جنيف – غزة | يوليو 2025 – Castle Journal
أطلقت منظمة الصحة العالمية (WHO) تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تفاقم أزمة سوء التغذية في قطاع غزة، مشيرة إلى ارتفاع حاد في معدلات الوفاة والجوع الشديد، وسط حصار خانق وتدهور كامل في البنية الصحية والإنسانية.
وقالت المنظمة في بيان صدر اليوم من مقرها في جنيف إن نحو ثلث سكان قطاع غزة – أي ما يقارب واحدًا من كل ثلاثة أشخاص – لا يحصلون على طعام كافٍ لعدة أيام متتالية، وهو ما يشير إلى انهيار شامل في سبل الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية.
معدلات الوفاة بسبب الجوع ترتفع
أشارت المنظمة إلى أن الفرق الميدانية التابعة لها وثّقت زيادة مقلقة في عدد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة والحوامل وكبار السن.
وتابعت: “هذه الأرقام تمثل مؤشرات تحذيرية كارثية، وتكشف أن القطاعدخل مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد، التي تُنذر بمجاعة وشيكة ما لم يتماتخاذ إجراءات عاجلة.”
وبحسب تقييم المنظمة، فإن أكثر من 70% من المراكز الصحية في غزة أصبحت خارج الخدمة، فيما تعاني المنشآت المتبقية من نقص شديد في الأدوية والمعدات، مما يعرّض المصابين بأمراض مزمنة وسوء تغذية لمضاعفات مميتة.
المنظومة الإنسانية تنهار
دعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي إلى تأمين ممرات إنسانية عاجلة وآمنة لإيصال الغذاء والمساعدات الطبية إلى السكان المحاصرين، محذّرة من أن التأخير في التدخل سيؤدي إلى “كارثة إنسانية غير مسبوقة” في المنطقة.
كما شددت على أن استمرار القيود المفروضة على دخول الإمدادات والوقود فاقم من الوضع، حيث تعجز المستشفيات عن تشغيل أنظمة التبريد أو توفير التغذية العلاجية للأطفال المرضى.
أصوات محلية: “نعيش على ما تبقى من فتات”
من داخل غزة، وصف مسؤولون في وزارة الصحة الوضع بأنه “خارج عن السيطرة”، حيث تنتشر حالات الهزال الحاد وفقر الدم بشكل واسع، وسط نقص تام في حليب الأطفال والبروتينات الأساسية.
وفي شهادات محلية، قال أحد سكان غزة: “مرّ علينا ثلاثة أيام دون طعام،نقتسم كميات صغيرة من الأرز والماء الملوث. أطفالنا يبكون من الجوع، ولانملك شيئًا لنقدمه لهم.”
نداءات عاجلة للتدخل الدولي
تطالب منظمة الصحة العالمية وهيئات إنسانية أخرى بـ:
• وقف فوري لإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
• إنشاء ممرات إنسانية دائمة بإشراف أممي.
• تمويل عاجل لبرامج التغذية العلاجية والرعاية الصحية الأولية.
• حماية المنشآت الطبية وفرق الإغاثة من القصف أو الاستهداف.
كارثة صحية تلوح في الأفق
تأتي هذه التحذيرات في وقت تتصاعد فيه التوترات العسكرية وتتعثر فيه المفاوضات السياسية، مما يجعل الوضع في غزة أحد أخطر الأزمات الإنسانية في العالم حاليًا، بحسب تقييم منظمات الإغاثة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها تعمل مع شركائها على تقديم الدعم الممكن، لكنها “لا تستطيع وحدها وقف الانهيار”، مشددة على أن “إنقاذ الأرواح في غزة اليوم يتطلب إرادة دولية، وليس مجرد بيانات إدانة.”
⸻
إعداد: وحدة الشؤون الإنسانية – Castle Journal
للمزيد من التغطيات والبيانات الميدانية: https://castle-journal.com
