بيروت، لبنان
رفض حزب الله بشكل قاطع قرارًا محتملاً للحكومة اللبنانية يتعلق بنزع سلاحه، واصفًا إياه بـ “الخطيئة الكبرى” التي قد تؤدي إلى نتائج كارثية. جاء هذا الموقف الحازم في بيان رسمي صدر عن الحزب، في رد فعل على دعوات متزايدة داخل البلاد للمطالبة بإنهاء وجود المجموعات المسلحة غير التابعة للدولة.
1. تفاصيل موقف حزب الله
أكد حزب الله في بيانه أن سلاحه هو “ضمانة وحماية للبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية” و”درع الأمة والمقاومة”. وشدد على أن أي قرار يهدف إلى نزع سلاح المقاومة يعتبر “تآمراً على أمن لبنان واستقراره وسيادته”، وخدمة مباشرة لأجندات أجنبية. كما أشار البيان إلى أن هذا السلاح ليس محل تفاوض أو مساومة، وأن أي محاولة لإزالته ستواجه بالرفض المطلق.
2. سياق التوتر السياسي
يأتي هذا الرفض في سياق سياسي متوتر للغاية في لبنان، حيث تزايدت المطالبات الداخلية والخارجية بضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي ينص على نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان باستثناء الجيش اللبناني.
* الضغوط الداخلية: يرى عدد من القوى السياسية والأحزاب اللبنانية أن وجود سلاح خارج سيطرة الدولة هو السبب الرئيسي في زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
* التوترات الإقليمية: في ظل التوترات الأخيرة على الحدود الجنوبية، ازدادت أهمية النقاش حول دور سلاح حزب الله، حيث يرى البعض أن هذا السلاح يعرض لبنان لخطر الانجرار إلى صراعات إقليمية.
3. ردود فعل الحكومة اللبنانية
لم يصدر عن الحكومة اللبنانية رد رسمي مباشر على بيان حزب الله. لكن من المتوقع أن تثير هذه التصريحات جدلاً واسعًا وتصعب من مهمة الحكومة في إيجاد حلول توافقية للأزمة السياسية والاقتصادية الراهنة. ويشير المراقبون إلى أن هذا الموقف من حزب الله يبرز عمق الانقسام السياسي في لبنان، والذي يقف عقبة أمام أي إصلاحات جذرية.
4. الخاتمة
يُظهر بيان حزب الله بوضوح التزام الحزب الثابت بالاحتفاظ بسلاحه، ورفضه لأي تسوية قد تؤدي إلى نزعه. ويضع هذا الموقف الحكومة اللبنانية أمام تحدٍ كبير، حيث عليها أن تتعامل مع تطلعات جزء من المجتمع اللبناني في حصر السلاح بيد الدولة، وفي الوقت نفسه تجنب تصعيد التوتر مع أحد أقوى اللاعبين السياسيين والعسكريين في البلاد.
