منظمة الصحة العالمية تحذر من انتشار سلالة جديدة من الأنفلونزا تهدد نصف الكرة الشمالي
لندن، المملكة المتحدة – 4 ديسمبر 2025
في الوقت الذي يتأهب فيه نصف الكرة الشمالي لدخول موسم الذروة للأمراض التنفسية، أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيراً عاجلاً حول انتشار سلالة جديدة من الأنفلونزا تتميز بمعدلات انتقال أسرع ومقاومة جزئية للقاحات المتوفرة حالياً.
لقد دق هذا التحذير ناقوس الخطر في العواصم العالمية، مثيراً المخاوف من احتمالية أن تؤدي هذه السلالة إلى موجة واسعة من الإصابات، قد تضع ضغطاً هائلاً على الأنظمة الصحية وتؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة بسبب الغياب عن العمل والإغلاقات المحتملة.
وتعمل المنظمة الآن بتنسيق وثيق مع شبكات المختبرات العالمية لتقييم مدى خطورة هذه السلالة وتحديد استراتيجيات الاستجابة الأكثر فعالية.
نقاط عناوين رئيسية (Headline Points)
• طفرة في السلالة:
تحديد طفرات جينية تجعل هذه السلالة الجديدة مختلفة عن تلك التي استهدفتها لقاحات الموسم الحالي.
• إجراءات عاجلة:
دعوات دولية لتكثيف حملات التطعيم الموجودة وزيادة المراقبة في نقاط الدخول الرئيسية (المطارات والموانئ).
• ضغط على المستشفيات:
توقعات بزيادة حادة في معدلات دخول المستشفيات، خاصة بين الفئات الضعيفة، مما يستدعي خطط طوارئ صحية.
• جهود تطوير اللقاح:
بدء الشركات الدوائية العالمية في العمل على تطوير وتوزيع نسخة محدثة من اللقاح تستهدف السلالة الجديدة من الأنفلونزا.
تفاصيل السلالة الجديدة والآثار الصحية
تشير التقارير الأولية الواردة إلى منظمة الصحة العالمية إلى أن السلالة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم مؤقت، نشأت في شرق آسيا وانتشرت بسرعة قياسية عبر طرق السفر العالمية قبل دخولها أوروبا وأمريكا الشمالية.
يتميز الفيروس ببعض التغييرات الهيكلية في بروتيناته السطحية، مما يقلل من فعالية الأجسام المضادة التي يطورها الجسم استجابة للقاحات الأنفلونزا الموسمية الحالية.
وقد أكدت المنظمة أن الأعراض السريرية للسلالة الجديدة لا تبدو أكثر فتكاً بالضرورة، لكن معدل دخول المستشفيات في المناطق التي انتشرت فيها بدأ في الارتفاع بشكل ينذر بالخطر، خاصة في الفئة العمرية ما فوق 65 عاماً. وهذا يمثل تحدياً كبيراً للأنظمة الصحية، التي غالباً ما تكون مثقلة بالعمل بالفعل خلال أشهر الشتاء.
لذا، شددت منظمة الصحة العالمية على أهمية الإجراءات الوقائية غير الدوائية، مثل ارتداء الأقنعة في الأماكن المزدحمة، وممارسة النظافة الجيدة لليدين، والحفاظ على التهوية المناسبة في الأماكن المغلقة، وذلك للمساعدة في إبطاء انتشار السلالة الجديدة من الأنفلونزا.
التداعيات الاقتصادية وجهود الاستجابة العالمية
تعد التحذيرات الصحية بمثابة تهديد اقتصادي مباشر.
ففي حال تفشي الوباء على نطاق واسع في نصف الكرة الشمالي، من المتوقع أن يؤدي الغياب الجماعي عن العمل إلى تعطيل الإنتاجية في قطاعات حيوية مثل التصنيع والخدمات والنقل.
وقد تضطر الحكومات إلى فرض قيود على التجمعات أو حتى العودة إلى بعض تدابير التباعد الاجتماعي في المناطق الأكثر تضرراً، ما سيؤدي إلى انكماش اقتصادي مؤقت.
في استجابة لهذا التهديد، بدأت مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة وأوروبا حملة تعاون دولي مكثفة لتبادل بيانات التسلسل الجيني للسلالة الجديدة من الأنفلونزا.
يهدف هذا التعاون إلى الإسراع في اتخاذ قرار بخصوص “تحديث تركيبة اللقاح”.
وبمجرد اتخاذ القرار، ستعمل شركات الأدوية على تسريع إنتاج ملايين الجرعات الجديدة، وهي عملية تستغرق عادة عدة أشهر.
وهذا يتطلب التزاماً سياسياً ومالياً من قبل الدول لضمان توفير التمويل اللازم لشراء وتوزيع هذه اللقاحات الجديدة بسرعة.
كما تدعو منظمة الصحة العالمية الدول النامية التي لديها موارد أقل إلى تعزيز أنظمة المراقبة لديها وتخزين ما يكفي من الأدوية المضادة للفيروسات، لتقليل الضغط على المستشفيات في حال انتشار سلالة جديدة من الأنفلونزا.
إن الإجراءات المتخذة الآن في نصف الكرة الشمالي ستقرر ما إذا كان هذا التحذير سينتهي به المطاف كأزمة صحية عامة أو كتهديد تم احتواؤه بنجاح من خلال التعاون العالمي المبكر.
