واشنطن – ١٢ أغسطس ٢٠٢٥
في تصريحٍ مثيرٍ للجدل أثار جدلاً دبلوماسياً واسعاً في أوروبا، أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن على كلٍّ من أوكرانيا وروسيا التنازل عن أراضٍ لإنهاء الحرب الدائرة. ويأتي هذا التصريح قبل أيامٍ قليلة من اجتماعه الثنائي المُرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. وفي مؤتمرٍ صحفيٍّ، صرّح الرئيس ترامب للصحفيين: “سيكون هناك تبادلٌ للأراضي”، مُضيفاً أنه استقى هذه المعلومات من محادثاتٍ مع مسؤولين من كلا البلدين.
ورغم أن الرئيس لم يُقدّم تفاصيلَ مُحدّدةٍ حول الأراضي التي سيتمّ تبادلها، فإنّ تصريحاته تُشير إلى تحوّلٍ كبيرٍ في موقف الولايات المتحدة من الصراع، والذي لطالما كان داعماً لوحدة أراضي أوكرانيا والضغط من أجل انسحابٍ روسيٍّ كامل. وقد قوبل هذا الاقتراح برفضٍ فوريٍّ وحازمٍ من المسؤولين الأوكرانيين. حذّر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في خطابٍ مُصوّرٍ حازم، من أن أوكرانيا “لن تُسلّم أرضها لمُحتل”، وأن أي قرارات تُتّخذ دون مشاركة أوكرانيا ستكون “قراراتٍ ميتة” ولن تُجدي نفعًا.
وأكّد القادة الأوروبيون مخاوف كييف، مُعربين عن مخاوفهم من أن تُقوّض صفقةٌ تُمليها الولايات المتحدة وروسيا سيادة أوكرانيا وتُشكّل سابقةً خطيرةً للقانون الدولي. وشدّد بيانٌ مُشتركٌ صادرٌ عن قادة المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا والمفوضية الأوروبية على أن “مسار السلام في أوكرانيا لا يُمكن تحديده بدون أوكرانيا”. كما شدّدوا على مبدأ “عدم تغيير الحدود الدولية بالقوة”.
ويُصف البيت الأبيض اجتماع الرئيس ترامب مع بوتين، المُقرر عقده يوم الجمعة، بأنه جلسة “استطلاع” لقياس مدى استعداد روسيا للتفاوض. أقرّ الرئيس بأن اقتراحه لتبادل الأراضي سيحمل “جوانب إيجابية، لا سلبية، بل سلبية أيضًا لكليهما”، لكنه أعرب عن إحباطه من إصرار زيلينسكي على عملية دستورية للموافقة على أي تغييرات إقليمية من هذا القبيل. وبينما يشير المحللون إلى أن أوكرانيا قد تضطر، بحكم الواقع، إلى قبول خسارة بعض الأراضي، فإن الرفض العلني من جانب قيادتها يُبرز العقبات السياسية الهائلة التي تعترض أي اتفاق سلام يتضمن التنازل عن أراضٍ ذات سيادة.