المحلة الكبرى، مصر
11 قتيلاً وعشرات المصابين: مأساة تهز المحلة الكبرى
شهدت المحلة الكبرى في مصر بالأمس، الجمعة، كارثة مروعة عندما أدى حريق وانهيار مبنى في الدلتا إلى سقوط 11 قتيلاً وعشرات المصابين، في حصيلة مفجعة هزت الأوساط المحلية والرأي العام المصري. ففي الساعات الأولى من صباح الجمعة، تحول مصنع للمنسوجات يضم مصبغة في المنطقة الصناعية إلى كتلة من النيران والركام، لتطرح تساؤلات حول معايير السلامة المهنية والإنشائية. وتواصل فرق الإنقاذ والحماية المدنية جهودها المكثفة، بعدما تمكنت من انتشال جثث الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض، في الوقت الذي بدأت فيه السلطات تحقيقاً موسعاً لكشف الملابسات والأسباب الحقيقية وراء هذه المأساة التي أودت بحياة أحد عشر شخصاً وأصابت ما لا يقل عن ثلاثة وثلاثين آخرين.
تفاصيل الكارثة: انفجار الغلايات وانهيار المصنع
انطلق الحادث المروع في مصبغة “غزل البشبيشي” في حي أول المحلة الكبرى بمحافظة الغربية. وبحسب التحريات الأولية، فإن الكارثة بدأت بانفجار مدوٍ في غلايات المصبغة، وهو ما يُعزى إلى ارتفاع الضغط بداخلها. هذا الانفجار العنيف لم يكتف بإشعال حريق هائل التهم المبنى، بل أدى إلى انهيار عدد من طوابق المصنع على رؤوس العمال الذين كانوا متواجدين في الداخل.
هرعت على الفور أكثر من 26 سيارة إسعاف وعشرات من فرق الحماية المدنية إلى موقع الحادث للتعامل مع النيران المشتعلة والبحث عن ناجين تحت الأنقاض. واستمرت جهود الإنقاذ لساعات طويلة، حيث تم انتشال عدد من العالقين على قيد الحياة، في حين تم انتشال جثث الضحايا تباعاً، ليرتفع العدد النهائي للوفيات إلى 11 شخصاً. وأظهرت لقطات الفيديو والصور جهود رجال الإنقاذ المضنية وهم يحاولون إزالة الكتل الخرسانية والأنقاض.
كان بين الضحايا والمصابين عدد من رجال الشرطة والحماية المدنية الذين أصيبوا أثناء قيامهم بواجبهم في إطفاء الحريق وعمليات البحث. وأكدت السلطات المحلية على تحويل جميع الضحايا إلى مشرحة المحلة العام، بينما تم نقل المصابين إلى مستشفى المحلة العام والمستشفيات المجاورة لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم. وأعلن محافظ الغربية، اللواء أشرف الجندي، عن خروج 25 حالة من المصابين بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتحسن حالتهم.
تطورات رسمية وإجراءات حكومية
على الصعيد الرسمي، تحركت الحكومة المصرية بسرعة للتعامل مع تداعيات الحادث. أصدرت محافظة الغربية عدة بيانات متتالية لموافاة الرأي العام بآخر التطورات. وذكرت البيانات أن الحصيلة الرسمية النهائية قد استقرت عند 11 حالة وفاة و33 مصاباً.
أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل وموسع لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، حيث كشفت التحريات الأولية عن وجود مخالفات صارخة في المصنع. وأكدت المعلومات أن المبنى الذي انهار كان بدون تراخيص، ويشغل مساحة كبيرة تبلغ 700 متر مربع، وصدر بحقه قرار إزالة فوري. ويجري حالياً التحقيق مع صاحب المصبغة وعدد من المتهمين في القضية.
كما أصدر محافظ الغربية تعليمات مشددة بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة المبنى والمباني المجاورة لضمان سلامتها الإنشائية وعدم تضررها جراء الحريق والانهيار، خوفاً من وقوع حوادث مماثلة.
دعم المتضررين وموقف المجتمع
إلى جانب الجهود الطبية والأمنية، تحركت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية لتقديم الدعم لأسر الضحايا والمتضررين. وأعلنت المديرية عن صرف تعويضات مالية عاجلة، حيث تقرر صرف مبلغ 50 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، بالإضافة إلى تقديم المساعدات العاجلة للعمال وأسرهم بالتنسيق مع مديرية القوى العاملة. وشددت الحكومة على أن الدولة تقف بجانب المتضررين ولن تدخر جهداً في تقديم الرعاية والدعم اللازمين.
وقد أثرت هذه الكارثة على المجتمع المحلي في المحلة، التي تُعرف بكونها قلعة صناعة النسيج في مصر، حيث سادت حالة من الحزن والأسى. ونعى نادي غزل المحلة الرياضي، الذي يحمل اسم المدينة والصناعة، الضحايا، مؤكداً عمق الفاجعة التي ألمت بالمدينة وأهاليها.
تظل هذه المأساة دليلاً صارخاً على خطورة استمرار ظاهرة المنشآت المخالفة وغير المرخصة في مصر، وتؤكد على الحاجة الماسة لتشديد الرقابة وتفعيل قوانين السلامة المهنية والإنشائية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث الدامية. وتنتظر الأوساط المحلية نتائج التحقيقات الرسمية التي من المتوقع أن تكشف عن المزيد من التفاصيل حول الإهمال الذي أدى إلى مصرع 11 شخصاً وإصابة العشرات.
نقاط رئيسية
* المحلة الكبرى، محافظة الغربية، مصر.
* 11 قتيلاً و33 مصاباً كحصيلة رسمية بعد جهود الإنقاذ.
* انفجار في غلايات مصبغة داخل مصنع للملابس، ما أدى إلى حريق وانهيار جزئي في المبنى.
* المبنى المنهار ثبت أنه بدون تراخيص وصدر بحقه قرار إزالة.
* التحرك الرسمي: النيابة العامة تفتح تحقيقاً عاجلاً، ومحافظة الغربية تصرف تعويضات مالية (50 ألف جنيه) لأسر المتوفين.
* جهود الإنقاذ: أكثر من 26 سيارة إسعاف وعشرات الفرق شاركت في إخماد الحريق وانتشال العالقين.
* المتضررون: المصابون بينهم أفراد من قوات الحماية المدنية الذين أصيبوا أثناء أداء واجبهم.
———-
لندن، المملكة المتحدة (لصحيفة سي جي العربية )
