القاهرة، مصر – ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥
مصر تُطلق مناقصة دولية جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في البحر الأحمر . تستعد الحكومة المصرية لإطلاق مناقصة دولية جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في البحر الأحمر، في خطوة تُشير إلى عزمٍ مُتجددٍ وعازمٍ على إطلاق العنان لإمكانيات الهيدروكربون الهائلة وغير المُستغلة في المنطقة. تُجسد هذه الخطوة الطموحة، التي أُعلن عنها خلال القمة العالمية للطاقات المرموقة في لندن، التزام القاهرة الراسخ بجذب الاستثمارات العالمية وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي رئيسي للطاقة. ومن المُتوقع أن تُسهم المناقصة المُقبلة، التي تضم أربع مناطق امتياز استراتيجية وتستفيد من المنصة الرقمية المتطورة “بوابة مصر لاستخراج النفط والغاز” (EUG)، في إعادة إحياء البحث عن احتياطيات كبيرة وتحفيز تدفق كبير لرأس المال الأجنبي إلى قطاع الطاقة في البلاد. على الرغم من النكسات السابقة، صُممت المناقصة الدولية الجديدة في البحر الأحمر لتقديم حوافز جديدة، مما يتيح لشركات الطاقة العالمية العملاقة فرص استكشاف واعدة للغاية وقليلة المخاطر.
إعلان هام في لندن يُشير إلى دفعة قوية في البحر الأحمر
أعلن كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، هذا الإعلان خلال اجتماع رفيع المستوى على هامش قمة الطاقة العالمية في لندن. وأكد الوزير بدوي أن مصر تستعد لطرح جولة مزايدة دولية جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في أربع مناطق امتياز في منطقة البحر الأحمر. وستُجرى المناقصة رقميًا من خلال بوابة مصر للمنبع (EUG)، وهي المنصة الرقمية الحديثة في البلاد المصممة لتوفير بيانات جيولوجية شاملة وتبسيط عملية تقديم العطاءات للشركات العالمية.
يؤكد هذا القرار على تركيز الحكومة المصرية المتجدد على البحر الأحمر، وهي منطقة حدودية ذات إمكانات جيولوجية هائلة ظلت تاريخيًا بمنأى إلى حد كبير عن أنشطة الاستكشاف المكثفة، باستثناء خليج السويس. ويستند هذا التطوير إلى الأساس الذي أرساه اتفاق ترسيم الحدود البحرية لعام 2016 الموقع مع المملكة العربية السعودية، والذي حدد بوضوح المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر وفتح الباب أمام استكشاف المياه العميقة الذي أعقب ذلك.
التعلم من تحديات الاستكشاف السابقة
يُطرح المناقصة الجديدة في أعقاب تخلي العديد من شركات النفط العالمية الكبرى، بما في ذلك شيفرون وشل وشركة مبادلة للاستثمار، عن امتيازاتها في وقت سابق من عام 2025. وكانت هذه الشركات قد حصلت سابقًا على كتل في المناقصة الدولية الافتتاحية للبحر الأحمر في عام 2019، لكنها اختارت إنهاء عقودها بعد أن أسفرت المسوحات الزلزالية، التي أجريت على مدى سنوات وتضمنت استثمارات بملايين الدولارات، عن نتائج غير اقتصادية. على سبيل المثال، أشارت التقارير إلى أن إحدى الشركات أنفقت 34 مليون دولار على عقد نصّ في البداية على استثمار 10 ملايين دولار، لكنها فشلت في تحديد موارد مجدية.
وبدلاً من أن تثبط عزيمة وزارة البترول والثروة المعدنية، فإنها تنظر إلى هذا التطوير كجزء ضروري من دورة حياة الاستكشاف، وهي تستفيد من البيانات الجيولوجية الهامة التي جُمعت من خلال تلك المسوحات الأولية لتقليل مخاطر الكتل الجديدة. ومن المتوقع أن تركز الامتيازات الجديدة المعروضة على المناطق التي حددت فيها المسوحات الزلزالية المتقدمة وتحليلات البيانات هياكل جيولوجية أكثر ملاءمة، مما يوفر لمقدمي العطاءات الدوليين صورة أوضح بكثير عن الموارد المحتملة. وتُعد استراتيجية الاستكشاف التكراري هذه، التي تتضمن الدروس المستفادة، حاسمة لتعظيم معدل النجاح في المناطق الحدودية مثل البحر الأحمر.
