Some Populer Post

  • Home  
  • النفط يصارع والذهب يتوهج : كيف أعادت الجيوسياسة رسم خريطة السلع؟
- الإقتصاد

النفط يصارع والذهب يتوهج : كيف أعادت الجيوسياسة رسم خريطة السلع؟

النفط والذهب يتوهج : كيف أعادت الجيوسياسة رسم خريطة السلع؟ بقلم: فريق تحرير CJ العربيه/ القسم الاقتصادي والمالي النفط يصارع “تخمة العرض” والذهب يتوهج بـ “الخوف العالمي”.. كيف أعادت الجيوسياسة رسم خريطة السلع؟ تستمر الساحة الجيوسياسية المشتعلة في الشرق الأوسط وأوروبا في إلقاء بظلالها الثقيلة على أسواق السلع الأساسية.  اليوم، يواجه سوق النفط معضلة معقدة؛ […]

اسعار النفط و الذهب

النفط والذهب يتوهج : كيف أعادت الجيوسياسة رسم خريطة السلع؟

بقلم: فريق تحرير CJ العربيه/ القسم الاقتصادي والمالي

النفط يصارع “تخمة العرض” والذهب يتوهج بـ “الخوف العالمي”.. كيف أعادت الجيوسياسة رسم خريطة السلع؟

تستمر الساحة الجيوسياسية المشتعلة في الشرق الأوسط وأوروبا في إلقاء بظلالها الثقيلة على أسواق السلع الأساسية. 

اليوم، يواجه سوق النفط معضلة معقدة؛ فبينما تدفع التوترات في غزة والبحر الأحمر الأسعار نحو الارتفاع، تعمل تخمة الإمدادات غير المنضبطة (خاصة من فنزويلا والولايات المتحدة) على كبح جماح المكاسب، مما يترك السوق في حالة من الصراع بين “الخوف” و”العرض”. 

في المقابل، يواصل الذهب توهجه كـ “ملاذ آمن” بامتياز، مسجلاً مستويات قياسية جديدة مدعوماً بالطلب القوي من البنوك المركزية وسط حالة “الخوف العالمي” المتصاعدة من حرب إقليمية واسعة وتضخم غير منضبط.

أبرز محاور التحليل الاقتصادي (Headline Points):

تذبذب النفط: 

أسعار خام برنت تتأرجح بين 83 و 88 دولاراً للبرميل، وتجد صعوبة في اختراق حاجز 90 دولاراً بسبب زيادة الإنتاج خارج “أوبك+”.

صمام فنزويلا: 

تخفيف العقوبات الأمريكية الجزئي على فنزويلا زاد من حجم الإمدادات في السوق، مما أضعف جهود “أوبك+” لخفض الإنتاج وتحقيق التوازن.

الذهب في القمة: 

سعر أونصة الذهب يسجل 2450 دولاراً، مدعوماً بالاستثمار الآمن وسط مخاطر “خطة ترامب” لإنهاء حرب أوكرانيا التي تنذر بتغييرات غير متوقعة.

طلب البنوك المركزية: 

الصين والهند وبوليفيا تقودان الطلب على الذهب، لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وسط تزايد مخاطر تجميد الأصول الدولية.

أولاً: النفط.. صراع القوة بين العرض والتوتر

شهد سوق النفط خلال الأسبوع الماضي حالة من التذبذب غير المستقر. فمن ناحية، كان التهديد المتمثل في انقطاع الإمدادات عبر مضيق هرمز أو قناة السويس نتيجة للصراع في الشرق الأوسط، دافعاً قوياً للارتفاع. ومن ناحية أخرى، فإن جهود الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط الصخري، بالإضافة إلى عودة النفط الفنزويلي إلى الأسواق، أوجدت ضغطاً معاكساً.

دور فنزويلا كـ “مُفسد للسوق”:

بعد تخفيف العقوبات الجزئي، أصبحت فنزويلا “مفسداً للسوق” في نظر تحالف “أوبك+”. فحتى لو كانت الزيادة متواضعة نسبياً، فإنها تخلق انطباعاً بوجود “عرض فائض” يقلل من فعالية تخفيضات الإنتاج التي تقودها السعودية وروسيا. هذا الوضع يعني أن سوق النفط دخل في حالة من “اليقظة القصوى”؛ 

حيث لا يكفي التوتر الجيوسياسي لرفع الأسعار بشكل مستدام، بل يجب أن يحدث انقطاع حقيقي وملموس في الإمداد.

ثانياً: الذهب.. عملة الخوف والتغيير الجيوسياسي

لا يعاني الذهب من مشاكل “العرض” أو “التخمة”. فباعتباره الملاذ الآمن التقليدي، يستمد الذهب قوته الآن من الخوف وعدم اليقين المطلق. سعر الأونصة يحوم حول 2450 دولاراً، وهو ما يرجع إلى عاملين رئيسيين:

الجيوسياسة والمخاطر النظامية: 

خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا، والتي تنذر بإحداث فوضى في تحالف الناتو وإعادة رسم خريطة الأمن الأوروبي، تدفع المستثمرين للبحث عن أصول لا تخضع لتقلبات الدولار واليورو. كما أن التهديدات بفرض عقوبات مالية على دول متورطة في صراعات إقليمية (كما في حالة تقريرنا عن السودان) تدفع البنوك المركزية للإسراع في “تصفية” بعض أصولها الدولارية وتحويلها إلى ذهب مادي.

البنوك المركزية: 

تستمر البنوك المركزية (خاصة في الاقتصادات الناشئة) في بناء احتياطياتها من الذهب بمعدلات تاريخية. هذا الطلب الرسمي هو “طوق النجاة” للذهب، وهو يعكس عدم الثقة المتزايد في نظام المدفوعات العالمي الذي يسيطر عليه الغرب، وسط تنامي الدعوات لـ “إنشاء عملات احتياطية غير سيادية”.

الخلاصة: الذهب يربح والحرب تستمر

في نهاية المطاف، فإن الأسواق الاقتصادية تلخص الوضع الجيوسياسي:

 – النفط يمثل “الحاجة الملحة” للغرب، ولذلك تبذل واشنطن قصارى جهدها لضمان استقرار إمداداته (عبر فنزويلا أو غيرها)، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مبادئها.

 – الذهب يمثل “الخوف العميق” من أن النظام العالمي يتغير، وأن القواعد الاقتصادية المطبقة منذ عقود لم تعد موثوقة.

طالما استمرت الحروب بالوكالة في أوكرانيا، واستمرت الانقسامات في الشرق الأوسط، فإن الذهب سيبقى العملة المفضلة، بينما سيستمر النفط في الرقص على حبل التوتر بين العرض السياسي والطلب الفعلي.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عنا

صحيفة سي جاي العربية هي واحدة من اهم اصدارات شركة Castle Journal البريطانية الدولية لانتاج الصحف والمجلات و مقرها لندن – المملكة المتحدة البريطانيه.

CJ  العربية © Published by Castle Journal LTD.