Some Populer Post

  • Home  
  • صندوق النقد الدولي يتوقع نموًا عالميًا متواضعًا بنسبة 3.0% لعام 2025، ويحذر من “ضعف المرونة”
- الإقتصاد

صندوق النقد الدولي يتوقع نموًا عالميًا متواضعًا بنسبة 3.0% لعام 2025، ويحذر من “ضعف المرونة”

لندن، المملكة المتحدة – ١٣ أغسطس ٢٠٢٥ من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة متواضعة قدرها 3.0% في عام 2025، وفقًا لأحدث تحديث لتوقعات الاقتصاد العالمي الصادرة عن صندوق النقد الدولي، وهو رقم يشير إلى مسار حساس وغير مؤكد في المستقبل. وبينما يمثل هذا التوقع تعديلًا طفيفًا بالزيادة عن توقعات صندوق النقد الدولي السابقة في […]

IMG 9976

لندن، المملكة المتحدة – ١٣ أغسطس ٢٠٢٥

من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة متواضعة قدرها 3.0% في عام 2025، وفقًا لأحدث تحديث لتوقعات الاقتصاد العالمي الصادرة عن صندوق النقد الدولي، وهو رقم يشير إلى مسار حساس وغير مؤكد في المستقبل. وبينما يمثل هذا التوقع تعديلًا طفيفًا بالزيادة عن توقعات صندوق النقد الدولي السابقة في أبريل، إلا أن التقرير مليء بالتحذيرات من “ضعف المرونة” في مواجهة التوترات الجيوسياسية المستمرة، وتصاعد الحمائية التجارية، والضعف المالي. وقد أكد صندوق النقد الدولي أنه على الرغم من أن الاقتصاد العالمي قد تجنب حتى الآن تباطؤًا أشد حدة، إلا أن متانة الانتعاش الكامنة موضع تساؤل. التوقعات الجديدة، البالغة 3.0% لعام 2025 و3.1% لعام 2026، تُمثل زيادة قدرها 0.2 و0.1 نقطة مئوية على التوالي، مقارنةً بتقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في أبريل 2025. وعزا بيير أوليفييه غورينشا، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، هذا التحسن في التوقعات إلى تضافر عوامل عدة، منها “التحفيز المُسبق” للنشاط الاقتصادي، الذي فاق التوقعات، تحسبًا لارتفاع الرسوم الجمركية، وتحسن الأوضاع المالية، الذي يُعزى جزئيًا إلى ضعف الدولار الأمريكي، والسياسات المالية التوسعية في العديد من الاقتصادات الكبرى. كما أشار التقرير إلى تأثير أقل حدة من المتوقع للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، والتي سبق أن حذّر من أنها ستضر بالنمو العالمي بشكل كبير.

على الرغم من هذا التفاؤل الطفيف، إلا أن نبرة التقرير تتسم بالحذر الشديد. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يكون النمو العالمي أقل من معدل 3.3% المُحقق في عام 2024، وأقل بكثير من المتوسط التاريخي لما قبل الجائحة والبالغ 3.7%. يعكس عنوان تقرير يوليو، “ضعف المرونة وسط حالة من عدم اليقين المستمر”، الهشاشة الكامنة في الاقتصاد العالمي. وقد سلّط صندوق النقد الدولي الضوء على العديد من المخاطر الرئيسية التي قد تُعرقل مسار النمو هذا، حيث تُشكّل التوترات الجيوسياسية مصدر قلق رئيسي. ويُشار إلى الصراعات المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى تفاقم عدم الاستقرار السياسي في أمريكا اللاتينية، كعوامل رئيسية قد تُعطّل سلاسل التوريد، وتُضخّم أسعار السلع الأساسية، وتُقوّض ثقة قطاع الأعمال.

ومن المصادر الرئيسية الأخرى لعدم اليقين انتشار الحواجز التجارية والسياسات الحمائية. وبينما أشار صندوق النقد الدولي إلى أن تأثير التعريفات الجمركية الجديدة كان أقل حدة مما كان يُخشى في البداية، فقد حذّر من أن المستوى العام للتعريفات الجمركية لا يزال مرتفعًا، وقد يتصاعد، خاصةً إذا تعثّرت المفاوضات والاتفاقيات التجارية. ويشير تحليل صندوق النقد الدولي إلى أن ارتفاع معدلات التعريفات الجمركية الفعلية قد يُعيق النمو العالمي بشكل كبير، مما قد يُؤدي إلى اختلال سلاسل التوريد العالمية وخلق ضغوط تضخمية. يكتسب هذا الشعور أهمية خاصة بالنظر إلى المناخ السياسي في الولايات المتحدة، حيث لا تزال السياسة التجارية محور نقاش، وتُعدّ متغيرًا رئيسيًا في التوقعات الاقتصادية العالمية.

وأشار التقرير أيضًا إلى نقاط ضعف مالية كبيرة، لا سيما في الاقتصادات المتقدمة. ومن المتوقع أن تُسجّل العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، عجزًا ماليًا كبيرًا في السنوات المقبلة. وحذّر صندوق النقد الدولي من أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة، مما سيؤدي بدوره إلى تشديد الأوضاع المالية العالمية وإبطاء النمو. ويحثّ التقرير الدول على تنفيذ تعديلات مالية تدريجية ولكن موثوقة لخفض الدين العام وإعادة بناء الاحتياطيات المالية.

وفيما يتعلق بالأداء الإقليمي، تُظهر توقعات صندوق النقد الدولي صورةً متباينة. فعلى سبيل المثال، فاق أداء الاقتصاد الأمريكي التوقعات، حيث رُفعت توقعات نموه لعام 2025 إلى 1.9%، إلا أن المخاطر المالية والتجارية تُلقي بظلالها على آفاقه على المدى المتوسط. ومن المتوقع أن يواصل نمو الصين تباطؤه التدريجي، بينما لا تزال توقعات منطقة اليورو ضعيفة بسبب مزيج من ارتفاع أسعار الطاقة والضغوط التضخمية المستمرة. يُسلّط التقرير الضوء أيضًا على المسارات المتباينة للأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، حيث تُظهر بعض المناطق، مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بوادر انتعاش بفضل التوسع النفطي، بينما تُعاني مناطق أخرى من الديون وعدم الاستقرار السياسي. تُمثّل توصيات صندوق النقد الدولي بشأن السياسات دعوةً لتجديد التعاون الدولي والحكمة المالية المحلية. ويُشدّد التقرير على ضرورة الحفاظ على استقلالية البنوك المركزية والتركيز على خفض التضخم إلى المستويات المستهدفة. كما يُوصي الحكومات بتنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز الإنتاجية على المدى الطويل ومعالجة مواطن الضعف المالية. الرسالة الشاملة واضحة: في حين أظهر الاقتصاد العالمي درجة من المرونة، إلا أنه لا يسير على مسار مستقر أو قابل للتنبؤ، وهناك حاجة إلى جهد مُنسّق للتغلب على التحديات المُقبلة.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.