Some Populer Post

  • Home  
  • مسجد ابن طولون تحفة معمارية أبدعها مهندس قبطي يُعزز التراث المشترك
- التاريخ

مسجد ابن طولون تحفة معمارية أبدعها مهندس قبطي يُعزز التراث المشترك

القاهرة- مصر – 13 سبتمبر 2025 في كشف تاريخي قد يُعيد كتابة جزء هام من تاريخ العمارة الإسلامية في مصر، أظهرت وثائق تاريخية اكتشفت حديثاً أن مسجد ابن طولون، أحد أقدم وأجمل المساجد في مصر، هو تحفة معمارية فريدة أبدعها مهندس قبطي بتمويل وإشراف من أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية. هذا الاكتشاف، الذي تم […]

IMG 1047

القاهرة- مصر – 13 سبتمبر 2025

في كشف تاريخي قد يُعيد كتابة جزء هام من تاريخ العمارة الإسلامية في مصر، أظهرت وثائق تاريخية اكتشفت حديثاً أن مسجد ابن طولون، أحد أقدم وأجمل المساجد في مصر، هو تحفة معمارية فريدة أبدعها مهندس قبطي بتمويل وإشراف من أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية. هذا الاكتشاف، الذي تم الإعلان عنه من قبل فريق من الباحثين في علم الآثار، يُسلط الضوء على عمق التسامح والتعاون الثقافي الذي ساد في تلك الفترة، ويُؤكد على الدور المحوري الذي لعبه المسيحيون الأقباط في بناء الحضارة المصرية الإسلامية.

عناوين رئيسية:

 * اكتشاف مخطوطات تاريخية جديدة تُثبت أن مسجد ابن طولون صممه مهندس قبطي.

 * المهندس القبطي “سعيد بن مرقص” هو العقل المدبر وراء التصميم الفريد للمسجد.

 * الاكتشاف يُظهر أن العمارة الإسلامية في تلك الفترة استفادت بشكل كبير من الخبرات القبطية.

 * هذا الإنجاز يُؤكد على التسامح والتعاون بين المسلمين والأقباط في عهد الدولة الطولونية.

 * وزارة الآثار المصرية ترحب بالنتائج وتُعلن عن دمجها في السرد التاريخي الرسمي للمسجد.

الخبر بالتفصيل 

وقد جاء هذا الكشف المذهل نتيجة لأعمال بحث وترجمة لمجموعة من المخطوطات القديمة التي عُثر عليها في أرشيفات أحد الأديرة التاريخية، بالإضافة إلى تحليل جديد لبعض النقوش التي كانت تُعتبر غامضة على جدران المسجد. ووفقاً للباحث الرئيسي في الفريق، الدكتور عماد نصار، من جامعة عين شمس، فإن المخطوطات تُشير بشكل صريح إلى أن أحمد بن طولون عهد بمهمة بناء المسجد إلى مهندس قبطي يُدعى “سعيد بن مرقص”. وتشير النصوص إلى أن ابن مرقص كان يمتلك مهارات فريدة في فنون العمارة والبناء، وقد استلهم تصميمه من أنماط معمارية قبطية وفارسية كانت رائجة في ذلك العصر.

يُضيف هذا الاكتشاف بُعداً جديداً لفهمنا للهوية المعمارية لمسجد ابن طولون. فالمئذنة الحلزونية الفريدة، والتي يُعتقد أنها استوحيت من مئذنة سامراء في العراق، قد تكون أيضاً متأثرة ببعض أبراج الكنائس القبطية القديمة. كما أن استخدام الزخارف الجصية التي تُزين جدران المسجد، والتي تُظهر مزيجاً من الأشكال الهندسية والنباتية، تُشير إلى الخبرة القبطية في هذا الفن، والذي كان شائعاً في زخرفة الكنائس والأديرة في ذلك الوقت.

وفي تعليق على هذا الكشف، قال أحد كبار المؤرخين المعماريين: “إنها لحظة حاسمة في تاريخ علم الآثار. لطالما شككنا في أن هذه التحفة الفنية لم تُبنَ بمعزل عن الخبرات المحلية. هذا الاكتشاف يُثبت أن العمارة الإسلامية في مصر لم تكن فقط استيراداً من الخارج، بل كانت نتاجاً لتفاعل حضاري فريد بين مختلف الثقافات التي عاشت على أرضها”.

وفي رد فعل رسمي، رحبت وزارة الآثار والسياحة المصرية بنتائج البحث، وأعلنت أنها ستُدمج هذه المعلومات في السرد الرسمي للمسجد. وقال بيان صادر عن الوزارة إن “هذا الكشف يُعزز من قصة التسامح والتعايش التي لطالما ميّزت تاريخ مصر. مسجد ابن طولون هو دليل حي على أن الحضارة المصرية هي نسيج واحد، مُحاك بخيوط متنوعة”.

من جانبها، رحبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا الخبر، واعتبرته شهادة على الدور التاريخي للأقباط في بناء الحضارة المصرية. وقال متحدث باسم الكنيسة إن “الأقباط هم جزء لا يتجزأ من النسيج المصري، وقد ساهموا في بناء وطنهم في جميع المجالات. هذا الاكتشاف يُعيد الاعتبار لجهودهم في فترة تاريخية هامة”.

في الختام، يُعيد هذا الاكتشاف التاريخي صياغة قصة مسجد ابن طولون، ويُقدم دليلاً ملموساً على أن التعايش الديني والثقافي في مصر لم يكن مجرد شعار، بل كان حقيقة على أرض الواقع. إن هذه التحفة المعمارية التي صممها مهندس قبطي، وظلت قائمة لأكثر من ألف عام كرمز من رموز الإسلام في مصر، تُعد اليوم شاهداً أبدياً على أن الفن والإبداع لا يعرفان حدوداً دينية أو عرقية، وأن التراث المشترك هو أقوى ما يربط أبناء الوطن الواحد.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.