شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستويات غير مسبوقة من العنف والصراع في السنوات الأخيرة، حيث تحمل الأطفال وطأة هذا الدمار. ووفقًا لتقرير حديث لليونيسف، تسببت النزاعات في المنطقة في مقتل أو تشويه أو نزوح أكثر من 12 مليون طفل خلال العامين الماضيين فقط.
يرسم التقرير صورة قاتمة للوضع على الأرض، حيث يواجه الأطفال أهوالًا لا تُصدق، بما في ذلك التفجيرات وإطلاق النار والنزوح. وقد اضطر الكثيرون إلى الفرار من ديارهم، بحثًا عن الأمان في ملاجئ مكتظة أو مع عائلات مضيفة. وستُخلف الصدمات والضغوط الناجمة عن هذه التجارب آثارًا طويلة الأمد على الصحة النفسية والعاطفية لهؤلاء الأطفال.
أدت النزاعات في دول مثل سوريا واليمن وليبيا وفلسطين إلى دمار واسع النطاق، حيث تحولت العديد من المناطق إلى أنقاض. وكان التأثير على الأطفال كارثيًا، حيث يواجه الكثيرون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية.
قال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يدفع الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثمن صراعات لم يكونوا سببها. يجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف لحماية هؤلاء الأطفال وضمان حصولهم على الدعم والرعاية اللازمين للتعافي من الصدمات التي تعرضوا لها”.
يُسلّط التقرير الضوء على الحاجة المُلِحّة للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم. تعمل اليونيسف بلا كلل لتقديم المساعدة للأطفال المتضررين، لكن المنظمة تُحذّر من ضرورة بذل المزيد من الجهود لمعالجة حجم الأزمة.
إحصائيات رئيسية:
– *١٢ مليون طفل*: قُتلوا أو شُوّهوا أو نزحوا خلال العامين الماضيين بسبب النزاعات في المنطقة.
– *٦ ملايين طفل*: يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في سوريا وحدها.
– ٢.٥ مليون طفل: نازحون في اليمن، ويواجه الكثير منهم نقصًا حادًا في الغذاء والماء والرعاية الطبية.
– ١.٥ مليون طفل: يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في ليبيا، ويواجه الكثير منهم النزوح والصدمات.
دعوة للتحرك*
يجب على المجتمع الدولي إعطاء الأولوية لحماية الأطفال في مناطق النزاع، وضمان حصولهم على الدعم والرعاية التي يحتاجونها. ويشمل ذلك:
– *زيادة المساعدات الإنسانية*: لتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم.
– *حماية المدنيين*: يجب على أطراف النزاع إعطاء الأولوية لحماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال.
– *مفاوضات السلام*: يجب على المجتمع الدولي العمل على إيجاد حل سلمي للنزاعات في المنطقة.
يعتمد مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على سلامة أطفالها ورفاههم. يجب على المجتمع الدولي التحرك الآن لحماية ودعم هؤلاء الأطفال، وضمان حصولهم على فرصة للتعافي من الصدمة التي تعرضوا لها وبناء مستقبل أفضل.
