Some Populer Post

  • Home  
  • صندوق النقد الدولي : الاقتصاد المصري يتقدم و يسير بخطى حذرة في مساره
- دراسات و تقارير

صندوق النقد الدولي : الاقتصاد المصري يتقدم و يسير بخطى حذرة في مساره

مصر تسير بخطى حذرة في مسارها الاقتصادي: صندوق النقد الدولي يُشير إلى تقدم في ظل مخاوف الديون وتأخير الإصلاحات القاهرة، مصر – ٧ اغسطس 2025 يواجه الاقتصاد المصري وضعًا معقدًا، كما يتضح من أحدث تقييمات صندوق النقد الدولي. وبينما قدّم الصندوق توقعات متفائلة بحذر للنمو على المدى القريب، فقد أطلق أيضًا تحذيرًا واضحًا بشأن وتيرة […]

IMG 0024

مصر تسير بخطى حذرة في مسارها الاقتصادي: صندوق النقد الدولي يُشير إلى تقدم في ظل مخاوف الديون وتأخير الإصلاحات

القاهرة، مصر – ٧ اغسطس 2025

يواجه الاقتصاد المصري وضعًا معقدًا، كما يتضح من أحدث تقييمات صندوق النقد الدولي. وبينما قدّم الصندوق توقعات متفائلة بحذر للنمو على المدى القريب، فقد أطلق أيضًا تحذيرًا واضحًا بشأن وتيرة الإصلاحات الهيكلية وعبء الديون الكبير على الدولة.

إشارات متباينة بشأن النمو: دفعة على المدى القريب ومخاوف على المدى الطويل

في تحديثه الأخير لآفاق الاقتصاد العالمي لشهر يوليو 2025، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد المصري للسنة المالية الحالية (2024/2025) بشكل طفيف إلى 4.0%، بزيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة. ينبع هذا التفاؤل المُعاد النظر فيه من “بيانات أفضل من المتوقع خلال الأشهر الماضية”، مدفوعةً إلى حد كبير بالأداء القوي في قطاعات رئيسية مثل الصناعات التحويلية غير النفطية، والسياحة، والاتصالات. وقد عبّر وزير المالية أحمد كجوك مؤخرًا عن هذا الشعور، مشيرًا إلى توسع بنسبة 4.8% في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، ونمو ملحوظ في قطاعي الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى جانب ارتفاع بنسبة 17% في قطاع السياحة.

ومع ذلك، تتراجع التوقعات قليلاً للسنة المالية 2025/2026، حيث خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو إلى 4.1%، أي بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية. ويُعزى هذا التخفيض “بشكل رئيسي إلى تأخر تنفيذ أجندة الإصلاح الهيكلي”، وفقاً لبيتيا كويفا بروكس، نائبة مدير إدارة الأبحاث في صندوق النقد الدولي. وقد أكد صندوق النقد الدولي باستمرار على أنه على الرغم من التقدم الذي أحرزته مصر في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، إلا أن النمو المستدام على المدى الطويل يتوقف على تسريع هذه الإصلاحات، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، والحفاظ على الانضباط المالي.

تحدي الديون: عبء مستمر

لا تزال ديون مصر الضخمة مصدر قلق رئيسي لصندوق النقد الدولي، وتحدٍّ حاسم للحكومة. يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ إجمالي الدين العام للحكومة المصرية حوالي 86.6% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025. والأهم من ذلك، بلغ الدين الخارجي حوالي 153 مليار دولار أمريكي في منتصف عام 2024، أي ما يعادل حوالي 40% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات تشير إلى أنه قد يرتفع إلى أكثر من 202 مليار دولار أمريكي في غضون خمس سنوات.

يستهلك سداد الديون جزءًا كبيرًا من الميزانية السنوية لمصر. ومن المتوقع أن تنفق الحكومة في السنة المالية 2025/2026 نسبة مذهلة تبلغ 65% من نفقاتها السنوية على سداد الديون. ويقيد هذا التخصيص الهائل لخدمة الديون قدرة الحكومة على الاستثمار في الخدمات العامة الحيوية ومشاريع التنمية.

