باريس – فرنسا – ٢٥ أغسطس ٢٠٢٥
اندلع خلاف دبلوماسي حاد بين فرنسا وإسرائيل بعد أن اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتأجيج معاداة السامية. ورفضت الرئاسة الفرنسية بشدة هذا الادعاء، واصفة إياه بـ”الخسيس” و”الخاطئ”، مؤكدة أن هذا الاتهام “لن يمر دون رد”.
بدأت المناوشات برسالة من نتنياهو إلى ماكرون، حصلت عليها وكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى. في الرسالة، ربط نتنياهو مباشرةً “التصاعد” الأخير في الأعمال المعادية للسامية في فرنسا بقرار ماكرون الاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة في سبتمبر.
عناوين رئيسية من الخلاف الدبلوماسي
* ادعاء نتنياهو: كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن دعوة ماكرون لقيام دولة فلسطينية “تصب الزيت على نار معاداة السامية”. وصف ماكرون هذه الخطوة بأنها ليست دبلوماسية، بل “تهدئة” تُكافئ إرهاب حماس. كما حثّه على “استبدال الضعف بالعمل” في مواجهة معاداة السامية ضمن مهلة زمنية واضحة.
* رد ماكرون الحازم: أدانت الرئاسة الفرنسية هذا الاتهام بسرعة في بيان، مؤكدةً أن فرنسا “تحمي وستحمي مواطنيها اليهود دائمًا”. وأضاف البيان أن “هذا وقت الجدية والمسؤولية، وليس وقت الخلط والتلاعب”.
* لا حاجة لدروس مستفادة: كان وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي، بنيامين حداد، أكثر صراحةً في رده، مُصرّحًا بأن فرنسا “ليس لديها دروس لتتعلمها في مكافحة معاداة السامية”. كما حذّر من أنه لا ينبغي “استغلال” قضية معاداة السامية، التي وصفها بأنها “تُسمّم مجتمعاتنا الأوروبية”.
* تصاعد التوترات: يأتي هذا الخلاف العلني في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترًا متزايدًا. في الشهر الماضي، قوبل إعلان ماكرون اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية برفض فوري من إسرائيل. كما وردت تقارير تفيد بأن إسرائيل تدرس إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، وهي خطوة حذرت فرنسا من أنها ستثير “ردًا قويًا”. يُسلط هذا التصعيد الأخير الضوء على الانقسامات العميقة بين الدول الأوروبية وإسرائيل بشأن الصراع الدائر وسبل تحقيق سلام دائم. وبينما تستعد فرنسا لإعلان اعترافها الرسمي في الأمم المتحدة، من المرجح أن يستمر تصاعد التوتر مع إسرائيل.
