنا ولدت ملايين المشاكل بين الناس و عندما نطلب من الازهر او الكنيسة حلها يعجزون و هذا لان لم يعد بيدهم شيء هناك تعارض بين التعاليم الدينية و واقع الحياة العلمانية و يقف بينهم القانون الذي بدوره اصبح في ظل الظروف الصعبة و التطور الخطير و انفتاح المجتمعات غير موفق و لا يستطيع تحقيق العداله بين الناس بل اصبح اداه تعذيب و على نحو سمح للبعض لاستغلال الناس بان يهين الدين و يتدخل فيه و الدين بريء مما يحدث ..
الحياة بعد العلمانيه و العولمة و تطوير الجرائم الاجتماعية مع قانون لم يراعي المستجدات و كان عليه هو الاخر ان يتطور و يواكب حركة تغير المجتمع حتى لا يقع الناس فريسة المستغليين .
اذا كنت دولة دينيه فلا داع للموقف المرتبك القانوني الذي يحكم بين الناس اما ان كنت عولمي و علماني اتركها مدنيه وً تصرف وفق قوانين العالم الانسانية دون المزج مع الشريعه.
على سبيل المثال المراة الان هي التي تتحمل نفسها لم تعد تلك التي تقبع في البيت تعتمد على اخ و عم و خال يتحملها و ينفق عليها فما الداعي ان ياخذ الرجل مثل حظ الانثيين و هذه الزوجة التي تعبت و اشتغلت و بنت حياة كامله قاسمته التعب و الشغل مع زوجها و ثروته هي حصاد تعبها فكيف في النهاية ان ترث الثمن هذا غير منصف .
و عليه نرى الاف القضايا و المشاكل الاجتماعية ما وصلنا له هو حالة من الارتباك الحقيقي و عليه في المنتصف سنجد المنافقين يشوهون صورة الدين و العلماء او يضلون الناس ، و يرافق هذا الانحلال الاخلاقي و الديني و اشتعال الفتن و الفساد و العنف و الظلم بين الناس . و سنظل هكذا حتى يحسم المجتمع مع الدوله موقفه من احكام القانون ( هل هو قانون وضعي انساني مدني يواكب التطور الحياتي الاجتماعي ام القانون التابع للتشريع الديني ) اما المزج لابد ان ينتهي كي يعود الاستقرار و الامان بتطبيق القوانين و تنفيذها على الجميع بمساواة و عداله