Some Populer Post

  • Home  
  • غزة على شفا الانهيار: نقص حاد في الوقود يُهدد بانهيار إنساني
- الشرق الأوسط

غزة على شفا الانهيار: نقص حاد في الوقود يُهدد بانهيار إنساني

قطاع غزة – ١٤ يوليو ٢٠٢٥ تتأرجح غزة على شفا انهيار إنساني كارثي، إذ يُهدد النقص الحاد والمستمر في الوقود بشل العمليات الحيوية لإنقاذ الأرواح، ويُعرّض حياة ٢.١ مليون شخص لخطر داهم. وقد أصدرت وكالات الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية نداءات عاجلة، مُحذّرةً من أنه في حال عدم تدفق فوري ومستمر للوقود، فقد تتوقف […]

IMG 9528

قطاع غزة – ١٤ يوليو ٢٠٢٥

تتأرجح غزة على شفا انهيار إنساني كارثي، إذ يُهدد النقص الحاد والمستمر في الوقود بشل العمليات الحيوية لإنقاذ الأرواح، ويُعرّض حياة ٢.١ مليون شخص لخطر داهم. وقد أصدرت وكالات الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية نداءات عاجلة، مُحذّرةً من أنه في حال عدم تدفق فوري ومستمر للوقود، فقد تتوقف استجابة الإغاثة في القطاع بالكامل.

لما يقرب من أربعة أشهر، منذ ٢ مارس ٢٠٢٥، خضع دخول الوقود إلى غزة لقيود صارمة، حيث لم يدخل سوى “جزء ضئيل” من الكمية المطلوبة خلال الأسبوع الماضي، بعد ١٣٠ يومًا من المنع التام. وقد أدى هذا الحصار شبه الكامل على مورد حيوي إلى خلق وضع كارثي في جميع أنحاء القطاع، الذي لا يزال يُعاني من آثار ما يقرب من عامين من الصراع وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع. مستشفيات على حافة الانهيار:

وصع مستشفيات غزة بحالة حرجة، ويواجه العديد منها إغلاقًا وشيكًا. يُعدّ الوقود ضروريًا لتشغيل المولدات الكهربائية التي تُبقي الأقسام الأساسية، مثل وحدات العناية المركزة ووحدات حديثي الولادة وغرف العمليات، قيد التشغيل. أفادت مصادر طبية أن إمدادات الوقود الحالية غير كافية، مما يُجبر المستشفيات على تطبيق ترشيد صارم. يشمل ذلك إغلاق أقسام بأكملها وتأخير أو وقف خدمات أساسية مثل غسيل الكلى، وهو ما يُمثل حكمًا بالإعدام على مرضى الكلى.

وذكر بيان مشترك صادر عن عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة يوم السبت 12 يوليو/تموز: “المستشفيات تُعاني بالفعل من انقطاع التيار الكهربائي، ووحدات الولادة وحديثي الولادة والعناية المركزة تتعطل، وسيارات الإسعاف لم تعد قادرة على الحركة”. المرافق الطبية القليلة المتبقية مُكتظة، حيث تجاوزت معدلات إشغال الأسرة 100%، واضطر بعضها إلى تحويل وحدات المرضى الداخليين الاعتيادية إلى وحدات عناية مركزة مؤقتة، تفتقر غالبًا إلى تدابير كافية للوقاية من العدوى ومكافحتها.

أزمة مياه وصرف صحي تلوح في الأفق:

يمتد تأثير نقص الوقود إلى ما هو أبعد من المستشفيات. أنظمة إنتاج المياه والصرف الصحي، التي تعتمد بشكل كبير على المضخات التي تعمل بالوقود، على وشك الانهيار. وقد حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” في وقت سابق من هذا الشهر من أن نقص الوقود قد يؤدي إلى قطع إمدادات مياه الشرب النظيفة عن ما لا يقل عن 44,000 طفل تدعمهم برامجها في غضون أيام، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والإسهال والزحار.

لقد تضررت أو دُمرت 89% من البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة منذ بدء الصراع، مما ترك 90% من السكان بدون مياه شرب آمنة. وبدون الوقود، لا يمكن لمحطات معالجة المياه، ومرافق تحلية المياه، ومحطات ضخ مياه الصرف الصحي العمل، مما يؤدي إلى تراكم خطير للنفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي في الشوارع – مما يشكل بيئة خصبة لتفشي الأمراض الفتاكة.

عمليات الإغاثة مهددة:

تكافح المنظمات الإنسانية للحفاظ على أبسط عملياتها. فالوقود ضروري لنقل المساعدات، وتشغيل المخابز التي توفر الخبز الطازج، والحفاظ على الاتصالات السلكية واللاسلكية الحيوية للتنسيق ولتواصل العائلات. بدون وقود كافٍ، تُحذّر وكالات الأمم المتحدة من أنها ستُضطر إلى “وقف عملياتها بالكامل”، مما سيؤدي فعليًا إلى قطع جميع الخدمات الأساسية عن 2.1 مليون شخص في غزة.

وأكدت وكالات الأمم المتحدة أن “الوقود هو عصب الحياة في غزة”. “فبدون وقود، ستختفي شرايين الحياة هذه”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد حذّر سابقًا من أن “آخر شرايين الحياة تُقطع” بسبب نقص الوقود.

نداء عاجل:

يُوجّه المجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة، نداءً لا لبس فيه لإدخال كميات كافية ومتسقة من الوقود إلى غزة فورًا ودون عوائق. ويؤكدون على أن وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك نقل الإمدادات الأساسية داخل غزة وإلى المحتاجين، يجب ألا يُستخدم كورقة مساومة في المفاوضات الجارية.

مع تفاقم الأزمة يومًا بعد يوم، يُخشى أن يؤدي نقص الوقود ليس فقط إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلًا، بل أيضًا إلى انهيار كامل للخدمات، مما يدفع سكان غزة الأكثر ضعفًا إلى حافة الموت. إن حياة الملايين من البشر تعتمد على الاستجابة العاجلة والفعالة لهذه الأزمة الحرجة في الوقود.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.