دراسة علمية حديثة: الحساسية قد تقي من خطر الإصابة بسرطان الرئة

واشنطن | يوليو 2025 – Castle Journal

كشفت دراسة طبية حديثة عن علاقة محتملة بين الإصابة بالحساسية وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرئة، في اكتشاف قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم الجهاز المناعي ودوره في الوقاية من الأمراض السرطانية.

وبحسب نتائج الدراسة التي نُشرت في دورية Journal of Thoracic Oncology، فإن الأشخاص الذين يعانون من حالات حساسية مزمنة، مثل الربو أو حساسية الأنف أو الجلد، أظهروا احتمالية أقل للإصابة بسرطان الرئة بنسبة تتراوح بين 15 إلى 25% مقارنة بغير المصابين بالحساسية.

نظرة جديدة لدور الجهاز المناعي

وفسّر الباحثون هذا الارتباط بأن جهاز المناعة لدى المصابين بالحساسية يكون في حالة نشاط دائم، مما يجعله أكثر قدرة على رصد الخلايا الشاذة ومهاجمتها قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.

وقالت الدكتورة إيلين ماركوف، الباحثة الرئيسية في الدراسة من معهد أبحاث الأورام في جامعة واشنطن:

“من المثير للاهتمام أن فرط نشاط المناعة، الذي يعد مشكلة في حالاتالحساسية، قد يكون عامل حماية ضد الأورام في الرئتين.”

تفاصيل الدراسة والبيانات

شملت الدراسة تحليل بيانات طبية لأكثر من 280,000 شخص من مختلف الأعمار والخلفيات الصحية على مدار 10 سنوات، وتمت مقارنة معدلات الإصابة بسرطان الرئة بين من يعانون من أنواع مختلفة من الحساسية ومن لا يعانون منها.

ووجد الباحثون أن الأثر الوقائي كان أقوى لدى النساء، والمصابين بالحساسية التنفسية مثل الربو أو التهاب الأنف التحسسي. كما أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية واحدة على الأقل ولديهم نمط حياة صحي (عدم التدخين، ممارسة الرياضة، نظام غذائي متوازن) يتمتعون بأعلى درجات الحماية.

تحذير من التعميم واستمرار البحث

رغم النتائج الواعدة، شدد الباحثون على أن العلاقة المكتشفة لا تعني أن الحساسية تمنع سرطان الرئة بشكل قاطع، بل قد تشير إلى وجود تفاعل معقد بين الجهاز المناعي والأنسجة السرطانية، يحتاج إلى دراسات أعمق لفهم آلياته.

كما أكدت الدراسة أن الحساسية لا تغني بأي شكل عن أهمية الوقاية التقليدية، وعلى رأسها الإقلاع عن التدخين وتجنب الملوثات الهوائية.

تطبيقات طبية مستقبلية؟

تفتح هذه النتائج الباب أمام أبحاث طبية مستقبلية لتطوير علاجات مناعية تعتمد على تحفيز الجهاز المناعي بطرق مشابهة لتلك التي تحدث في حالات الحساسية.

وقد تسهم هذه النتائج في تعزيز توجهات الطب الشخصي، الذي يعتمد على السمات المناعية والفسيولوجية للفرد في الوقاية والعلاج من السرطان.

⸻

إعداد: وحدة الصحة والعلوم – Castle Journal

للمزيد من الأخبار العلمية والطبية: https://qr.castle-journal.com

⸻