في محاولة لتعزيز العلاقات مع الهند، أطلق رئيس الحكومة البنغلاديشية المؤقتة، البروفيسور محمد يونس، مبادرة “دبلوماسية المانجو” بإرسال شحنة وزنها 1000 كيلوغرام من مانجو “هاريبهانجا” الشهير إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وتهدف هذه المبادرة إلى إحياء العلاقات الودية بين البلدين الجارين.
الخلفية
شهدت العلاقات بين بنغلاديش والهند توترا بعد الإطاحة بحكومة رئيسة الوزراء البنغلاديشية السابقة، الشيخة حسينة، في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2024. وقد أعربت الحكومة المؤقتة الجديدة، بقيادة البروفيسور يونس، عن رغبتها في الحفاظ على علاقات جيدة مع الهند قائمة على الاحترام المتبادل.
دبلوماسية المانجو” رمز للصداقة
على الرغم من أن إرسال المانجو كان متبعا منذ الأنظمة السابقة، إلا أن المبادرة الحالية تُعتبر محاولة متعمدة من دكا لتحسين العلاقات مع نيودلهي. أُرسلت شحنة المانجو كبادرة حسن نية، وقد اتُخذت مبادرات مماثلة في الماضي، مثل “دبلوماسية المانجو” التي مارستها الهند مع الصين في خمسينيات القرن الماضي. كما استخدمت باكستان “دبلوماسية المانجو” لتعزيز علاقاتها مع الصين في ستينيات القرن الماضي.
التطورات الرئيسية في العلاقات بين بنغلاديش والهند
– *التعاون التجاري والاقتصادي*: تُعدّ الهند خامس أكبر اقتصاد، بينما تُعدّ بنغلاديش ثاني أكبر مُصدّر للملابس بعد الصين. يتمتع البلدان بأسس متينة للتعاون التجاري والاقتصادي.
– *خطة تقاسم المياه*: تعمل بنغلاديش مع الصين على خطة لإدارة المياه مدتها 50 عامًا، تشمل نظام نهر تيستا، الذي يُمثّل أهمية استراتيجية للهند.
– *التعاون في مجال الرعاية الصحية*: التزمت الصين ببناء مستشفى بسعة 1000 سرير في بنغلاديش وتوفير تأشيرات طبية للمواطنين البنغلاديشيين، مما قد يُقلل من اعتماد البلاد على خدمات الرعاية الصحية الهندية.
– *جهود إحياء رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي*: تسعى الحكومة المؤقتة إلى إحياء رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك)، إلا أن الهند لم تُبدِ دعمًا يُذكر لهذه المبادرة.
التحديات والفرص
على الرغم من التحديات، هناك فرص للتعاون بين بنغلاديش والهند. ويُعدّ تبادل الصيادين بين البلدين، واتفاقية الطاقة الثلاثية التي تُتيح لبنغلاديش الحصول على الطاقة الكهرومائية من نيبال، تطورات إيجابية. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى معالجة قضايا مثل عمليات القتل على الحدود والنزاعات التجارية لتعزيز العلاقات.
تُعدّ مبادرة البروفيسور يونس “دبلوماسية المانجو” بادرة رمزية تهدف إلى إحياء العلاقات الوثيقة بين بنغلاديش والهند. ورغم وجود تحديات يجب التغلب عليها، فإن إمكانات التعاون في مجالات التجارة والرعاية الصحية والاستقرار الإقليمي تُتيح مستقبلًا واعدًا للبلدين. ومن خلال التركيز على الاحترام المتبادل والمشاركة العملية، يُمكن لبنغلاديش والهند العمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز روابطهما.