تواصل مصر وقطر جهودهما الدؤوبة لإنهاء المفاوضات بشأن غزة، في محاولة لاحتواء الأزمة الحالية وتحقيق استقرار دائم في المنطقة. وفي تطور لافت، أكدت حركة حماس جاهزيتها للتفاوض فورًا، مما يعكس استعدادها للعمل على إيجاد حلول سلمية.
ياتي هذا الموقف بعد طرح المبادرة الأمريكية بوقف اطلاق النار لمدة ٦٠ يوم في مقابل تسليم الرهائن.. لكن لم ترد اسرائيل بالموافقة حتى الان ..
هذا الاقتراح الأخير لا يختلف كثيرا عن الخطط السابقة التي قدمها المفاوضون، حيث يبقي على نفس العدد من الرهائن المقرر إطلاق سراحهم ونفس مدة وقف إطلاق النار المؤقت. ومع ذلك، يقدم المقترح تنازلين رئيسيين لمطالب حماس، حيث يتم توزيع إطلاق سراح الرهائن على كامل الجدول الزمني، ويقدم ضمانات أقوى – في هذه الحالة، مباشرة من ترامب – بأن وقف إطلاق النار سيستمر لأكثر من 60 يوما حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب.
تدعو الخطة إلى إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 رهينة متوفين، موزعين على الجدول الزمني الكامل، وفقا لمصدر مطلع على المفاوضات شارك تفاصيل الخطة.
و تنص المبادرة او المقترح على ان في اليوم الأول لوقف إطلاق النار، ستطلق حماس سراح 8 رهائن أحياء، مقابل إطلاق سراح عدد غير محدد من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين من قبل إسرائيل، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقع محددة مسبقًا في شمال غزة. بعد ذلك، ستسحب إسرائيل قواتها من أجزاء من جنوب غزة في اليوم السابع، عقب إطلاق سراح عدد من الرهائن المتوفين.

بمجرد بدء سريان الهدنة الأولية، ستبدأ إسرائيل وحماس مفاوضات فورية بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. يُذكر أن هناك 50 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، ويُعتقد أن ما لا يقل عن 20 منهم على قيد الحياة.
جهود مصرية قطرية مشتركة
تعمل مصر وقطر بشكل وثيق لاحتواء الأزمة في غزة، حيث تجري الاتصالات والمفاوضات المكثفة مع الأطراف المعنية. وتسعى الدولتان إلى تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات، من خلال تقديم مقترحات وآليات لتنفيذ حلول واقعية ومستدامة.
وصلت جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة إلى مرحلة حاسمة في السعي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. الاقتراح الحالي يتجاوز النقاط الخلافية الرئيسية أكثر من المقترحات السابقة، ويسعى لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وهو مطلب أساسي لحماس، بينما تبدو إسرائيل مترددة في الالتزام به. ينص الاقتراح على هدنة فورية وتبادل جزئي للرهائن والأسرى، يعقبه محادثات حول الحكم والأمن في قطاع غزة.
رغم أن الاقتراح لا يلبي مطالب أي من الطرفين بشكل كامل، إلا أنه من غير المرجح ظهور اتفاق أفضل في المستقبل القريب ينهي القتال الذي دمر غزة ويضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. استمرار الحرب يزيد من مخاطر تصعيد إقليمي، خاصة مع التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وبين الولايات المتحدة والمجموعات المدعومة من إيران.

يجب على إسرائيل وحماس قبول الاتفاق الحالي كضرورة إنسانية، نظرًا لعدم قدرة أي طرف على تحقيق نصر استراتيجي، ولأن استمرار الصراع لم يعد يحقق أي عائدات تذكر. الحرب لم تدمر حماس كما تسعى إسرائيل، ولم تقوِّ حماس أو تحسن آفاق الفلسطينيين المستقبلية. كل ما تحققه الحرب المستمرة هو مزيد من المعاناة لشعب في أمس الحاجة للخلاص.
استعداد حماس للتفاوض
أكدت حركة حماس عن ترحيبها بمبادرة وقف اطلاق النار لمدة ٦٠ يوم التي اقترحتها الحكومة الأمريكية و ترعاها مصر و قطر و قالت حماس انها على استعدادها للتفاوض فورًا، مما يعكس رغبتها في العمل على إيجاد حلول سلمية للأزمة. ويأتي هذا الاستعداد في إطار الجهود المبذولة لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
أهمية الجهود المصرية القطرية

