القاهرة، مصر – ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥
اشادة عالمية بحضور دولي واسع النطاق لقمة شرم الشيخ للسلام
أُعلن عن بداية عهد جديد من الوئام في الشرق الأوسط، هكذا افتتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلماته في مدينة السلام شرم الشيخ معلنا عن انتحيث سجّل الرئيس دونالد ترامب “جولة انتصار” في قمة السلام التاريخية في الشرق الأوسط بشرم الشيخ، مصر، حيث صاغ قادة العالم رسميًا اتفاقًا شاملًا لإنهاء الصراع في غزة. وقد أشاد المشاركون بالمؤتمر، الذي ترأسه الرئيس ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووصفوه بأنه نقطة تحول تاريخية، على الرغم من الغياب الملحوظ لممثلي إسرائيل وحماس. وكانت القمة بمثابة التدشين الرسمي للخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى فتح صفحة جديدة من الاستقرار والأمن والفرص للمنطقة، وتحويل عقود من الصراع إلى أساس لسلام دائم.
وصل الرئيس ترامب إلى مصر بعد أن أمّن المرحلة الأولى من خطته للسلام، والتي تضمنت وقف إطلاق النار وتبادل جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين مقابل أسرى فلسطينيين، قادمًا من زيارة سريعة إلى إسرائيل. في كلمته خلال القمة، أعلن ترامب: “هذا هو اليوم الذي عمل من أجله الناس في جميع أنحاء المنطقة والعالم، وناضلوا وأملوا وصلوا من أجله”. وحثّ القادة المجتمعين على اغتنام “فرصة العمر لطي صفحة الخلافات القديمة والكراهية المريرة”. وشهد حفل التوقيع، توقيع ترامب والرئيس السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على إعلان مشترك، يُصادق رسميًا على الاتفاق بين حماس وإسرائيل. ومن المقرر أن يُحدد الاتفاق، الذي وصفه ترامب بأنه “شامل للغاية”، القواعد واللوائح المُعقدة لمستقبل قطاع غزة، ويُرسي أُطرًا رسمية للمساعدات الإنسانية ومحادثات السلام طويلة الأمد.
مع ذلك، لم يكن هذا الانتصار الدبلوماسي خاليًا من التعقيد. في حين أشاد الرئيس المصري السيسي بترامب واصفًا إياه بأنه “الوحيد القادر” على إحلال السلام، وأعلن أنه سيمنح الرئيس الأمريكي السابق وسام النيل، وهو أعلى وسام مصري، إلا أن الطريق إلى الأمام لا يزال محفوفًا بتحديات عميقة. والأهم من ذلك، أن الطرفين المحوريين في الصراع – إسرائيل وحماس – لم يرسلا وفودًا. وعزا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غيابه إلى صراعٍ وعطلة يهودية. وأكد هذا الغياب أن أصعب المفاوضات حول مستقبل غزة – الحكم، وإعادة الإعمار، ومصير حماس – لا تزال قائمة. وأكد السيسي الموقف الرسمي المصري بأن حل الدولتين لا يزال السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق طموحات كل من الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد غابت هذه النقطة بشكل ملحوظ عن تصريحات ترامب العلنية في القمة، مما يعكس خلافًا دبلوماسيًا مستمرًا حول الرؤية طويلة المدى للمنطقة. وكان تقديم مساعدات إعادة إعمار قطاع غزة المدمر موضوعًا رئيسيًا للقمة. أعلن الرئيس ترامب أن “العديد” من الدول الغنية قد خصصت بالفعل مبالغ طائلة لجهود إعادة الإعمار، مؤكدًا أن هذا الاستثمار أساسي لضمان الاستقرار والنجاح في الشرق الأوسط. يُعدّ الحجم الهائل لمهمة المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار هائلاً، وهو عاملٌ دفع العديد من الأطراف الدولية إلى طاولة المفاوضات، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز. ويشير حضورهم إلى التزام دولي واسع، وإن كان حذرًا، بإطار السلام.
تنص خطة السلام الآن على إنشاء هيئة انتقالية دولية، هي “مجلس السلام”، ومن المقرر أن يرأسها الرئيس ترامب نفسه. ستشرف هذه الهيئة على لجنة فلسطينية مؤلفة من خبراء، تتولى مسؤولية حوكمة غزة وأمنها وإغاثتها الإنسانية مستقبلاً. يضع هذا الترتيب غير المسبوق الرئيس الأمريكي السابق في قلب المصير السياسي للمنطقة على المدى الطويل، وهو دور سيحدد إرثه في السنوات القادمة. ورغم الأجواء الاحتفالية التي رافقت التوقيع، إلا أن الطبيعة الحساسة لوقف إطلاق النار برزت من خلال تقارير عن توقف مؤقت لشاحنات المساعدات التي تدخل غزة يوم الاثنين، بدعوى تبادل الأسرى. كان هذا التوقف بمثابة تذكير صارخ بالأمل الهش الذي يرتكز عليه هذا “العصر الجديد من الوئام”. ولكي يصمد الاتفاق حقًا، كما ادعى ترامب، يجب أن يتحول تركيز المجتمع الدولي الآن من بهجة حفل التوقيع إلى تفاصيل التنفيذ الدقيقة والصعبة. هذا السلام، الذي وُصف بأنه “3000 عام” قيد الإعداد، يتطلب الآن إرادة سياسية مستدامة من جميع الأطراف الموقعة. أبرز النقاط
* توقيع اتفاق سلام تاريخي: وقّع الرئيس دونالد ترامب وقادة من أكثر من 20 دولة وثيقةً في شرم الشيخ، مصر، مُعلنين رسميًا عن خطة السلام في غزة.
* غياب الأطراف الرئيسية: لم تُرسل إسرائيل ولا حماس ممثلين إلى القمة، مما يُبرز التحديات السياسية القائمة في تنفيذ الاتفاق.
* الإعلان عن الهيئة الانتقالية: أكدت القمة إنشاء هيئة دولية جديدة، هي “مجلس السلام”، برئاسة دونالد ترامب، ومُكلّفة بالإشراف على حوكمة غزة وإعادة إعمارها.
* إشادة وتكريم مصري: أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوساطة ترامب، واصفًا إياه بأنه “الوحيد القادر” على تحقيق السلام، وأعلن أنه سيُمنح “وسام النيل”.
* التركيز على إعادة الإعمار: تعهدت القوى العالمية الكبرى بالتزامات مالية كبيرة لإعادة إعمار غزة، التي تضررت بشدة خلال الصراع الذي استمر عامين.
* * دعوة إلى الانسجام: أعلن ترامب “حقبة جديدة من الانسجام”، وحث الزعماء على تجاوز “الخلافات القديمة” والتركيز على الاستقرار والازدهار في المستقبل في الشرق الأوسط.