غزة – فلسطين- سي جاي العربيّة
شهدت الحدود الشرقية لقطاع غزة فجر اليوم حالة من التوتر الأمني المتجدد بعد تقارير متقاطعة عن تبادل نيران متقطّع بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين، تزامناً مع إعلان الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرتين مسيّرتين قال إنهما أُطلقتا من داخل القطاع باتجاه مواقع في جنوب إسرائيل.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب أن الدفاعات الجوية «اعترضت أهدافاً جوية معادية فوق منطقة أشكول»، فيما أفادت مصادر فلسطينية بأن الانفجارات ناجمة عن رد إسرائيلي «كثيف نسبياً» على إطلاق محدود للطائرات المسيّرة. ولم يُعلن عن وقوع إصابات في الجانبين حتى الساعة، غير أن سكاناً في المناطق الحدودية تحدّثوا عن حالة ذعر بين المدنيين وخروج عربات الإسعاف تحسّباً لتصعيد محتمل.
التطور الميداني الجديد يأتي في وقت حسّاس للغاية، بينما تعقد في شرم الشيخ جولة مفاوضات غير مباشرة بين وسطاء دوليين وممثّلين عن الجانبين لبحث خطة تهدئة طويلة الأمد ترعاها مصر والولايات المتحدة. ويرى مراقبون أن الاشتباكات قد تحمل رسائل متبادلة تهدف إلى تحسين المواقع التفاوضية قبل إحراز أي اتفاق سياسي.
مصادر دبلوماسية عربية أوضحت لـ«سي جاي العربيّة» أن الوسطاء المصريين «يتابعون الوضع الميداني بدقّة»، وأنهم تلقّوا تطمينات من الأطراف بأن الحادث الأخير لن يؤثر على استمرار المحادثات الجارية. وأضافت المصادر أن «كل الأطراف تدرك حساسية اللحظة، وأن التصعيد الآن قد ينسف أسابيع من الجهود الدبلوماسية المكثفة».
على الجانب الفلسطيني، اتهمت فصائل المقاومة الجيش الإسرائيلي بـ«خرق الهدوء النسبي» من خلال استهداف مواقع داخلية على حدود خانيونس ورفح، محذّرة من أن الرد سيكون ضمن قواعد الاشتباك المعلنة إذا استمرت العمليات. أما الجيش الإسرائيلي فأشار إلى أن «نشاطاته تأتي رداً على تهديدات أمنية مباشرة» وأنه سيواصل ما وصفه بـ«عمليات الدفاع الوقائية».
سياسياً، دعا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس والعودة الفورية إلى طاولة التفاوض، فيما أكدت القاهرة أنها «تعمل على منع أي تدهور جديد»، محذّرة من أن استمرار التصعيد «قد يعقّد مسار الوساطة الجارية ويعيد المنطقة إلى دوامة العنف».
ويرى محللون أن الحادث الأخير يُبرز هشاشة الوضع الأمني على الأرض، وأن أي خطأ في الحسابات قد يعيد الأمور إلى مربع الصراع الشامل. كما يربطون بين التوتر الراهن وضغوط داخلية يتعرّض لها الطرفان: في إسرائيل بسبب الانقسام السياسي، وفي غزة نتيجة الظروف الإنسانية القاسية واستمرار الحصار.
ومع حلول مساء اليوم، ساد هدوء حذر على الحدود، بينما حلّقت طائرات استطلاع إسرائيلية فوق القطاع، في إشارة إلى استمرار حالة الاستنفار. وبينما يأمل سكان غزة بأن تكون هذه الحوادث آخر ارتداد للعنف قبل انطلاق التهدئة المنتظرة، يبقى السؤال الأهم: هل تصمد الجهود الدبلوماسية أمام اختبار الميدان؟