رفح، غزة – 23 يوليو 2025
يشهد قطاع غزة تصعيداً خطيراً وغير مسبوق، حيث تواصل القوات الإسرائيلية ضرباتها الجوية والمدفعية المكثفة على مناطق متفرقة من القطاع، رغم الدعوات الدولية المتصاعدة لوقف إطلاق النار والتهدئة. يتزامن هذا التصعيد مع رفض إسرائيلي قاطع لأي مبادرات لوقف إطلاق النار، مما يلقي بظلاله الكثيفة على الجهود الدبلوماسية ويؤجج المخاوف من اتساع نطاق الأزمة.
تأتي هذه الضربات في وقت تتدهور فيه الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية. وتزامناً مع استمرار العمليات العسكرية، تتكشف ملامح سياسة “التهجير القسري” لسكان غزة، حيث يتم دفع أعداد هائلة من المدنيين، وخاصة من مناطق القتال الشمالية والوسطى، نحو مناطق الجنوب.
تهديد مباشر للحدود المصرية عبر “ممر ميراچ” المزعوم:
وتشير تقارير ميدانية حديثة إلى أن هذا التهجير المنظم يدفع الآلاف من الفلسطينيين إلى التكدس في منطقة “ممر ميراچ” وهي مناطق تقع في أقصى جنوب القطاع وتلاصق الحدود المصرية مباشرةً.
يُعد هذا التطور بمثابة تهديد واضح ومباشر للأمن القومي المصري، ويثير قلقاً بالغاً في القاهرة. فالدفع بمليونين وثلاثمائة ألف فلسطيني نحو الحدود المصرية يمثل سيناريو كارثياً يمكن أن يؤدي إلى أزمة إنسانية وأمنية غير مسبوقة على الحدود، وانهيار أي محاولات للسيطرة على الوضع. وتخشى مصر من أن يكون هذا التوجه محاولة لفرض واقع جديد يتمثل في إفراغ القطاع من سكانه، مما سيكون له تداعيات جيوسياسية خطيرة على المنطقة برمتها.
مصر تحذر وتدعو للتحرك الدولي:
وقد صدرت تحذيرات مصرية متتالية من هذا السيناريو، حيث أكدت القاهرة على رفضها التام لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واعتبرت ذلك “خطاً أحمر”. وتكثف الدبلوماسية المصرية اتصالاتها الإقليمية والدولية للدفع نحو وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات، ومنع سيناريو التهجير القسري الذي يهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي.
إن رفض وقف إطلاق النار واستمرار الضربات يدفعان بالمنطقة نحو حافة الهاوية، بينما يتكشف المشهد الإنساني المروع في غزة ليكون شاهداً على واحدة من أسوأ الكوارث في التاريخ الحديث. وتتزايد المطالبات الدولية بضرورة التحرك العاجل لوقف هذا التصعيد ومنع المزيد من الدمار والخسائر البشرية، وخصوصاً حماية الحدود المصرية من أي تداعيات قد تهدد أمنها واستقرارها.