أعلنت فرقة الباليه والأوبرا الملكية البريطانية (RBO) إلغاء إنتاجها المقرر عام ٢٠٢٦ لأوبرا توسكا لبوتشيني في تل أبيب، إسرائيل. يأتي هذا القرار بعد ردود فعل غاضبة من الموظفين، حيث وقّع 182 موظفًا على رسالة مفتوحة أعربوا فيها عن قلقهم العميق إزاء قرار الشركة تقديم عرض في إسرائيل في ظل الصراع الدائر في غزة.

مخاوف الموظفين ورسالة مفتوحة

انتقدت الرسالة المفتوحة، التي وقّعها راقصون ومغنون وموسيقيون وموظفون من مختلف الأقسام، قرار أوبرا رويال باليه بتأجير إنتاجها لأوبرا “توراندوت” للأوبرا الوطنية الإسرائيلية، مشيرين إلى أن ذلك سيُعتبر تحالفًا متعمدًا مع حكومة متهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. كما أشادت الرسالة بفنان رفع علم فلسطين خلال العرض الختامي، واصفةً إياه بـ”عمل شجاع وشفافية أخلاقية”. وطالب أعضاء فريق العمل المؤسسة بمنع إنتاجها عن المؤسسات التي تُشرّع دولة إسرائيل وتدعمها اقتصاديًا.

حادثة تُثير جدلًا

بدأ الجدل عندما رفعت الراقصة داني بيري علمًا فلسطينيًا خلال العرض الختامي لأوبرا “إل تروفاتور” لفيردي في دار الأوبرا الملكية. حاول أوليفر ميرز، مدير الموسيقى في دار الأوبرا الملكية، سحب العلم، مما أثار انتقادات واسعة النطاق بين الموظفين. وأدت هذه الحادثة إلى دعوات لمحاسبة ميرز على أفعاله.

رد إدارة دار الأوبرا الملكية

ردًا على مخاوف الموظفين، صرّح أليكس بيرد، الرئيس التنفيذي لدار الأوبرا الملكية، بأن المؤسسة تُقرّ وتحترم جميع وجهات النظر التي يتبناها موظفوها وفنانوها وجمهورها. وأكد بيرد التزام الشركة بالعمل بنزاهة وتعاطف، وضمان أن يبقى مسرحها مساحةً للتقدير الثقافي المشترك، بعيدًا عن التصريحات السياسية الفردية.

ردود الفعل والتداعيات

رحبت منظمة “فنانون من أجل فلسطين” في المملكة المتحدة بالقرار، ووصفته بأنه “إنجاز مرحب به للمساءلة المؤسسية” و”انتصار للتنظيم الشعبي”. يمثل إلغاء عرض “توسكا” لحظة فارقة في القطاع الثقافي، إذ يُبرز الوعي المتزايد بضرورة اتخاذ المؤسسات موقفًا بشأن القضايا الخلافية.

التأثير على الإنتاجات المستقبلية

قد يُشكل قرار “فنانون من أجل فلسطين” بإلغاء عرض “توسكا” في تل أبيب سابقةً للمؤسسات الثقافية الأخرى التي تواجه معضلات مماثلة. وبينما يواصل المجتمع الدولي التعامل مع قضايا جيوسياسية معقدة، سيظل دور الفن والثقافة في تشكيل الخطاب والتأثير على القيم موضوع نقاش حاد.