تل أبيب – إسرائيل – 15 أغسطس 2025
بلغ الصراع الدائر في قطاع غزة منعطفًا قاتمًا هذا الأسبوع، حيث أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني في يوم واحد، وهي الفترة الأكثر دموية خلال أسبوع. ووفق وزارة الصحة في غزة، نتجت هذه الخسائر عن حملات قصف مكثفة وتوغلات برية في المناطق الشرقية من مدينة غزة. وأفاد السكان بتعرضهم لقصف عنيف من قبل الطائرات والدبابات الإسرائيلية، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل في حيي الزيتون والشجاعية. ويأتي هذا العمل العسكري المكثف في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة، وهي خطوة قوبلت بقلق دولي إزاء عواقبها الإنسانية على السكان المدنيين.
ويُضاف هذا العدد الهائل من الضحايا إلى عشرات الآلاف من القتلى الذين سقطوا منذ بدء الصراع قبل نحو عامين. يتفاقم الوضع بسبب أزمة إنسانية حادة، مع تزايد عدد الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية. وفي خضم هذا العنف المتصاعد، أفادت التقارير أن إسرائيل دخلت في مناقشات مع عدة دول حول إمكانية إعادة توطين سكان غزة “طواعية”. ومن بين الدول المذكورة في هذه التقارير جنوب السودان.
وقد قوبل نبأ هذه المناقشات، الذي أوردته وكالة أسوشيتد برس لأول مرة، بنفي قاطع من مسؤولي جنوب السودان. وصرحت وزارة الخارجية في جنوب السودان بأن هذه المزاعم “لا أساس لها” ولا تعكس سياستها الرسمية. ومع ذلك، تُسلط التقارير الضوء على سعي إسرائيل لإيجاد حلول بديلة لتهجير سكان غزة.
العناوين الرئيسية
* اليوم الأكثر دموية في أسبوع: أكدت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 100 فلسطيني خلال 24 ساعة، معظمهم في الأحياء الشرقية من مدينة غزة. ويمثل هذا تصعيدًا كبيرًا في الحملة العسكرية المستمرة.
* السيطرة المُخطط لها على مدينة غزة: يُعتقد أن القصف المكثف الأخير يُمهد الطريق لاستيلاء الجيش الإسرائيلي المُخطط له على مدينة غزة بالكامل.
* جنوب السودان ينفي إجراء محادثات: نفت حكومة جنوب السودان بشدة التقارير التي تُفيد بأنها تُجري محادثات مع إسرائيل بشأن إعادة توطين الفلسطينيين من غزة، واصفةً هذه المزاعم بأنها “لا أساس لها من الصحة”.
* مقترح “الهجرة الطوعية”: أفادت التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب عن دعمه للهجرة الجماعية لسكان غزة، وهي سياسة يُطلق عليها “الهجرة الطوعية”.
* إدانة دولية: لاقى مقترح نقل سكان غزة إدانة واسعة من الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان والعديد من الدول، الذين يرون أنه يُشكل انتهاكًا للقانون الدولي.
مناقشات إعادة التوطين واحتمالات أخرى
لطالما كانت فكرة نقل السكان الفلسطينيين في غزة موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يرى المنتقدون أنها تُمثل طردًا قسريًا وتطهيرًا عرقيًا. يُحظر القانون الدولي النقل القسري للسكان المحميين. ومع ذلك، يعتبره المؤيدون حلاً إنسانيًا للأزمة المستمرة، ويوفر بديلاً أكثر أمانًا لسكان غزة النازحين الذين يعيشون في ظروف مزرية.
وبعيدًا عن جنوب السودان، ظهرت تقارير أيضًا عن عقد إسرائيل تُجري إندونيسيا وأرض الصومال مفاوضاتٍ مع دولٍ وأقاليمٍ أخرى بشأن إعادة التوطين المُحتملة، ومنها أرض الصومال وأوغندا وليبيا وإندونيسيا. ووفقًا لبعض التقارير، أبدت إندونيسيا وأرض الصومال انفتاحًا أكبر على فكرة قبول “الهجرة الطوعية” من غزة، رغم عدم الإعلان عن أي اتفاقيات رسمية. ويُقال إن لهذه الدول، التي يُعاني بعضها من تحدياتٍ داخلية، دوافع مُختلفة للنظر في مثل هذه الصفقة، بما في ذلك الحوافز الاقتصادية المُحتملة والاعتراف الدبلوماسي. ومع ذلك، وكما هو الحال في جنوب السودان، نفت وزارة الخارجية الإندونيسية هذه التقارير أيضًا.
يواجه مفهوم “الهجرة الطوعية” عقباتٍ كبيرة. فالغالبية العظمى من الفلسطينيين في غزة تربطهم روابط عميقة بالأرض ورغبةٌ قويةٌ في العودة إلى ديارهم. وقد أكد المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، باستمرار على أن أي عملية تهجير من هذا القبيل يجب أن تكون طوعيةً حقًا، ويجب ألا تُقوّض حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وتُسلّط هذه المناقشات، حتى في حال رفضها، الضوء على السعي المُستميت لإيجاد حلٍّ للكارثة الإنسانية في غزة. ويبقى التركيز مُنصبًّا على إيجاد مسارٍ للمضي قدمًا يحترم القانون الدولي والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.