المملكة المتحدة تخطط لإسقاط مساعدات جوية، والأمم المتحدة تحذر من “أزمة أخلاقية”
جنيف / لندن / برلين / باريس
وصل الوضع الإنساني المتردي في غزة اليوم إلى منعطف حرج، حيث واصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، الضغوط على اسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، ورفع جميع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.
يأتي هذا النداء الموحد امتداد للبيان الرسمي الذي صدر عن الدول الاوروبيه الثلاثه الأسبوع الماضي في ظل تحذيرات متزايدة من الأمم المتحدة بأن الأزمة تجاوزت الأبعاد الإنسانية، لتصبح “أزمة أخلاقية عميقة تتحدى الضمير العالمي”.
يذكرا أن بيان صدر عقب مكالمة هاتفية ثلاثية، أكد القادة الأوروبيون الثلاثة أن الهدنة التفاوضية تمثل “أفضل فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، وإنهاء معاناة عائلاتهم، وإغاثة السكان المدنيين في غزة”. أعلنوا بشكل قاطع أن الكارثة الإنسانية في غزة “غير مقبولة”، مؤكدين على “ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين – بما في ذلك الحصول على الماء والغذاء – دون تأخير. إن حرمان المدنيين من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أمر غير مقبول”. كما دعا القادة إسرائيل إلى رفع القيود المفروضة على إيصال المساعدات فورًا والسماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى بالعمل دون عوائق، مؤكدين على التزامات إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي.
وإلى جانب المخاوف الإنسانية العاجلة، أعرب البيان المشترك أيضًا عن معارضته الشديدة لأي جهود لفرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرين من أن تهديدات الضم والتوسع الاستيطاني وأعمال عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين تقوض بشدة آفاق حل الدولتين المتفاوض عليه. كما أكدوا على ضرورة نزع سلاح حماس واستبعادها من أي إدارة مستقبلية لغزة.
في غضون ذلك، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتهامًا لاذعًا لاستجابة المجتمع الدولي للأزمة. في حديثه عبر رابط فيديو أمام الجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية، انتقد غوتيريش بشدة “انعدام التعاطف، وانعدام الحقيقة، وانعدام الإنسانية” الذي أظهره الكثيرون، واصفًا المجاعة واسعة النطاق في غزة بأنها “أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي”. وجدد دعوته لوقف إطلاق نار فوري ودائم، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، قائلاً: “الكلمات لا تُطعم الأطفال الجائعين”. وكشف غوتيريش عن إحصاءات مُقلقة، مُشيرًا إلى أنه منذ 27 مايو/أيار، سجّلت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 1000 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الإمدادات الغذائية، مُؤكدًا أن هؤلاء الأفراد “لم يُقتلوا في القتال، بل في حالة يأس – بينما يتضور جميع السكان جوعًا”.
وفي خطوة ملموسة لمعالجة الأزمة المُتفاقمة، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة “تُمضي قدمًا في خططها للعمل مع شركاء مثل الأردن لإسقاط المساعدات جوًا وإجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية”. تأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تُحذّر فيه منظمات الإغاثة من تزايد حالات المجاعة، لا سيما بين الأطفال، في غزة التي مزقتها الحرب. وجاء هذا الإعلان عقب محادثات طارئة أجراها ستارمر مع الرئيس ماكرون والمستشار ميرز، اتفقوا خلالها على الوضع “المُزري” في غزة والحاجة المُلِحّة لوقف إطلاق نار فوري وإيصال مساعدات غير مُقيّدة. ولا يزال المجتمع الدولي يُكافح الأزمة المُتصاعدة، حيث يُسلّط الإعلان المُشترك الصادر اليوم وتحذيرات الأمم المتحدة الضوء على الحاجة المُلِحّة إلى تضافر الجهود لتخفيف المعاناة والعمل على إيجاد حلّ دائم في المنطقة.