وقد انتقدت مراجعة صندوق النقد الدولي الأخيرة، التي أجريت في منتصف يوليو 2025 كجزء من برنامج قرض تسهيل الصندوق الممدد (EFF) الجاري بقيمة 8 مليارات دولار أمريكي، الدور المتزايد للجيش في الاقتصاد المصري. كما سلّط التقرير الضوء على تعثر برنامج الخصخصة الحكومي، مُشيرًا تحديدًا إلى الهيئة المصرية العامة للبترول وعجزها المالي الكبير. ولا يُعيق نقص عائدات التخارج جهود خفض الدين فحسب، بل يعني أيضًا استمرار دعم الشركات الحكومية غير المُربحة، مما يُؤدي إلى تحويل موارد حيوية.

أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مؤخرًا التزام الحكومة بالحفاظ على اتجاه تنازلي مُستدام للدين الخارجي وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وتُركز الاستراتيجية الاقتصادية في إطار برنامج صندوق النقد الدولي على خفض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من خلال استمرار الانضباط المالي، مع ضمان الإنفاق الكافي على الحماية الاجتماعية.

الضغوط التضخمية والتحديات الأخرى

في حين أحرزت مصر تقدمًا في ترويض التضخم الجامح، لا يزال الوضع غير مستقر. فقد ارتفع معدل التضخم السنوي العام في المناطق الحضرية بشكل طفيف إلى 13.9% في أبريل 2025، مُقارنةً بـ 13.6% في مارس، على الرغم من انخفاضه إلى 14.9% في يونيو 2025، كاسرًا بذلك اتجاهًا صعوديًا استمر ثلاثة أشهر. شهد التضخم الأساسي ارتفاعًا طفيفًا في أبريل. ويهدف البنك المركزي المصري إلى توجيه التضخم نحو هدفه البالغ 7% (±2%) بحلول الربع الأخير من عام 2026.

إلى جانب الديون والتضخم، تواجه مصر عقبات اقتصادية كبيرة أخرى:

* إيرادات قناة السويس: أثّرت التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر والمنطقة بشكل كبير، بما في ذلك الصراع في غزة والصراع المفتوح الأخير بين إسرائيل وإيران، على حركة الملاحة عبر قناة السويس. وقد سجلت القناة، وهي شريان حيوي للتجارة العالمية، انخفاضًا في النشاط بنسبة 23.1% في الربع الثالث من السنة المالية 2024/2025، حيث قامت بعض شركات الشحن بإعادة توجيه سفنها حول رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى انخفاض كبير في الإيرادات الحيوية.

* أزمة إمدادات الغاز الطبيعي: أدى مزيج من ارتفاع الطلب المحلي، وعدم كفاية الإنتاج المحلي، ونقص الواردات إلى أزمة في إمدادات الغاز الطبيعي، مما أثر على أمن الطاقة والإنتاج الصناعي.

* أزمة إمدادات الغاز الطبيعي: أدى مزيج من ارتفاع الطلب المحلي، وعدم كفاية الإنتاج المحلي، ونقص الواردات إلى أزمة في إمدادات الغاز الطبيعي، مما أثر على أمن الطاقة والإنتاج الصناعي. * الدور الاقتصادي للجيش: أكد صندوق النقد الدولي باستمرار على ضرورة تقليص دور الدولة في الاقتصاد وتوفير فرص متكافئة للقطاع الخاص. ولا يزال الدور المهم للجيش، والذي غالبًا ما يكون غامضًا، في مختلف الأنشطة الاقتصادية مصدر قلق فيما يتعلق بتعزيز النمو الذي يقوده القطاع الخاص وزيادة الشفافية.

أعلن صندوق النقد الدولي عن تأجيل استكمال المراجعة الخامسة لبرنامج القروض الحالي البالغ 8 مليارات دولار إلى ديسمبر 2025، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى التأخير في تنفيذ خطة سحب الاستثمارات. ومن المتوقع أن يبدأ الصندوق محادثات بشأن المراجعتين الخامسة والسادسة في سبتمبر، ومن المتوقع اكتمالهما بحلول ديسمبر.

يعتمد المسار الاقتصادي لمصر على قدرتها على تسريع الإصلاحات الهيكلية الحاسمة، بما في ذلك برنامج الخصخصة، لجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة، وتعزيز النمو القائم على الصادرات، وفي نهاية المطاف تقليل اعتمادها على الديون لتحقيق ازدهار اقتصادي مستدام.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.