الاستفادة من البوابة الرقمية والبيانات الجديدة
يُعد استخدام بوابة المنبع المصرية (EUG) عنصرًا أساسيًا في جولة المناقصات القادمة. توفر EUG، وهي منصة رقمية متطورة تم تطويرها بالشراكة مع شركة تكنولوجيا الطاقة العالمية SLB (المعروفة سابقًا باسم Schlumberger)، للمستثمرين الدوليين وصولاً رقميًا سلسًا إلى أكثر من قرن من البيانات الزلزالية وغير الزلزالية وسجلات الآبار والإنتاج. تم تصميم هذا لتسريع تقييم فرص الاستثمار وتسريع عملية تقديم العطاءات بالكامل بشكل كبير، مما يقلل الوقت والتكلفة اللازمين للشركات لاتخاذ قرارات مستنيرة. وقد سلط اجتماع الوزير بدوي في لندن مع مدير بيانات الاستكشاف والحلول الرقمية في SLB، أندريا لوفاتاني، الضوء على أهمية هذه الشراكة الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، منحت الحكومة المصرية مشروعًا جديدًا للبيانات الزلزالية إلى تحالف يضم SLB ومقدم الخدمات الجيوفيزيائية Viridien. من المقرر أن يبدأ هذا المشروع، الذي تبلغ قيمته 117 مليون دولار أمريكي للمرحلة الأولى، في عام 2026 وسيغطي مساحة شاسعة تبلغ 18000 كيلومتر مربع. على الرغم من أن هذا المشروع إقليمي، إلا أن الجهود المتواصلة لجمع ومعالجة بيانات جيوفيزيائية حديثة وعالية الجودة عبر جميع أحواض مصر الواعدة، بما في ذلك البحر الأحمر، تُعدّ حيوية لجولات الاستكشاف المستقبلية ولجذب شركات عالمية رائدة.
السياق الأوسع لاستراتيجية مصر للطاقة
تُعدّ مناقصة البحر الأحمر ركيزة أساسية في الاستراتيجية الوطنية الأوسع لمصر لتعزيز إنتاجها من الهيدروكربونات وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي استراتيجي للطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
يبلغ إنتاج مصر اليومي من الغاز الطبيعي حاليًا حوالي 4 مليارات قدم مكعب يوميًا، بينما يبلغ الطلب المحلي حوالي 6.2 مليار قدم مكعب يوميًا. هذا العجز يعني أن الاكتشافات الجديدة بالغة الأهمية ليس فقط لتلبية الطلب المحلي المتزايد على توليد الطاقة، ولكن أيضًا لاستئناف وزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا والأسواق الدولية الأخرى، وهو مصدر رئيسي للعملة الأجنبية.
علاوة على ذلك، تُكثّف الحكومة جهودها الاستكشافية الشاملة في جميع أنحاء البلاد. ومؤخرًا، أبرمت الوزارة شراكات رسمية مع شركات عالمية لاتفاقيات استكشاف جديدة في البحر الأبيض المتوسط ودلتا النيل، مُخصصةً مبلغًا إجماليًا قدره 343 مليون دولار أمريكي لحفر 10 آبار في أربع مناطق امتياز. كما تسعى الوزارة إلى تنفيذ خطط طموحة لحفر 480 بئر استكشاف جديدة حتى عام 2030، مما يُعزز الالتزام بالاكتشافات الجديدة والحفاظ على إنتاج الحقول الحالية. تُمثل مناطق البحر الأحمر، بما تحمله من إمكانات لاكتشافات جديدة رئيسية، عنصرًا ذا مخاطر عالية وعوائد عالية في استراتيجية أمن الطاقة متعددة الجوانب هذه.
نقاط رئيسية
- تأكيد المناقصة: ستُطلق مصر مناقصة دولية جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في أربع مناطق امتياز جديدة في البحر الأحمر.
- مكان الإعلان: أعلن وزير البترول كريم بدوي عن جولة المناقصات الجديدة على هامش قمة الطاقات العالمية في لندن. * منصة رقمية: ستُدار المناقصة رقميًا عبر بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج (EUG)، بالشراكة مع شركة التكنولوجيا العالمية SLB.
- استراتيجية بيانات جديدة: تُركز الحكومة على تقليل مخاطر المناطق من خلال الاستفادة من البيانات المُجمعة من عمليات الاستكشاف السابقة ومشروع جديد للبيانات الزلزالية بقيمة 117 مليون دولار أمريكي، ومن المقرر أن يبدأ في عام 2026.
- السياق: يأتي إطلاق المناقصة في أعقاب خروج أصحاب الامتيازات السابقين، بما في ذلك شيفرون وشل، الذين لم يعثروا على كميات تجارية من النفط أو الغاز في البحر الأحمر في المناقصة الأخيرة.
- الهدف الاستراتيجي: تُمثل المناقصة جزءًا أساسيًا من استراتيجية مصر لزيادة احتياطياتها من الغاز الطبيعي وإنتاجها، بهدف سد الفجوة بين العرض والطلب المحلي، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.