فشل البرلمان الأيرلندي في ترشيح رئيس وزراء جديد يوم الأربعاء، بعد مناقشة ساخنة.
مايكل مارتن، زعيم حزب فيانا فيل، كان على اعتاب ليصبح رئيس الوزراء الايرلندي القادم بعد الاتفاق على برنامج للحكومة مع حزب فاين جايل ومجموعة مختارة من المستقلين.
لكن لم تاتي الرياح بما تشتهي السفن حيث دارت مناقشات حادة داخل البرلمان حالت دون تحقيق مكاسبه ومع ذلك، أنهى نزاع حول ما إذا كان سيتم تخصيص وقت للتحدث لبعض هؤلاء المستقلين من قبل المعارضة للمقترحات التي قدمت يوم الأربعاء دون اختيار رئيس وزراء أيرلندي جديد.
تم تأجيل جلسة مجلس النواب لترشيح رئيس وزراء جديد لساعات للسماح بإجراء محادثات اخرى لاحقا لحل النزاع.
تحدثت رئيسة الوزراء هيلديجارد نوتون أمام المجلس بعد الساعة 4.25 مساءً وقالت إن عملية الترشيح يجب أن تستمر.
نهض ألبرت دولان، عضو مجلس النواب عن حزب فيانا فيل، لبدء ترشيح زعيم حزبه رئيسا للوزراء.
استمر أعضاء حزب شين فين ــ ومنهم زعيمة الحزب ماري لو ماكدونالد، وبيرس دوهيرتي، ورئيس الحزب بادريج ماك لوخلين ــ في مقاطعة الجلسة.
وصف دوهيرتي محاولات رئيسة الحزب المضي قدماً بأنها “عار”، في حين قال ماك لوخلين إنها “مثيرة للغضب”.
أرجأت رئيسة الحزب فيرونا مورفي الجلسة حتى التاسعة صباحاً يوم الخميس، منهية بذلك يوماً من الفوضى داخل المجلس شهد عدة تعليقات وتأجيلات.
جدل حاد حول تشكيل الحكومة و اختيار الوزراء
أثار اتفاق فيانا فيل وفاين جايل على تشكيل حكومة مع المستقلين ,الخلاف الهائل بشأن القواعد البرلمانية، والذي لم يتم حله بعد.
ومن المقرر أن يحصل خمسة من المستقلين التسعة الذين دخلوا في المفاوضات على وزارات ثانوية، بينما أعرب الباقون عن دعمهم لبرنامج الحكومة لكنهم لم يتولون منصباً رسمياً.
يسعى المستقلون الأربعة المتبقون إلى الانضمام إلى مجموعة فنية، وهي آلية مصممة للسماح لأعضاء مجلس النواب المعارضين بالجلوس في مجموعات تضم خمسة أعضاء على الأقل للحصول على تخصيص وقت للتحدث.
وقد رفضت أحزاب المعارضة هذا على نطاق واسع – بما في ذلك شين فين وحزب العمال والديمقراطيين الاجتماعيين – الذين زعموا أنه لا ينبغي السماح للمستقلين الذين دعموا الحكومة القادمة بالانضمام إلى المجموعات الفنية.
وبينما اجتمع مجلس النواب لترشيح رئيس وزراء من الساعة 11 صباحًا يوم الأربعاء، اعترض نواب المعارضة على جدول الأعمال الذي حدده رئيس الحزب الحاكم وقاطعوا الإجراءات مرارًا وتكرارًا.
ووصف السماح للمستقلين المؤيدين للحكومة بالانضمام إلى المجموعات الفنية بأنه “سخيف” و”هزلي”.
علقت السيدة مورفي عمل مجلس النواب عدة مرات قبل الاتفاق على أن يجتمع أعضاء الحزب مع كاتب مجلس النواب للسعي إلى حل النزاع. ولم تتوصل المحادثات إلى حل.في الوقت نفسه، كان حزب شين فين، أكبر حزب معارض، ينوي ترشيح زعيمته السيدة ماكدونالد، عندما تستأنف الإجراءات.ومع ذلك، تشير محادثات تشكيل الحكومة إلى أن السيد مارتن سيحظى بموافقة مجلس النواب.
كان من المقرر أن يسافر المرشح الناجح عبر دبلن إلى أراس آن أواختاراين، المقر الرسمي لرئيس أيرلندا، حيث كان من المقرر أن يوقع مايكل دي هيغينز على أمر التعيين ويسلمه ختم رئيس الوزراء.
شغل السيد مارتن، 64 عامًا، منصب رئيس الوزراء في الحكومة الائتلافية الأخيرة مع حزب فاين جايل والحزب الأخضر.حيث قدم هذا الائتلاف آلية “تناوب رئيس الوزراء” التي شهدت تبادل المنصب الأعلى بين زعماء حزبي فيانا فيل وفاين جايل في منتصف المدة.يُقترح تكرار هذا الترتيب مع الحكومة الجديدة، و اختيرت المدة الزمنية ان تكون من ثلاث إلى سنتين لصالح فيانا فيل تقديراً لتأمين الحزب لتقدمه بعشرة مقاعد على فاين جايل.
ويواصل هذا الترتيب الشراكة التي بدأت في عام 2020 ووضع جانباً ما يقرب من قرن من العداء بين الحزبين الذي تشكل من جانبين متعارضين في الحرب الأهلية الأيرلندية في عشرينيات القرن الماضي.
ويستشهد السيد مارتن، من كورك، باللحظة التي أصبحت فيها أيرلندا أول دولة تطبق حظر التدخين في أماكن العمل في عام 2004، خلال فترة عمله وزيراً للصحة، باعتبارها من بين إنجازاته السياسية الأكثر فخراً.وهو ابن ملاكم أيرلندي دولي، كما شغل مناصب وزارية في مجلس الوزراء للمؤسسات والشؤون الخارجية والدفاع والتعليم.وهو زعيم فيانا فيل منذ عام 2011.وسيتولى سيمون هاريس، رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم فاين جايل، منصب نائب رئيس الوزراء.
