لندن، المملكة المتحدة – 16 سبتمبر 2025
تقرير: رئيس التحرير – عبير المعداوي
⸻
تظل القضية الفلسطينية في قلب التوترات الإقليمية والدولية، مع تصاعد الأحداث وتغير الخارطة السياسية بشكل متسارع. وفي ظل هذه الظروف غير المسبوقة، يصبح التساؤل حول مصير القضية الفلسطينية في الأيام المقبلة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
يواجه الفلسطينيون تحديات متشابكة:
• أزمة إنسانية خانقة في غزة.
• تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية.
• انقسام داخلي يُضعف وحدة الصف.
وبينما يبقى صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه هو الثابت الأبرز، فإن المواقف الدولية والإقليمية تشكل عوامل حاسمة قد تحدد الاتجاه القادم.
⸻
◼️ دور الأمم المتحدة: محاولات تصطدم بالفيتو
• الجمعية العامة تبنت قرارات لوقف إطلاق النار.
• مجلس الأمن عجز بسبب استخدام الفيتو.
• الأمم المتحدة وفرت منبراً دبلوماسياً ومساعدات إنسانية عبر الأونروا.
➡️ لكنها عجزت عن فرض الأمن والسلام على الأرض، لتبقى موضع جدل بين كونها “منصة إدانة” أو “أداة عدل”.
⸻
◼️ الموقف الأمريكي: سياسة مزدوجة
• دعم عسكري وسياسي لإسرائيل.
• دعوات متكررة لحماية المدنيين وزيادة المساعدات لغزة.
• لقاءات دبلوماسية مكثفة لتجنب اتساع الصراع.
➡️ التناقض بين دعم إسرائيل والحديث عن السلام يثير شكوكاً حول صدق النوايا الأمريكية.
⸻
◼️ الموقف الإسرائيلي: تشدد وتمسك بالحل الأمني
• خطاب نتنياهو يركز على “الحسم الأمني”.
• تجاهل أي مفاوضات سياسية جادة.
• استمرار التوسع الاستيطاني وفرض وقائع ميدانية.
➡️ فرص الحل السياسي تضعف بشكل متسارع.
⸻
◼️ مصر ومخطط التهجير: الخط الأحمر
مصر أعلنت رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مؤكدة أن ذلك:
• خط أحمر يمس أمنها القومي.
• محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
ترتكز مصر على:
• رفض رسمي واضح.
• تنسيق دبلوماسي إقليمي ودولي.
• دور إنساني كممر رئيسي للمساعدات.
• مراقبة أمنية صارمة للحدود.
➡️ القاهرة تبقى خط الدفاع الأول ضد أي مخطط تهجير.
⸻
◼️ الموقف العربي والإقليمي: بين الضغط والدبلوماسية
• الأردن: شدد على أن التهجير تصفية للقضية.
• السعودية: أكدت مركزية القضية الفلسطينية ودعت لحل الدولتين.
• قطر: واصلت الوساطة المباشرة بين الأطراف.
➡️ رغم غياب موقف عربي موحد، إلا أن الرفض للتهجير هو القاسم المشترك.
⸻
◼️ الانقسام الفلسطيني: العقبة الداخلية
• السلطة الفلسطينية تعجز عن فرض نفوذها في غزة.
• حماس تواجه عزلة دولية وضغوطاً عسكرية.
➡️ غياب الوحدة الوطنية يعقد فرص التسوية والمقاومة معاً.
⸻
◼️ الموقف الدولي: رفض قاطع على الورق
• القانون الدولي: المادة 49 من اتفاقية جنيف تحظر النقل القسري وتعتبره جريمة حرب.
• الأمم المتحدة: حذرت من أن أي تهجير يعد جريمة حرب.
• الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي: رفضوا رسمياً سيناريو التهجير.
➡️ لكن غياب الإرادة السياسية يجعل التنفيذ ضعيفاً أمام ميزان المصالح.
⸻
◼️ سيناريوهات مستقبلية محتملة
1. التهجير الجزئي: تفريغ مناطق محددة دون تهجير شامل.
2. التسوية المؤقتة: هدنة طويلة برعاية دولية مع استمرار الحصار.
3. الانفجار الإقليمي: تدخل أطراف عربية أو إقليمية بما يغيّر موازين القوى.
⸻
✦ الخاتمة
القضية الفلسطينية تقف اليوم أمام مفترق طرق مصيري. ورغم تصاعد المخاطر، يبقى:
• صمود الفلسطينيين.
• موقف مصر والدول العربية.
• الضغط الدولي المتواصل.
هي العوامل التي قد تمنع التصفية النهائية.
يبقى السؤال الأكبر بلا إجابة:
هل ينجح الفلسطينيون وحلفاؤهم في حماية قضيتهم من محاولات الطمس، أم أن الأيام المقبلة ستشهد أخطر مراحل التحدي؟