واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية – ٧ سبتمبر 2025
بعد أن أصدر ترامب “الإنذار الأخير” لحماس، أعلنت الحركة الإرهابية استعدادها لاستئناف المحادثات. وعقب إنذارٍ مباشرٍ وعلنيٍّ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت حماس استعدادها “للجلوس فورًا على طاولة المفاوضات” لمناقشة وقف إطلاق نار جديد واتفاقٍ لإطلاق سراح الأسرى. ويأتي بيان الحركة الفلسطينية بعد ساعاتٍ فقط من نشر ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي أنه أصدر “إنذاره الأخير” لحماس، مُدّعيًا أن إسرائيل قد قبلت بالفعل بنود اقتراحه الجديد. ويُمثّل هذا التطور انفراجةً مُحتملةً في المفاوضات المُتعثرة منذ أشهر.
عناوين رئيسية:
* انفراجة في المحادثات: أصدرت حماس بيانًا تُؤكد فيه استعدادها للعودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار، ردًا مُباشرًا على “الإنذار الأخير” من الرئيس ترامب. * شروط الصفقة: يدعو المقترح الجديد، بحسب التقارير، إلى إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين في اليوم الأول من الهدنة مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين. كما يتضمن “ضمانات بالغة الأهمية” ضد استئناف إسرائيل لحربها.
* شروط حماس: مع انفتاحها على المحادثات، أعلنت حماس شروطها للتوصل إلى اتفاق نهائي، بما في ذلك “إعلان واضح عن انتهاء الحرب”، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وتشكيل لجنة من فلسطينيين مستقلين لإدارة القطاع.
* المشاركة الرئاسية: يُقال إن المقترح الجديد مدعوم بضمانة شخصية من الرئيس ترامب، وهي خطوة تهدف إلى بناء الثقة مع حماس والتوصل إلى اتفاق.
* إدانة دولية: يأتي هذا الجهد الدبلوماسي في ظل تصاعد الإدانة الدولية لأفعال إسرائيل في غزة، حيث دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق في جرائم الحرب.
يأتي هذا التحول المفاجئ في الزخم بعد فترة من تصاعد العنف وتعثر الجهود الدبلوماسية. يوم الأحد، وجّه الرئيس ترامب رسالةً واضحةً إلى حماس، قال فيها: “لقد قبل الإسرائيليون شروطي. وحان الوقت لحماس أن تقبلها أيضًا. لقد حذّرتُ حماس من عواقب عدم قبولها. هذا تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذيرٌ آخر!”. اعتُبر تحديدُ هذا التهديد وطبيعته العلنية تصعيدًا غير مسبوق للتدخل الأمريكي في الصراع.
ورغم أن بيان حماس اللاحق لم يُعبّر عن قبولٍ كاملٍ للاتفاق، إلا أنه أشار إلى استعدادٍ واضحٍ للمشاركة. وأكدت الحركة أنها تلقت “بعض الأفكار من الجانب الأمريكي” وأنها مستعدة “لمناقشة إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إعلانٍ واضحٍ عن انتهاء الحرب”. ويبدو أن هذا الردّ نتيجةٌ مباشرةٌ للعنصر الرئيسي في الاقتراح الجديد: ضمانٌ من الولايات المتحدة بأن إسرائيل لن تستأنف عملياتها العسكرية طالما استمرت المفاوضات.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام العبرية، فإن شروط الاتفاق شاملة. يدعو الاتفاق إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الـ 48 المتبقين، مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى 3000 أسير فلسطيني، يقضي بعضهم أحكامًا بالسجن المؤبد. كما يُقال إنه يُلزم إسرائيل بوقف هجومها البري المستمر على مدينة غزة والانسحاب من مواقع رئيسية. وتهدف المشاركة الشخصية للرئيس ترامب، الذي يُقال إنه يُقدم إشرافه المباشر، إلى طمأنة حماس بأن الاتفاق مدعوم بضامن موثوق وقوي.
على الرغم من المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك عقبات كبيرة. إذ يُقال إن بعض قادة حماس يترددون في الوثوق بأي ضمان أمريكي، وقد أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن شكوكهم في استعداد حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن دفعةً واحدة. ولم تُؤكد الحكومة الإسرائيلية علنًا بعد قبولها للشروط، حيث اكتفى مصدر مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقول إن الحكومة “تدرس بجدية بالغة” الاقتراح.
وبينما يعمل الدبلوماسيون خلف الكواليس، يُعقد الأمل على أن تنجح هذه الجولة الجديدة من المحادثات حيث فشلت جولات أخرى. إن المخاطر هائلة، ليس فقط على الرهائن وملايين الأشخاص الذين يواجهون المجاعة في غزة، بل على استقرار المنطقة بأسرها. ستكون الأيام المقبلة اختبارًا حاسمًا لمدى قدرة إنذار الرئيس ترامب وضمانات الاتفاق الجديد على إنهاء الحرب الدائرة منذ قرابة عامين.