شهد البحر الأحمر هذا الأسبوع سلسلة أحداث درامية وقاتلة، حيث ادعى المتمردون الحوثيون إغراق سفينة “ماجيك سيز” اليونانية في هجوم جريء يوم الأحد. اختطفت الجماعة اليمنية المدعومة من إيران السفينة التي ترفع العلم الليبيري، وقامت بتفخيخها وتصوير غرقها.
ووفقًا للتقارير، بدأ الهجوم بقذائف صاروخية وإطلاق نار من قبل المتمردين الحوثيين المسلحين ببنادق كلاشينكوف. تلقى خفر السواحل نداء استغاثة من القبطان، جاء فيه:
“السفينة بحاجة إلى مساعدة فورية، إنقاذ، إنقاذ، سيتم التخلي عن السفينة. أحتاج إلى إنقاذ طاقمي… لقد استولى الحوثيون على السفينة وسيتم إغراقها. استغاثة”.
تم تحديد موقع السفينة على بُعد حوالي 51 ميلًا بحريًا من ميناء الحديدة، وهو ميناء يمني يسيطر عليه الحوثيون.
نشر الحوثيون مقطع فيديو مُعدّلًا للهجوم، يُظهر السفينة وهي تتعرض لإطلاق نار، ثم اقتحامها من قِبل مسلحين، ثم غرقها بعد عدة انفجارات متزامنة. ينتقل الفيديو إلى لقطة واسعة من طائرة مُسيّرة للسفينة المُزوّدة بخمسة متفجرات على الأقل، وهي تنفجر من تحت سطح الماء، مع تصاعد الماء والدخان. تم إجلاء جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 19 فردًا وثلاثة حراس مسلحين، ويُعتقد أنهم نُقلوا بواسطة سفينة عابرة إلى جيبوتي.
يأتي هذا الهجوم في أعقاب هجوم دامٍ وقع يوم الاثنين، حيث اختطف الحوثيون سفينة الشحن “إترنيتي سي” التي ترفع العلم الليبيري، مما أسفر عن مقتل أربعة من أفراد الطاقم. انتشل رجال الإنقاذ سبعة من أفراد الطاقم أحياءً من مياه البحر الأحمر، ويبحثون عن 14 آخرين. وصرح مسؤول في شركة “ديابلوس”، وهي شركة لإدارة المخاطر البحرية مقرها اليونان: “سنواصل البحث عن بقية أفراد الطاقم حتى آخر فجر”.
يُمثّل الهجومان هذا الأسبوع تصعيدًا كبيرًا في البحر الأحمر، وهو ممر ملاحي عالمي رئيسي للنفط والسلع. كان الحوثيون قد وافقوا على “وقف إطلاق النار” مع الولايات المتحدة في مايو/أيار، لكنهم استأنفوا هجماتهم ردًا على تصرفات إسرائيل في غزة. ردّت إسرائيل بغارات جوية على أهداف حوثية، بما في ذلك موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومحطة كهرباء. وشاركت في هذه الضربات 20 طائرة مقاتلة إسرائيلية وأكثر من 50 قطعة ذخيرة.
شهد البحر الأحمر انخفاضًا ملحوظًا في حركة الملاحة منذ بدء حملة الحوثيين، حيث تعرّضت أكثر من 100 سفينة للهجوم بحلول نهاية العام الماضي. ومن المرجح أن تؤدي الهجمات والهجمات الانتقامية الأخيرة إلى مزيد من زعزعة استقرار المنطقة، وأن تؤثر على حركة الشحن العالمية.
التطورات الدولية :
– ادّعاء الحوثيون إغراق السفينة اليونانية “ماجيك سيز” في البحر الأحمر.
– ردّ إسرائيل بغارات جوية على أهداف حوثية، بما في ذلك موانئ ومحطة كهرباء.
– مقتل أربعة من أفراد الطاقم في هجوم يوم الاثنين على سفينة الشحن “إترنيتي سي”.
– فرق الإنقاذ تبحث عن 14 مفقودًا من أفراد الطاقم.
– انخفاض حركة الملاحة في البحر الأحمر بشكل ملحوظ منذ بدء الحملة الحوثية.
التأثير الإقليمي:
يُعدّ البحر الأحمر ممرًا ملاحيًا حيويًا للنفط والسلع، ومن المرجح أن تكون للهجمات والهجمات الانتقامية الأخيرة تداعيات إقليمية وعالمية كبيرة في النشاط الملاحي و حركة مرور السفن و الشاحنات مما ستؤدي الى كوارث اقتصادية عالمية . وقد أدت أفعال الحوثيين بالفعل إلى انخفاض حركة الملاحة، و تاثرت قناة السويس في دخلها السنوى للنصف وقد يكون لمزيد من التصعيد عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
