بروكسل، بلجيكا – 8 سبتمبر 2025
“أيها الأوروبيون الأعزاء، إذا لم تُعجبكم الأسلمة، فارحلوا من فضلكم”، هذا ما قالته عمدة بروكسل المؤقتة. اندلعت عاصفة من الجدل في بروكسل بعد أن أفادت التقارير أن صالحة رايس، العمدة المؤقتة وعضوة المجلس الاشتراكي لبلدية مولينبيك، قالت في اجتماع للمجلس البلدي إنه إذا انزعج الأوروبيون من رؤية النساء المحجبات، فعليهم “الرحيل”. أثار هذا التعليق، الذي انتشر على نطاق واسع، انتقادات لاذعة من المعارضين السياسيين والمعلقين الذين اعتبروه تصريحًا مُثيرًا للفتنة ومُثيرًا للانقسام، يُهدد النسيج الثقافي المُتعدد للمدينة.
تفاصيل الخبر :
* بيان استفزازي: أفادت التقارير أن صالحة رايس، العمدة المؤقتة، قالت في اجتماع للمجلس البلدي إنه إذا “أزعج” الحجاب الناس، فعليهم “الرحيل”، في بيان وُصف بأنه رد على المخاوف بشأن “الأسلمة”.
* تاريخ مولينبيك: تُعدّ هذه التعليقات حساسةً للغاية نظرًا لتاريخ مولينبيك كمركزٍ لتجمعٍ كبيرٍ من المهاجرين، وفي بعض الحالات، لعناصر متطرفة، مما يجعلها محورًا رئيسيًا للنقاشات حول الاندماج.
* التداعيات السياسية: أدان سياسيون ومعلقون هذا البيان، معتبرين إياه هجومًا مباشرًا على القيم الأوروبية وشكلًا من أشكال “الإسلام السياسي”.
* الجدل حول الاندماج: أعادت هذه الحادثة إشعال الجدل الدائر منذ فترة طويلة حول الهجرة والتعددية الثقافية وتحديات دمج المجتمعات المتنوعة في المدن الأوروبية الكبرى.
* المعارضة المنظمة: أعلنت منظمة سياسية عن نيتها اتخاذ إجراء قانوني ضد رئيسة البلدية المؤقتة، متهمةً إياها بتعزيز “ثقافة المواجهة والإقصاء”.
هذه التعليقات، التي نقلتها عدة وسائل إعلام واستشهدت بها مراكز أبحاث، سلّطت الضوء بشكل مباشر على مولينبيك، وهو حيٌّ في بروكسل لطالما كان محور نقاشات أوروبا حول الهجرة والأمن. تُعد المنطقة موطنًا لمجتمع مسلم كبير ونابض بالحياة، إلا أنها اكتسبت أيضًا سمعة سلبية لارتباطها بالعديد من الهجمات الإرهابية البارزة في السنوات الأخيرة. ولذلك، أثار بيان العمدة المؤقت وترًا حساسًا، حيث يرى النقاد أنه يزيد من استقطاب مجتمع يعاني أصلًا من قضايا اجتماعية معقدة. ووفقًا للتقارير، كررت رايس دعوتها لمن لا يقبلون ما تسميه “الأسلمة” إلى “الرحيل”. ويرى البعض أن هذه التصريحات تمثل تحديًا مباشرًا لفكرة وجود مساحة عامة علمانية مشتركة، وتبنيًا استفزازيًا لهوية ثقافية واحدة على حساب هوية ثقافية متنوعة. وكان رد الفعل سريعًا وشديدًا، حيث اتهمها المعارضون السياسيون بعدم تمثيل جميع المواطنين.
ومن المرجح أن يكون لهذه الحادثة تداعيات سياسية كبيرة، ليس فقط في بروكسل، بل في جميع أنحاء أوروبا. فهي تُسلط الضوء على التوتر المتزايد بين الحكومات الوطنية والمحلية بشأن مسائل الهجرة والهوية. من المرجح أن تستغل الأحزاب الشعبوية والمناهضة للهجرة خطاب العمدة المؤقتة، معتبرةً إياه دليلاً على ما تزعم أنه فشل التعددية الثقافية وتهديد الإسلام السياسي. في غضون ذلك، قد يجادل مؤيدو تصريحات العمدة المؤقتة بأنها ببساطة تدافع عن مجتمعها وتقاوم ما يعتبرونه شكلاً من أشكال التعصب الثقافي. وقد يعتبرون بيانها دفاعاً عن حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب دون التعرض للنقد أو دعوات لاستبعادها. وبغض النظر عن النية، فقد نجح البيان في تسليط الضوء على الانقسامات العميقة داخل المجتمع الأوروبي، مما يمهد الطريق لنقاش أكثر حدةً ومواجهةً في الأشهر المقبلة.