لندن، المملكة المتحدة، 31 أغسطس 2025
صدر تقرير جديد مثير للقلق من السلطات الصحية الأمريكية، التي اكتشفت أول حالة إصابة بشرية بدودة الحلزون آكلة اللحم من العالم الجديد منذ عقود، حيث عاد المريض مؤخرًا من أمريكا الوسطى. وقد وضع هذا الاكتشاف وزارة الزراعة الأمريكية في حالة تأهب قصوى، إذ يُشكل هذا الطفيلي، على الرغم من ندرته لدى البشر، تهديدًا كبيرًا للثروة الحيوانية والاقتصاد الأمريكي.
اكتشاف خطير
أكدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في 4 أغسطس تشخيص إصابة أحد سكان ولاية ماريلاند بدودة الحلزون آكلة اللحم من العالم الجديد بعد سفره إلى السلفادور. وتُمثل هذه الحالة أول حالة إصابة بشرية بهذا الطفيلي، المعروف أن يرقاته تحفر في لحم الحيوانات ذوات الدم الحار، تُكتشف في الولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عامًا. لحسن الحظ، تعافى المريض تمامًا، ويقول مسؤولو الصحة إن خطر الإصابة على الجمهور “منخفض جدًا”، لأن العدوى غير معدية ولا تنتقل من شخص لآخر.
التهديد الأكبر
في حين أن حالات الإصابة البشرية نادرة، إلا أن هذا الاكتشاف يُمثل مصدر قلق كبير لقطاع تربية الماشية والدواجن في الولايات المتحدة. يمكن لدودة الحلزون الجديدة، التي سُميت بهذا الاسم لأن يرقاتها تحفر في اللحم بحركة تشبه حركة الحلزون، أن تقتل بقرة ناضجة في غضون 10 أيام فقط إذا تُركت دون علاج. وقد قدرت وزارة الزراعة الأمريكية سابقًا أن تفشيًا كبيرًا قد يُهدد أكثر من 100 مليار دولار من النشاط الاقتصادي الأمريكي المرتبط بقطاع الثروة الحيوانية.
وتستعد وزارة الزراعة الأمريكية منذ أشهر لاحتمال عودة دودة الحلزون، حيث تتجه حالات التفشي شمالًا عبر أمريكا الوسطى والمكسيك. واستجابةً لهذه الحالة الجديدة، بدأت وزارة الزراعة الأمريكية مراقبة مُستهدفة ضمن دائرة نصف قطرها 20 ميلًا من المنطقة المُصابة في ماريلاند، والتي تشمل أجزاءً من واشنطن العاصمة وفرجينيا. استجابة منسقة
تُبرز هذه الحالة أهمية تقنية الحشرة العقيمة (SIT)، وهي طريقة مكافحة بيولوجية استُخدمت للقضاء على هذه الآفة في الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي. وقد أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية مؤخرًا عن خطط لبناء منشأة جديدة لإنتاج ذباب عقيم في تكساس، والتي ستنتج ما يصل إلى 300 مليون ذبابة عقيمة أسبوعيًا لمكافحة هذه الآفة في حال تفشيها. تُطلق ذكور الذباب العقيمة في منطقة تتزاوج فيها مع إناث الذباب البرية، التي تضع بدورها بيضًا غير مخصب، مما يُعطل دورة تكاثر الآفة.
تشمل أعراض الإصابة بدودة الحلزون ألمًا شديدًا، ورائحة كريهة، وظهور يرقات داخل الجرح المفتوح أو حوله. تتطلب هذه الحالة عناية طبية وعلاجًا فوريين، يتضمنان إزالة اليرقات جراحيًا من الأنسجة المصابة.