تل أبيب – إسرائيل – 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025
تعقّد مسار إنهاء الصراع في غزة بشدة بسبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القاطع لبند أساسي من بنود إطار السلام الدولي، وهو أن تحكم السلطة الفلسطينية القطاع في نهاية المطاف. ورغم موافقته مؤخرًا على المرحلة الأولى من خطة السلام المدعومة من الولايات المتحدة، أوضح نتنياهو بشكل قاطع أن إسرائيل لن توافق على مستقبل غزة تحت حكم حماس أو السلطة الفلسطينية، مما وضع عقبة كبيرة وكبيرة أمام استراتيجية “اليوم التالي” المدعومة دوليًا.
تُحدّد تصريحات رئيس الوزراء، التي أدلى بها خلال تأييده العلني للاتفاق الأمريكي المكون من 20 نقطة، مستقبل غزة الذي يتعارض بشكل مباشر مع الإجماع الدولي الراسخ – بل وحتى مع بند ضمن الخطة الأمريكية نفسها – الذي ينص على دور نهائي للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها. رفضٌ قاطعٌ للحوكمة بعد الحرب
في حديثه من البيت الأبيض في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طرح السيد نتنياهو المبادئ الأساسية الخمسة التي وضعتها حكومته لما بعد حماس في غزة. ينصّ مبدأه الأخير والأكثر إثارةً للجدل على أن “غزة ستكون لها إدارة مدنية سلمية لا تديرها حماس ولا السلطة الفلسطينية”.
هذا الاستبعاد الصريح للسلطة الفلسطينية – التي تدير حاليًا أجزاءً من الضفة الغربية وتحظى باعتراف المجتمع الدولي – أشار فورًا إلى وجود خلافٍ عميق بين أهداف إسرائيل المعلنة والجهود الدبلوماسية الأوسع التي تقودها الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول عربية مختلفة. تقترح الخطة الأمريكية نفسها تسليمًا نهائيًا للسلطة إلى سلطة فلسطينية “مُصلَحة ومُقوّاة”، وهو بندٌ بدا أن السيد نتنياهو رفضه، على الرغم من إشادته بمبادرة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب.
برّر الزعيم الإسرائيلي موقفه بتأكيده على اعتقاده الراسخ بأن السلطة الفلسطينية، في ظل قيادتها الحالية، غير مؤهلة لحكم غزة. وأشار إلى ما يراه غيابًا لـ”تحول جذري وحقيقي” داخل السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى قضايا مثل ما يسميه سياسة “الدفع مقابل القتل” والتحريض، والتي تطالب حكومته بإصلاحها قبل النظر في أي دور.
خطة الولايات المتحدة وردود الفعل الدولية
تسعى خطة السلام الأمريكية، التي حظيت أيضًا بقبول مشروط من حماس في مرحلتها الأولى، إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالتزامن مع نزع حماس لسلاحها. بالنسبة للحكم بعد الحرب، تقترح الخطة فترة انتقالية تحت إشراف قوة أمنية دولية ولجنة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة الشؤون اليومية، بهدف نهائي هو نقل السيطرة إلى السلطة الفلسطينية بعد برنامج إصلاح شامل.
فُسِّر رفض رئيس الوزراء العلني للسلطة الفلسطينية على نطاق واسع على أنه محاولة لاسترضاء شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين هددوا مرارًا وتكرارًا بانهيار الحكومة إذا انتهت الحرب قبل الأوان أو إذا سُمح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة. يُجبر هذا الضغط السياسي الداخلي السيد نتنياهو على مأزق دبلوماسي حرج، حيث يُصر الشركاء الدوليون والإقليميون، بما في ذلك الدول العربية الرئيسية، على أن الحكم الفلسطيني ضروري للاستقرار وإعادة الإعمار على المدى الطويل.
يخشى النقاد من أن رفض إسرائيل قبول السلطة الفلسطينية يترك فراغًا حرجًا في الحكم بعد الحرب. إذا لم تحكم حماس وليس السلطة الفلسطينية، فإن البديل الوحيد هو الحكم العسكري الإسرائيلي المطول، والذي يبدو أن نتنياهو يستبعده أيضًا بالتصريح بأنه ينوي إنشاء إدارة مدنية سلمية. تُسلّط التصريحات الأخيرة الضوء على التحديات السياسية والدبلوماسية الهائلة التي تواجه المفاوضين في مصر في محاولتهم وضع اللمسات الأخيرة على شروط وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، وتمهيد طريق موثوق نحو سلام دائم. تضمن مطالب السيد نتنياهو، التي تشمل أيضًا احتفاظ إسرائيل بـ”سيطرة أمنية شاملة” و”محيط أمني” في غزة في المستقبل المنظور، استمرار الاستقطاب الحاد في النقاش حول مستقبل غزة، حتى مع أن احتمال إطلاق سراح الرهائن يُقدّم بصيص أمل هش.
نقاط رئيسية حول مستقبل غزة
* رفض صريح: صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صراحةً بأن الإدارة المدنية المستقبلية في غزة يجب أن تُدار “لا من قِبل حماس ولا من قِبل السلطة الفلسطينية”.
* يتعارض مع هدف الولايات المتحدة: يتعارض هذا الموقف بشكل مباشر مع هدف المجتمع الدولي، وحتى الخطة المدعومة من الولايات المتحدة، طويل الأمد المتمثل في نقل الحكم إلى سلطة فلسطينية مُصلحة.
* الشروط الإسرائيلية: يُصرّ نتنياهو على ضرورة خضوع السلطة الفلسطينية لـ”تحول جذري وحقيقي” قبل النظر في أي دور، مُشيرًا إلى ما يعتبره تحريضًا.
* السيطرة الأمنية: يُصرّ الزعيم الإسرائيلي أيضًا على ضرورة احتفاظ إسرائيل بـ”سيطرة أمنية شاملة” ومحيط أمني في قطاع غزة في المستقبل المنظور.
* نقطة الخلاف الدبلوماسية: لا يزال دور السلطة الفلسطينية يُشكّل نقطة خلاف حاسمة في محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحماس في مصر، مما يُعقّد سيناريو “اليوم التالي” المُدعوم دوليًا.
* الضغط الداخلي: يُنظر إلى موقف نتنياهو المُتشدد على أنه ضروري للحفاظ على دعم ائتلافه اليميني المُتطرف، الذي يُعارض بشدة أي خطوة نحو إقامة دولة فلسطينية أو حكم السلطة الفلسطينية في غزة.