المخابرات المصرية تتحرك لمنع اسرائيل من التصعيد و شن هجوم واسع على لبنان
لندن، المملكة المتحدة – 6 ديسمبر 2025
المخابرات المصرية تتحرك لإطفاء نار التصعيد ومنع إسرائيل من شن هجوم واسع على لبنان
تتصدر المخابرات المصرية المشهد الإقليمي كقوة دفع رئيسية تسعى لمنع الانزلاق الكارثي إلى حرب واسعة، وذلك من خلال جهود حساسة ومكثفة تهدف إلى احتواء التوتر المتصاعد بين إسرائيل و لبنان.
ففي أعقاب الهدنة الهشة في غزة، صعّدت القاهرة من نشاطها الدبلوماسي والأمني، مستفيدة من قنوات الاتصال المباشرة التي تمتلكها مع جميع الأطراف، بما في ذلك تل أبيب ومعظم القوى السياسية والفصائل في بيروت.
هذه الجهود، التي يقودها رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد ، تهدف بشكل أساسي إلى إطفاء نار التصعيد التي تهدد بابتلاع منطقة الشرق الأوسط في صراع لا تحمد عقباه.
المحاولات المصرية الراهنة لا تقتصر على نقل الرسائل والتحذيرات الدولية فحسب، بل تستند إلى مشروع حل إقليمي شامل تروج له القاهرة بعد “قمة شرم الشيخ للسلام”. وقد شملت هذه التحركات زيارات مكوكية لوفود أمنية ودبلوماسية إلى بيروت وتل أبيب، كان أبرزها زيارة مدير المخابرات المصرية، الذي التقى كبار المسؤولين اللبنانيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وتتمحور الرؤية المصرية حول هدفين رئيسيين:
الأول هو تثبيت وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، والضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها للحدود الجوية والبرية والانسحاب الكامل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها جنوب الخط الأزرق، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 1701.
أما الهدف الثاني، وهو الأكثر تعقيداً، فيتمثل في إعادة هيكلة الأمن الجنوبي اللبناني. وتدعم القاهرة مبادرة الرئيس اللبناني التي تركز على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وتعمل كوسيط لترجمة هذه المبادرة إلى خطة عملية ومقبولة من جميع الأطراف.
وتصر القاهرة على أن يكون الحل المستدام نابعاً من توافق داخلي لبناني، مؤكدة أنها ليست “وصية” على قرار بيروت، ولكنها تدعم أي خطوة تعزز سيادة الدولة وتقضي على ذرائع إسرائيل لشن أي هجوم واسع.
وتأتي هذه الجهود في سياق يرى فيه المراقبون أن الدور المصري يهدف أيضاً إلى تعزيز الدور العربي في المنطقة وتقليص النفوذ الإيراني، مما يرسخ مكانة القاهرة كوسيط إقليمي فاعل وموثوق.
الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، رحب علانية بـ الوساطة المصرية، مشدداً على أهميتها لتفادي التصعيد.
كما تتعهد القاهرة بتقديم الدعم لمرحلة إعادة الإعمار لما دمرته الضربات الإسرائيلية، وتعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي مع بيروت للتغلب على المصاعب الاقتصادية، مما يجعل الجهود المصرية ذات بعدين:
أمني-سياسي وآخر اقتصادي-إنساني. هذه المحاولات الدؤوبة تظهر أن مصر تدرك تماماً أن أي حرب جديدة في لبنان ستمثل تهديداً مباشراً لأمنها القومي وللأمن الإقليمي بأكمله، لذا تواصل المخابرات المصرية العمل خلف الأضواء لضمان الوصول إلى حلول سريعة تمنع العنف وتحمي لبنان.
النقاط البارزة في التقرير:
الدور الأمني المحوري:
المخابرات المصرية تقود جهود الوساطة المكثفة لمنع إسرائيل من شن هجوم واسع على لبنان في ظل التهديدات المتزايدة.
زيارات مكوكية:
مدير المخابرات المصرية يزور بيروت وتل أبيب حاملاً مشروع تسوية إقليمية يهدف لتثبيت وقف إطلاق النار.
الهدف الأول (إسرائيل):
الضغط على إسرائيل لتنفيذ الانسحاب الكامل من النقاط الحدودية التي لا تزال تحتلها، ووقف الانتهاكات الجوية والبرية.
الهدف الثاني (لبنان):
دعم جهود الحكومة اللبنانية لحصر السلاح بيد الدولة وتطبيق القرار 1701، مع التأكيد على أن القرار النهائي ملك للبنان.
دعم إعادة الإعمار:
مصر تعد بتقديم الدعم المالي واللوجستي لمرحلة إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني، مما يمنح جهودها بعداً إنسانياً واقتصادياً.
