واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية
4 سبتمبر 2025
وجّهت محكمة استئناف فيدرالية أمريكية ضربة قانونية موجعة لإدارة ترامب، بإصدارها حكمًا ضد استخدام الرئيس لقانون يعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية لترحيل المهاجرين الفنزويليين بسرعة. ويمثل هذا القرار، الذي صدر بأغلبية صوتين مقابل صوت واحد عن محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الخامسة، وهي إحدى أكثر محاكم الاستئناف محافظة في البلاد، انتكاسة كبيرة لعنصر أساسي في سياسة الإدارة المتعلقة بالهجرة.
يركز الحكم، الصادر يوم الثلاثاء، على استناد الرئيس إلى قانون “الأعداء الأجانب” لعام 1798. وجادلت الإدارة بأن هذا القانون، الذي يسمح للرئيس باعتقال وترحيل غير المواطنين من دول “معادية” خلال زمن الحرب، يمكن تطبيقه على عصابة فنزويلية تُدعى “ترين دي أراغوا”. زعمت الإدارة أن وجود العصابة في الولايات المتحدة يُشكل “غزوًا ضاريًا”، وبالتالي أساسًا لاستخدام القانون لتسريع عمليات الترحيل.
مع ذلك، رفضت هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة هذه الحجة، حيث نصّ رأي الأغلبية على أن الوضع لا يُطابق تعريف “الغزو” أو “الغزو الضار” كما قصده واضعو القانون الأصليون. وكتب القضاة: “إن تشجيع دولة ما لسكانها ومواطنيها على دخولها بشكل غير قانوني لا يُعادل في العصر الحديث إرسال قوة مسلحة ومنظمة لاحتلال الولايات المتحدة أو تعطيلها أو الإضرار بها بأي شكل آخر”. يمنح هذا القرار فعليًا أمرًا قضائيًا أوليًا، يُوقف عمليات الترحيل بموجب القانون في ولايات تكساس ولويزيانا وميسيسيبي.
وقد أشاد محامو حقوق المهاجرين بهذا الحكم باعتباره “انتصارًا لسيادة القانون”. صرح لي جيليرنت، من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الذي دافع عن المدعين في القضية، بأن المحكمة “أغلقت بحق” محاولة الإدارة استخدام قانون من زمن الحرب في زمن السلم لتنظيم الهجرة. ويأتي هذا القرار في أعقاب سلسلة من الطعون القانونية التي عارضت استخدام الإدارة لهذا القانون منذ استناده لأول مرة في وقت سابق من هذا العام.
ومن المتوقع أن تستأنف إدارة ترامب القضية، التي شقت طريقها عبر القضاء الفيدرالي منذ أشهر. وقد يقع القرار النهائي على عاتق المحكمة العليا، التي سبق أن أصدرت قرارات بحظر مؤقت لعمليات الترحيل، وكانت بمثابة كبح حاسم لتوسيع الإدارة لصلاحياتها الرئاسية.
وفي حين أن المحكمة منحت الإدارة انتصارًا قانونيًا في نقطة منفصلة – إذ وجدت أن الإجراءات المستخدمة لإبلاغ المعتقلين بحقوقهم القانونية كانت مناسبة – إلا أن الحكم الرئيسي ضد استخدام القانون لعمليات الترحيل يمثل انتكاسة كبيرة. يُسلّط هذا الحكم الضوء على المعارك القانونية الدائرة حول نطاق السلطة الرئاسية في مسائل الهجرة والأمن القومي، ويُشير إلى أن المحاكم ستواصل التدقيق في سياسات الإدارة الأكثر إثارة للجدل.
كما يُسلّط الحكم الضوء على الجدل الأوسع حول إنفاذ قوانين الهجرة واستخدام صلاحيات تنفيذية واسعة. لم يُستخدَم قانون “الأعداء الأجانب” إلا ثلاث مرات في تاريخ الولايات المتحدة قبل هذه الحالة – جميعها خلال حروب مُعلنة. وقد كانت محاولة الإدارة استخدامه في هذا السياق موضع نقاش قانوني وسياسي مُكثّف. ومع ترجيح إحالة القضية إلى محكمة أعلى، سيكون للنتيجة آثارٌ دائمة على توازن القوى وحقوق غير المواطنين في النظام القانوني الأمريكي.
نقاط رئيسية:
* انتكاسة قانونية كبيرة: قضت محكمة استئناف فيدرالية ضد استخدام الرئيس ترامب لقانون “الأعداء الأجانب” لعام 1798 لترحيل المهاجرين الفنزويليين.
* نتيجة “لا غزو”: وجدت المحكمة أن وجود عصابة فنزويلية في الولايات المتحدة لا ينطبق عليه التعريف القانوني لـ”غزو” أو “غزو استغلالي”.
* انتصار لسيادة القانون: أشاد محامو حقوق المهاجرين بالقرار، ووصفوه بأنه رقابة ضرورية على استخدام قانون يعود إلى زمن الحرب في زمن السلم.
* مواجهة مرتقبة في المحكمة العليا: من المتوقع أن تستأنف الإدارة الحكم، ومن المرجح أن تُحيل القضية إلى المحكمة العليا للبت النهائي.
* السلطة التنفيذية مُطعن عليها: يُسلط هذا الحكم الضوء على المعركة القانونية الدائرة حول نطاق سلطة الرئيس في مسائل الهجرة.