كشف تقرير جديد صادر عن برنامج الأغذية العالمي عن توقعات قاتمة للأمن الغذائي العالمي، حيث يُتوقع أن يواجه ما يُقدر بـ 319 مليون شخص في 67 دولة انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي في عام 2025. ويُسلط هذا التوقع المُقلق الضوء على التحدي المُتزايد المتمثل في ضمان حصول ملايين الأشخاص حول العالم على أغذية مُغذية.
يُحدد التقرير السنوي لبرنامج الأغذية العالمي الصراعات وتغير المناخ والصدمات الاقتصادية كعوامل رئيسية لانعدام الأمن الغذائي. وقد أدت هذه العوامل إلى زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يُكافحون للحصول على الغذاء، وغالبًا ما تُواجه الفئات السكانية الأكثر ضعفًا أكبر التحديات.
البؤر الإقليمية الساخنة
يُسلط التقرير الضوء على عدة مناطق ستتأثر بشكل خاص بانعدام الأمن الغذائي في عام 2025. وتشمل هذه المناطق:
– أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث أدى الصراع وتغير المناخ إلى انتشار انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، ويُقدر أن 125 مليون شخص مُعرضون للخطر.
– منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أدت الصراعات المستمرة وعدم الاستقرار الاقتصادي إلى تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي، حيث يُقدر أن 45 مليون شخص معرضون للخطر.
– جنوب آسيا، حيث أدى تغير المناخ والصدمات الاقتصادية إلى انعدام الأمن الغذائي، حيث يُقدر أن 55 مليون شخص معرضون للخطر.
أسباب انعدام الأمن الغذائي
يحدد تقرير برنامج الأغذية العالمي عدة أسباب رئيسية لانعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك:
– الصراعات: أدت الصراعات المستمرة في دول مثل اليمن وسوريا وأوكرانيا إلى نزوح كبير وتعطيل النظم الغذائية، مما ترك ملايين الأشخاص دون الحصول على طعام مغذٍّ.
– تغير المناخ: أثر ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هطول الأمطار، وزيادة وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة على غلة المحاصيل، وقلص توافر الغذاء، وأدى إلى تقلب أسعار الغذاء.
– الصدمات الاقتصادية: أدى عدم الاستقرار الاقتصادي، بما في ذلك ارتفاع أسعار الغذاء والبطالة والفقر، إلى الحد من إمكانية حصول العديد من الفئات السكانية الضعيفة على الغذاء.
عواقب انعدام الأمن الغذائي
عواقب انعدام الأمن الغذائي واسعة النطاق، وقد تُخلّف آثارًا مدمرة على الأفراد والمجتمعات والاقتصادات. وتشمل هذه:
– سوء التغذية: يُمكن أن يُؤدي انعدام الأمن الغذائي إلى سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، مما قد يُؤثّر سلبًا على الصحة والتنمية على المدى الطويل.
– الهجرة: يُمكن أن يُؤدّي انعدام الأمن الغذائي إلى الهجرة، حيث يسعى الناس إلى ظروف معيشية أفضل وإمكانية الحصول على الغذاء، مما قد يُشكّل ضغطًا إضافيًا على الدول المُضيفة.
– عدم الاستقرار الاقتصادي: يُمكن أن يُؤدّي انعدام الأمن الغذائي إلى عدم الاستقرار الاقتصادي، حيث يُمكن أن يُؤثّر انخفاض إمكانية الحصول على الغذاء على الإنتاجية والنمو الاقتصادي والاستقرار.
يدعو تقرير برنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التحدي المُتزايد لانعدام الأمن الغذائي. ويشمل ذلك:
– زيادة المساعدات الإنسانية: تقديم مساعدات غذائية طارئة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، لا سيما في المناطق المُتضرّرة من النزاعات.
– دعم الزراعة المستدامة: الاستثمار في ممارسات الزراعة المستدامة والمحاصيل المقاومة لتغير المناخ لتحسين توافر الغذاء والحد من التأثر بتغير المناخ.
– الدعم الاقتصادي: تقديم الدعم الاقتصادي للفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك التحويلات النقدية وبرامج الحماية الاجتماعية، لتحسين فرص الحصول على الغذاء.
في الوقت الذي يواجه فيه العالم التحدي المعقد المتمثل في انعدام الأمن الغذائي، من الواضح أن هناك حاجة إلى جهد منسق ومستمر لضمان حصول ملايين الأشخاص على طعام مغذٍّ. ويُعد تقرير برنامج الأغذية العالمي بمثابة تذكير صارخ بضرورة العمل الجماعي لمعالجة هذه القضية العالمية المُلحة.