واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية – 5 أكتوبر/تشرين الأول 2025
في تطور دراماتيكي في الصراع على غزة، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمس خريطة “خط الانسحاب الأولي” الذي يقول إن إسرائيل وافقت عليه، إيذانًا ببدء انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة.
ما الذي تُظهره الخريطة؟
• توضح الخريطة المرحلة الأولى من الانسحاب الإسرائيلي، والتي بموجبها ستنسحب قوات الدفاع الإسرائيلية من أجزاء من غزة مع الاحتفاظ بالسيطرة على مناطق رئيسية، بما في ذلك ممر فيلادلفيا (على الحدود مع مصر) ومناطق في شمال غزة.
• في المرحلة المبكرة، سيقلص الانسحاب مساحة الأراضي التي تحتلها إسرائيل في غزة. تشير بعض التحليلات إلى أنه بعد المرحلة الأولى، سيظل حوالي 55% من غزة تحت السيطرة الإسرائيلية.
• تُشير الخريطة إلى انسحابات أعمق في مراحل لاحقة، مع إمكانية سيطرة إسرائيل على حوالي 15% فقط من غزة في منطقة عازلة نهائية، على الرغم من أن هذه الخطوات المستقبلية مشروطة بالاتفاق والظروف الأمنية.
صرح ترامب، في منشور على حسابه على موقع “تروث سوشيال”:
“بعد المفاوضات، وافقت إسرائيل على خط الانسحاب الأولي… بمجرد تأكيد حماس، سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ على الفور”.
الردود السياسية والعسكرية
• أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه لخطة ترامب الأوسع. لكن المقاومة السياسية الداخلية قائمة، لا سيما من الفصائل المتشددة والمركزة على الأمن والمشككة في الانسحاب المبكر.
• على الرغم من الإعلان، لم تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل كامل. صدرت أوامر بتقليص حملة مدينة غزة والتحول إلى موقف دفاعي أكثر، مع استمرار الغارات الجوية في أماكن أخرى من غزة.
• أفادت التقارير أن حماس وافقت بشروط على إطار عمل ترامب لوقف إطلاق النار، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن، لكنها شككت في أجزاء من خطة الانسحاب ومطلب نزع السلاح.
• تجري مفاوضات في القاهرة مع وفود إسرائيلية وأمريكية وحماس، مكلفة بوضع اللمسات الأخيرة على الشروط الفنية للاتفاق.
التداعيات والمخاطر الاستراتيجية
• يشير الهيكل التدريجي للخريطة إلى أن إسرائيل تريد الاحتفاظ بالنفوذ الاستراتيجي أثناء الانسحاب، وخاصة في المناطق الحدودية والعازلة.
• يجادل المنتقدون بأن الخطة تفضل بشدة المخاوف الأمنية الإسرائيلية على الاعتبارات العملية لإعادة إعمار غزة وسلامة المدنيين والحكم الفلسطيني.
• لا تزال هناك أسئلة رئيسية: هل ستوافق حماس تمامًا على شروط الخريطة؟ هل سيستمر الانسحاب تحت الضغط؟ هل يمكن أن يصمد وقف إطلاق النار بينما لا يزال الجانبان يواجهان انعدام ثقة عميقًا؟
ماذا بعد؟
• سيُؤدي رد حماس الرسمي وقبولها لخريطة الانسحاب إلى البدء الرسمي لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن. تعتمد المراحل التالية للخريطة – الانسحاب الموسع، ونزع السلاح، وانتقال الحكم – بشكل كبير على كيفية تطور المرحلة الأولى ومدى إمكانية تطبيق الضمانات الأمنية.
سيلعب الوسطاء الدوليون، وخاصة في مصر وقطر، دورًا حاسمًا في سد الفجوات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ومنع تجدد التصعيد.
⸻
يُمثل إصدار هذه الخريطة أحد أكثر المقترحات جرأة حتى الآن في حرب غزة، حيث يُقدم مسارًا محتملًا نحو خفض التصعيد – لكن لا تزال هناك العديد من العقبات.
