حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن النقص الحاد في التمويل الإنساني العالمي يُهدد حياة ملايين اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب بحثًا عن ملاذ آمن في الدول المجاورة. وفي ظل الوضع الراهن، قد يضطر برنامج الأغذية العالمي إلى إجراء تخفيضات جذرية في المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، مما قد يؤدي إلى توقفها التام في دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا.

وضع مأساوي للاجئين
يعاني العديد من اللاجئين السودانيين من وضع مأساوي بالفعل، بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب بين الجيش الوطني السوداني والمتمردين شبه العسكريين. ويكافح اللاجئون من أجل البقاء، حيث يعيش بعضهم على أقل من 500 سعر حراري يوميًا – أي أقل من ربع احتياجاتهم الغذائية اليومية. وفي أوغندا، يُثقل الوافدون الجدد كاهل أنظمة دعم اللاجئين، مما يُفاقم وضعًا مأساويًا بالفعل.
التأثير على الفئات السكانية الضعيفة
يُعتبر الأطفال أكثر عُرضة لفترات طويلة من الجوع وسوء التغذية. تجاوزت معدلات سوء التغذية بين اللاجئين الشباب في مراكز الاستقبال في أوغندا وجنوب السودان بالفعل عتبة الطوارئ. وبدون تمويل عاجل، يخشى برنامج الأغذية العالمي أن تتعرض ملايين الأسر الضعيفة، وخاصة الأطفال، لخطر متزايد من الجوع وسوء التغذية.

الاستجابة العالمية
لا يركز برنامج الأغذية العالمي على السودان فحسب؛ بل سلط الضوء على أن 58 مليون شخص معرضون لخطر الجوع الشديد أو المجاعة على مستوى العالم ما لم يصل تمويل عاجل للمساعدات الغذائية. وتشهد المنظمة انخفاضًا حادًا في التمويل، بنسبة 40% لعام 2025 مقارنة بالعام الماضي. وهذا له تداعيات وخيمة على جهودها في مجال المساعدات الغذائية عالميًا، وخاصة برامج التغذية الطارئة التي تدعم الفئات الأكثر ضعفًا.
تؤكد المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، على الحاجة إلى دعم فوري لتجنب كارثة. وتقول: “إذا لم نتلقَّ الدعم الذي نحتاجه لتجنب المزيد من الكوارث، فسيشهد العالم بلا شك المزيد من الصراعات والاضطرابات والجوع”. ويعتمد برنامج الأغذية العالمي كلياً على التبرعات الطوعية، وكل تبرع له أهميته في إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة الإنسانية.