في اليوم العالمي للتوعية بجرعات المخدرات الزائدة، سلّطت مجموعة بحثية جديدة الضوء على التفاوتات المستمرة والمتزايدة في الوصول إلى موارد علاج الإدمان والتعافي، لا سيما في المجتمعات المهمّشة. وبينما قطعت حملات التوعية العامة واستراتيجيات الحد من الضرر أشواطًا واسعة في السنوات الأخيرة، كشفت الدراسات التي عُرضت في قمة عالمية حول تعاطي المخدرات عن حقيقة جلية: لا يزال الأشخاص ذوو البشرة الملونة، وسكان الأرياف، وذوو الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني، أقلّ حظًا بكثير في الحصول على الرعاية الشاملة اللازمة للوقاية من جرعات المخدرات الزائدة وتحقيق التعافي على المدى الطويل.
النقاط الرئيسية:
* اتساع الفجوات العرقية والجغرافية: وجدت دراسة رئيسية أن معدلات الوفيات الناجمة عن جرعات المخدرات الزائدة آخذة في الارتفاع بشكل غير متناسب بين مجتمعات السود والسكان الأصليين، حيث تجاوزت الوفيات الآن معدلات الوفيات بين الأمريكيين البيض في العديد من المناطق، لأول مرة منذ عقود.
* عوائق العلاج: سلّطت دراسةٌ من مجلة الرعاية المُدارة والصيدلة المتخصصة الضوء على عوائقَ كبيرةٍ أمام الرعاية، بما في ذلك نقص المعرفة لدى مُقدّمي الرعاية الصحية بمراكز التعافي المُتاحة، والتحديات اللوجستية كالنقل، وعدم ربط العلاج الطبي بالدعم المُجتمعي.
* الفجوة بين الريف والحضر: تُشير النتائج إلى أن مُتوسط وقت القيادة المُستغرق للوصول إلى مراكز العلاج يتجاوز ضِعف مُتوسط مُتوسط مُتطلّبات نظرائهم في المناطق الحضرية، مما يُشكّل عائقًا كبيرًا أمام الرعاية المُستمرة.
* الوصمة والعنصرية المُمنهجة: أكّد الخبراء أن الوصمة المُتجذّرة والعنصرية الهيكلية داخل نظام الرعاية الصحية لا تزال تُثني الأفراد عن طلب المُساعدة، وقد تُؤدّي إلى انخفاض جودة الرعاية المُقدّمة لمن يطلبها.
* دعوةٌ إلى تغييرٍ منهجي: يُجمع مسؤولو الصحة العامة والمُدافعون عنها على أن مُعالجة أزمة الجرعات الزائدة تتطلّب تحوّلًا من الرعاية التفاعلية القائمة على حالات الطوارئ إلى نظامٍ استباقيّ وشامل وعادل يُعالج المُحدّدات الاجتماعية والاقتصادية للصحة. بينما أضاءت مدن العالم معالمها باللون الأرجواني تكريمًا لأرواح ضحايا وباء الجرعات الزائدة، اجتمع مسؤولو الصحة العامة لمناقشة سبل المضي قدمًا. وكانت الرسالة التي توصلت إليها الأبحاث الجديدة صادمة: فعلى الرغم من توافر التدخلات المنقذة للحياة مثل النالوكسون، إلا أن مشاكل أزمة الإدمان لا تزال بعيدة عن الحل، ولا يزال نظام الرعاية الصحية قائمًا على مستويين.
كشفت دراسة جديدة محورية، أبرزها المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA)، أنه في حين أن وفيات الجرعات الزائدة قد استقرت في بعض المناطق، إلا أنها استمرت في الارتفاع في مجتمعات الملونين. ووجد الباحثون أنه في حين أن الأفراد البيض لا يزالون المرضى الأكثر تكرارًا في برامج علاج المواد الأفيونية، فإن عدد المرضى السود واللاتينيين الذين يتلقون العلاج لم يواكب الزيادة الكبيرة في وفيات الجرعات الزائدة في مجتمعاتهم. يشير هذا الاتجاه المقلق إلى إخفاقات منهجية في ربط الأشخاص الأكثر عرضة للخطر بالموارد التي هم في أمس الحاجة إليها.
ويشير البحث إلى العديد من العوامل التي تساهم في هذا التفاوت. لا يزال نقص التأمين الصحي، الذي يؤثر بشكل غير متناسب على الأقليات، يُشكل عائقًا كبيرًا. علاوة على ذلك، وجد تحليل حديث أنه حتى مع التأمين الصحي، فإن المرضى السود واللاتينيين الذين يعانون من جرعة زائدة من المواد الأفيونية غير المميتة أقل عرضة بنصف تلقي العلاج المتابع بأدوية منقذة للحياة مثل البوبرينورفين أو النالتريكسون مقارنةً بنظرائهم البيض.
كما سلّط الخبراء الضوء على الدور الحاسم للعوامل الاجتماعية والاقتصادية. يُبرز البحث كيف أن قضايا مثل عدم استقرار السكن والبطالة ونقص وسائل النقل الموثوقة تُشكّل عقبات كأداء أمام الأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على علاج منتظم والوصول إلى مجموعات الدعم. في المناطق الريفية، تتفاقم المشكلة بسبب نقص مرافق العلاج التي يسهل الوصول إليها، مما يُجبر الأفراد على السفر لساعات لتلقي الرعاية.
يُجادل دعاة الصحة العامة بأن مفتاح سد هذه الفجوات يكمن في نهج مجتمعي أكثر تكاملاً. تشمل توصيات البحث دمج خدمات علاج الإدمان في الرعاية الصحية الأولية، وتوسيع نطاق استخدام وحدات العلاج المتنقلة والرعاية الصحية عن بُعد للوصول إلى المجتمعات النائية، وتدريب مُقدّمي الرعاية الصحية على الكفاءة الثقافية والحد من الضرر. في يوم الذكرى هذا، علينا أن نلتزم ليس فقط بالحزن على الأرواح التي أُزهقت، بل ببناء نظام رعاية عادل بحق، كما قال متحدث باسم حملة اليوم العالمي للتوعية بجرعات المخدرات الزائدة. وأضاف: “البيانات واضحة: نظامنا الحالي يُخَيِّبُ أرواحَ مَن هم في أمسِّ الحاجة إلينا. علينا أن نبذل جهدًا أكبر”.