تعهدت سويسرا بتقديم مليوني فرنك سويسري للمساعدات الإنسانية في غزة. في خطوة حاسمة لتخفيف حدة الأزمة المتفاقمة في القطاع المحاصر، أعلنت الحكومة السويسرية عن مساهمة مالية كبيرة،
هذا التخصيص في الوقت المناسب، الذي يركز على دعم الجهود الإنسانية في القطاع، كشف عنه وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس خلال جولة دبلوماسية حيوية في الشرق الأوسط. ويبرز هذا الإجراء استمرار تدفق الدعم الدولي لغزة، مؤكداً على الحاجة الملحة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين مع صمود وقف إطلاق النار الهش وبدء عملية إعادة الإعمار الشاقة.
اهم بنود القرار
- صرف فوري: يأتي التبرع البالغ مليوني فرنك سويسري لـ المساعدات الإنسانية في غزة من الصندوق السويسري للمساعدة الإنسانية الطارئة ويسري مفعوله فوراً، متجاوزاً الحاجة إلى موافقة برلمانية.
- اليونيسف تتولى التوزيع: ستتولى منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، توزيع المساعدات على الأرض، والتي تشمل سلعاً إنسانية منشأها سويسرا.
- دبلوماسية الشرق الأوسط: تم الإعلان عن التبرع من قبل وزير الخارجية إجنازيو كاسيس خلال زيارته إلى الشرق الأوسط، بعد يوم واحد من لقائه بنظيره الأردني لمناقشة خيارات المساعدة طويلة الأجل والأفق السياسي للمنطقة.
- التركيز على الأساسيات: صُمم هذا الدعم المالي لدعم إيصال السلع الأساسية مثل المياه والغذاء والإمدادات الطبية إلى السكان المتضررين بشدة في غزة.
- دعم سويسري أوسع: يأتي هذا الالتزام الحكومي الرسمي في أعقاب جهود كبيرة لجمع التبرعات الخاصة من قبل التضامن السويسري، والتي جمعت مؤخراً أكثر من 4.5 مليون فرنك سويسري من التبرعات العامة للسكان المدنيين في غزة.
إغاثة سريعة لسكان يائسين
تم تأكيد الالتزام بـ مليوني فرنك سويسري (ما يعادل حوالي 1.8 مليون جنيه إسترليني / 2.2 مليون دولار أمريكي) من قبل وزير الخارجية إجنازيو كاسيس خلال مؤتمر صحفي في بغداد، المحطة الثانية من جولته الدبلوماسية التي شملت أيضاً لقاءات مع مسؤولين أردنيين. وأكدت الحكومة السويسرية على إلحاح الوضع، مؤكدة أن الأموال ستُسحب من ميزانية المساعدة الإنسانية الطارئة، مما يسمح بالإفراج عنها ونشرها فوراً دون تأخير بيروقراطي.
وكلفت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC) بالإشراف على تنفيذ المساعدة. أحد العناصر الحاسمة في هذه المساعدة هو قرار توجيه الدعم من خلال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وتهدف سويسرا، من خلال الشراكة مع وكالة الأمم المتحدة الراسخة، إلى ضمان وصول المساعدة بكفاءة إلى أشد المحتاجين، مع التركيز بشكل خاص على الفئة الضعيفة من الأطفال الذين يعانون من نقص المياه النظيفة والتغذية والرعاية الطبية في القطاع المدمر.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية: “إن التكلفة الإنسانية للنزاع في غزة هائلة”، مؤكداً أن حزمة المساعدات تتضمن شحنة من السلع الإنسانية الأساسية من سويسرا. وأضاف: “أولويتنا الفورية هي دعم الجهود الإنسانية الجارية بالفعل لمنع المزيد من المعاناة وخطر المجاعة”.
سياق الدعم الدولي والمحلي
يأتي المساهمة المالية من برن في منعطف حرج، حيث سمح وقف إطلاق النار الأخير بإيصال محدود وهش لإمدادات الإغاثة إلى القطاع، وهي عملية لا تزال تكافح لتلبية الاحتياجات الهائلة لأكثر من مليوني مقيم. تنضم سويسرا إلى قائمة متزايدة من الدول التي تكثف دعمها الدولي لغزة، استجابة لدعوات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لزيادة التمويل وتوفير وصول أكبر.
ويكمل العمل الحكومي السويسري أيضاً تدفقاً قوياً للتضامن المحلي. فقد أعلنت مؤسسة التضامن السويسري الخيرية، بالأمس فقط، أنها جمعت أكثر من 4.5 مليون فرنك سويسري من التبرعات من الجمهور السويسري، مما يدل على القلق العميق داخل البلاد بشأن السكان المدنيين المتضررين من النزاع. وهذا الجهد الجماعي – الممول من الدولة والمدفوع بالقطاع الخاص – ضروري لتوفير مساعدات إنسانية شاملة في منطقة شُلّت فيها المرافق الطبية ودُمرت البنية التحتية.
وبالنظر إلى ما وراء الأزمة المباشرة، أشار الوزير كاسيس أيضاً إلى أن سويسرا تدرس خيارات للدعم طويل الأجل، والتي يمكن أن تشمل استمرار التمويل من خلال منظمات الأمم المتحدة أو إنشاء آليات تعاون ثنائي مع دول إقليمية أخرى. وخلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، تطرقت المناقشة أيضاً إلى الأفق السياسي الأوسع، بما في ذلك الالتزام بالإفراج عن المزيد من المساعدات المتوافقة مع اتفاقيات سياسية معينة بحلول نهاية العام، مما يؤكد اعتقاد سويسرا بأن الحل المستدام يتطلب تدخلاً إنسانياً وعملية سياسية متجددة.
.
