مبادرة التعافي: مصر تقود جهود إعادة الإعمار والتنمية في غزة بمؤتمر دولي وشراكة أمريكية

شرم الشيخ، جمهورية مصر – 16 أكتوبر 2025

تجسيداً لدورها المحوري في قيادة المساعي الإقليمية والدولية لإحلال السلام والاستقرار، أعلنت جمهورية مصر العربية عن اعتزامها استضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في قطاع غزة. تأتي هذه الخطوة الهامة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية وكافة الشركاء الدوليين والإقليميين، لتضع أساساً مشتركاً للمضي قدماً في مرحلة ما بعد الصراع التي أعقبت التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. إن هذا القرار يؤكد على التزام مصر بضمان إعادة الإعمار والتنمية للقطاع دون إبطاء، والبناء على الزخم المتولد من الجهود الدبلوماسية الأخيرة.

نقاط رئيسية

• الهدف الاستراتيجي: المؤتمر يهدف إلى وضع أسس مشتركة لتمويل وتنفيذ خطط التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في قطاع غزة، استجابة لحجم الدمار الهائل.

• موعد الاستضافة: من المقرر أن تُعقد فعاليات المؤتمر الدولي في القاهرة خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر المقبل.

• الشراكة والتنسيق: المؤتمر يتم بالتنسيق الكامل والمباشر بين مصر والولايات المتحدة، إلى جانب الشركاء الدوليين كالدول المانحة والمنظمات الأممية والإقليمية.

• الأساس والمرجعية: المبادرة المصرية تستند إلى الخطة العربية الإسلامية وخطة الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب، وتستكمل البناء على مخرجات “قمة شرم الشيخ للسلام” الأخيرة.

• محور التمويل: تم عقد اجتماع فني تحضيري في مؤسسة “ويلتون بارك” البريطانية برئاسة مشتركة لمصر وبريطانيا وفلسطين، خصص لبحث آليات التمويل المبتكرة اللازمة لعملية الإعمار.

• الدور الفلسطيني: الحكومة الفلسطينية أكدت جاهزيتها لتقديم الدعم المباشر والقيام بدورها الوطني في قيادة عملية التعافي وإعادة البناء على أساس المبادرة العربية.

جهود مكثفة لوضع أسس التعافي

إن قرار استضافة المؤتمر في القاهرة يأتي في وقت حرج، يتطلب تضافر الجهود الدولية لإحياء الأمل في قطاع غزة بعد ويلات الحرب. أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تعمل حالياً على إنجاز التحضيرات اللازمة للمؤتمر، وذلك لضمان جمع الأطراف المعنية من دول مانحة، مؤسسات تمويلية دولية، منظمات أممية وإقليمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني. ويهدف هذا الحشد الدولي إلى تأمين التمويل اللازم لمشاريع البنية التحتية الأساسية والخدمات الحيوية التي دُمرت بالكامل.

وقد أكدت مصر على أن المؤتمر سيركز على محاور متعددة، أهمها آليات التمويل المبتكرة لإعادة إعمار غزة، حيث تم عقد اجتماع تحضيري فني غير رسمي بالفعل في بريطانيا مؤخراً، شارك فيه وفد مصري رفيع المستوى، وبحث هذا الاجتماع سبل تأمين الأموال الضخمة المطلوبة لعملية الإعمار على ضوء التكاليف الباهظة وحجم الدمار. ومن المنتظر أن تصب مخرجات هذا الاجتماع الفني في إثراء النقاشات في مؤتمر القاهرة.

البناء على اتفاقيات السلام والمبادرات

تستند المبادرة المصرية إلى خطة أوسع نطاقاً تهدف إلى التأسيس لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة. وتؤكد القاهرة أن عملية إعادة الإعمار والتنمية يجب أن تكون مرتبطة بضمان صمود وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في إطار “قمة شرم الشيخ للسلام”، والتي أرست مبادئ مثل أن تكون غزة منطقة خالية من التهديد لجيرانها، وألا يتم احتلالها أو ضمها من قبل إسرائيل.

كما تتواءم جهود مصر مع الخطة العربية التي أقرتها القمة العربية في القاهرة سابقاً، والتي شددت على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وفي هذا السياق، أكد وزير الحكم المحلي الفلسطيني، الدكتور سامي حجاوي، على التزام الحكومة الفلسطينية بخططها الوطنية للتعافي والإنعاش المبكر، مشيراً إلى أن مؤتمر القاهرة سيشكل منصة حيوية لتنفيذ هذه الخطط على أرض الواقع، وأن الحكومة الفلسطينية جاهزة لقيادة عملية إعادة البناء كصاحبة الولاية الشرعية.

الدلالة الدولية لدور القاهرة

يُبرز الإعلان عن استضافة هذا المؤتمر مكانة القاهرة كقوة إقليمية لا غنى عنها في إدارة الأزمات بالشرق الأوسط، ودورها كجسر للتنسيق بين الأطراف المحلية والإقليمية والدولية. إن نجاح جهود إعادة الإعمار في غزة مرتبط بشكل مباشر بفاعلية الآلية التي ستنشئها القاهرة لتنسيق وضمان التنفيذ الفعلي لكل مرحلة بشفافية ودقة. وتتطلع مصر، بالتعاون مع الولايات المتحدة وكافة الشركاء، إلى أن يُسفر المؤتمر عن إطار عمل واضح ومحدد زمنياً لضخ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، وإزالة الركام، وبدء مرحلة التنمية طويلة الأمد، بعيداً عن الصراعات، سعياً لتحقيق العدالة والمساواة في الحقوق لشعوب المنطقة.

(المرجع الزمني للتفاصيل الواردة في التقرير: 16 أكتوبر 2025)