لندن، المملكة المتحدة – 30 سبتمبر 2025
يُسلّط تقرير جديد مُقلق صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) الضوء على استمرار تفشي الكوليرا في عدة بلدان، والذي يُثير القلق، ويؤكد تفاقم الضغط على موارد الصحة العالمية. وتتفاقم الأزمة مع انخفاض المخزون الدولي من لقاح الكوليرا الفموي (OCV) إلى مستوى منخفض للغاية، مما يُقوّض بشكل كبير قدرة الوكالات الصحية على الاستجابة الطارئة بفعالية وفي الوقت المناسب.
لا يزال تفشي الكوليرا المُستمر، والذي امتد لسنوات عديدة، يُصنّف كحالة طوارئ من الدرجة الثالثة – وهو أعلى تصنيف لمنظمة الصحة العالمية. ومع تزايد انتشار المرض نتيجة الصراعات والكوارث المرتبطة بتغير المناخ والنزوح الجماعي، وصلت مكافحة المرض إلى مرحلة حرجة، حيث تُكافح إمدادات اللقاح لمواكبة الطلب. الانتشار العالمي: مئات الآلاف من الحالات
يشير أحدث تقرير للوضع الخارجي لمنظمة الصحة العالمية إلى أنه في الفترة من 1 يناير/كانون الثاني إلى نهاية أغسطس/آب 2025، تم الإبلاغ عن إجمالي تراكمي يزيد عن 462,000 حالة إصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، وما يقرب من 6,000 حالة وفاة على مستوى العالم.
يتسم تفشي المرض بتنوع جغرافي كبير، إذ يؤثر على 32 دولة في خمس مناطق تابعة لمنظمة الصحة العالمية، حيث تتحمل منطقتا شرق المتوسط وأفريقيا العبء الأكبر من الوباء:
* منطقة شرق المتوسط: سجلت هذه المنطقة أعلى عدد من الحالات، حيث تواجه دول مثل اليمن وأفغانستان والسودان تحديات إنسانية جسيمة بسبب تفشي المرض.
* المنطقة الأفريقية: لا يزال عدد كبير من الدول، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وأنغولا، تُكافح تفشي المرض المستمر أو المُتجدد، مع ارتفاع معدلات الوفيات في بعض المناطق، مما يُشير إلى فجوات خطيرة في الوصول إلى الخدمات الطبية وإدارة الحالات.
* المنطقة الأفريقية: لا يزال عدد كبير من الدول، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وأنغولا، تُكافح تفشي المرض المستمر أو المُتجدد، مع ارتفاع معدلات الوفيات في بعض المناطق، مما يُشير إلى فجوات خطيرة في الوصول إلى الخدمات الطبية وإدارة الحالات. * بؤر تفشي جديدة: يعاود المرض الظهور حتى في البلدان التي لم تُبلغ عن أعداد كبيرة من الحالات منذ سنوات، مما يُفاقم استنزاف الاستجابة العالمية.
حالة طوارئ المخزون: نقص حاد في الجرعات
تتعلق النتيجة الأكثر إثارة للقلق في تقرير منظمة الصحة العالمية بحالة الاحتياطي العالمي من لقاح الكوليرا الفموي، وهو الأداة الرئيسية لاحتواء تفشي المرض بسرعة.
الهدف الطارئ للمخزون العالمي من لقاح الكوليرا الفموي هو خمسة ملايين جرعة. ومع ذلك، أُفيد بأن متوسط مستوى المخزون في أغسطس 2025 بلغ 2.6 مليون جرعة فقط، وهو ما يقل بشكل خطير عن الحد الأدنى من احتياطي الأمان المطلوب للاستجابة لتفشيات متعددة متزامنة.
هذا النقص هو نتيجة مباشرة للطلب العالمي الهائل وغير المسبوق على اللقاح. تُضطر مجموعة التنسيق الدولية (ICG)، التي تُدير المخزون، إلى الموافقة باستمرار على توزيعات لقاحات تتجاوز بكثير الاحتياطي المتاح، مما يؤدي إلى استنزاف مستمر حتى مع زيادة الشركات المصنعة للإنتاج. أجبر هذا الوضع شركاء الصحة العالميين على الحفاظ على الاستراتيجية المؤقتة المتمثلة في إعطاء جرعة واحدة فقط من لقاح الكوليرا الفموي في حملات التطعيم – وهو إجراء اتُخذ بسبب ندرة اللقاح، على الرغم من أن البروتوكول القياسي يوصي بنظام جرعتين لحماية أطول أمدًا.
نقاط رئيسية حول أزمة الكوليرا العالمية
* الحالات التراكمية: تم الإبلاغ عن أكثر من 462,000 حالة كوليرا/إسهال مائي حاد و5,869 حالة وفاة عالميًا بين يناير وأغسطس 2025.
* تفشي واسع النطاق: الكوليرا نشطة في 32 دولة عبر خمس مناطق تابعة لمنظمة الصحة العالمية، مما يؤكد نطاق الوباء متعدد القارات.
* المخزون حرج: يبلغ متوسط مخزون لقاح الكوليرا الفموي 2.6 مليون جرعة، وهو أقل بكثير من هدف الطوارئ البالغ 5 ملايين جرعة.
* عرقلة الاستجابة: يُعيق النقص قدرة الوكالات الإنسانية على نشر حملات وقائية مُستهدفة بجرعتين ولقاحات سريعة الاستجابة.
* * عوامل الانتشار: تُعدّ النزاعات والنزوح الجماعي والفيضانات المرتبطة بتغير المناخ عوامل رئيسية تُفاقم تفشي المرض، لا سيما في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي. ويدعو قادة الصحة العالميون بإلحاح إلى زيادة الاستثمار في القدرة على تصنيع لقاح الكوليرا الفموي، وإلى توسيع نطاق تدخلات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بشكل كبير، وهو الحل طويل الأمد للحد من “داء الفقر”. وحتى ذلك الحين، لا يزال ملايين الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتضررة مُعرّضين لخطر متزايد، في ظلّ سعي العالم جاهدًا لمواكبة انتشار الوباء.