تعد الجهود المصرية القطرية ذات أهمية كبيرة في هذا السياق، حيث تعمل الدولتان على تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني. وتسعى مصر وقطر إلى تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات، من خلال العمل المشترك والتنسيق المستمر.
من المتوقع أن يكون للجهود المصرية القطرية تأثيرات إيجابية على الوضع في غزة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تحقيق استقرار دائم وتحسين الأوضاع الإنسانية و التمهيد لادخال المساعدات لاهل القطاع و العمل مع على منع التهجير و اعادة السكان الى منازلهم . ويأتي هذا في إطار العمل على إيجاد حلول شاملة ومتكاملة للأزمة.
هل تنجح مفاوضات الاستخبارات المصريه في دعم الجهود المصرية في وقف دائم لإطلاق النار؟!

تبذل مصر جهودًا من خلال مدير الاستخبارات المصرية، اللواء حسن رشاد، لإقناع جميع الأطراف بالاستجابة للمقترح المصري، الذي لم يختلف عنه المقترح الأمريكي إلا في بعض البنود المحدودة. يُعتبر البند المتعلق بـ “وقف دائم للأعمال القتالية” في المرحلة الثانية التعديل الأبرز على المقترح السابق، حيث كان مقتصرًا على الإشارة إلى “فترة مستدامة من الهدوء”. يهدف الاتفاق الحالي إلى تجاوز الفجوة التي أدت إلى انهيار المفاوضات السابقة، والمتمثلة في تباين مواقف حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار الدائم.
منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، أكد القادة الإسرائيليون التزامهم بتدمير حماس على المدى البعيد. في حين أبدى وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس والمؤسسة العسكرية استعدادهم لوقف مؤقت للقتال لاستعادة الرهائن، إلا أن مصلحة نتنياهو الشخصية في رفض الاتفاق تحول دون ذلك، حيث قد يعني ذلك فقدانه للسلطة. من جهة أخرى، لم تكن حماس مستعدة لتسليم الرهائن، خاصة الضباط العسكريين الذين يمثلون ورقة مساومة رئيسية، بدون ضمانات صريحة بوقف دائم لإطلاق النار.
الموقف الاسرائيلي المتعنت هل سيقبل بالهدنه ام بوقف دائم؟

برغم أعلان ديوان نتنياهو منذ ساعات أن تل أبيب استلمت التعديلات التي طلبتها حماس على المقترح القطري، مؤكدًا أنها “غير مقبولة” لإسرائيل لكنه ايضا لم يمنع التفاوض وأضاف أن فريق التفاوض الإسرائيلي سيغادر يوم الأحد لإجراء محادثات في قطر. وكانت حماس قد طلبت ثلاثة تعديلات على المقترح الحالي، تشمل وقفًا فوريًا للعمليات في قطاع غزة، وانسحابًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقعها السابقة قبل انهيار وقف النار الأخير في مارس الماضي.
مستقبل المفاوضات
يظل مستقبل المفاوضات غامض و غير مؤكد، حيث ان اسرائيل لم توافق بعد رغم انها ابدت ترحيبها بالتفاوض و عليه تواجه الجهود المصرية القطرية تحديات كبيرة خصوصا مع تدهور الأحوال الإنسانية التي تنذر بمجاعه مع فقدان الوقود و وقف دخول المساعدات و كذلك الاعتداءات الاسرائيليه العنيفه على سكان القطاع ومع ذلك، فإن استعداد حماس للتفاوض فورًا يعكس رغبة جادة في العمل على إيجاد حلول سلمية. ومن المتوقع أن تستمر الجهود المصرية القطرية في الفترة المقبلة، سعيًا لتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات.