لندن، المملكة المتحدة – ٢٥ أغسطس/آب 2025
عقب قمة تاريخية عُقدت في البيت الأبيض، من المقرر أن يعقد الرئيس دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووفد رفيع المستوى من القادة الأوروبيين اجتماعًا ثانيًا، هذه المرة في عاصمة أوروبية لم يُكشف عنها. تُمثل القمة القادمة استمرارًا للجهود الدبلوماسية التي بدأت في واشنطن العاصمة هذا الأسبوع، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام وإطار أمني دائم لأوكرانيا.
يهدف قرار عقد اجتماع ثانٍ في أوروبا، كما كشف مسؤول فرنسي، إلى التأكيد على الدور المحوري للقارة في الصراع والترتيبات الأمنية التي ستليه. وقد أُبقي مكان الاجتماع سريًا لأسباب أمنية وللحد من خطر التدخل الخارجي، ولكن طُرح احتمال عقده في دولة محايدة مقبولة من جميع الأطراف، مثل سويسرا. عناوين رئيسية من جدول أعمال الاجتماع الثاني
* تعزيز الضمانات الأمنية: سينصبّ التركيز الرئيسي للمحادثات الجديدة على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل ضمان أمني منسق من الولايات المتحدة لأوكرانيا. في قمة واشنطن، أبدى الرئيس ترامب استعداده لدعم قوة أمنية بقيادة أوروبية، لكن التفاصيل – بما في ذلك التمويل، والالتزامات بالقوات، وطبيعة الحماية “المشابهة لحلف الناتو” – لا تزال بحاجة إلى نقاش.
* التحضير للمحادثات الثلاثية: سيُمثّل الاجتماع الأوروبي أيضًا جلسة تحضيرية لقمة ثلاثية محتملة بين ترامب وزيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورغم أن بوتين لم يلتزم بعقد اجتماع، إلا أن القادة الأوروبيين يرغبون في ضمان تحديد الخطوط الحمراء والمصالح الأمنية لزيلينسكي بوضوح، وعرضها في جبهة موحدة.
* الأمن الأوروبي الأوسع: أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن المناقشات لا تقتصر على أوكرانيا فحسب، بل تشمل “أمن القارة الأوروبية ككل”. من المتوقع أن تتناول المحادثات القادمة المخاوف الأمنية الجماعية للدول الأوروبية، وكيف يُمكن لإطار أمني جديد أن يردع أي عدوان روسي مستقبلي ويحافظ على الاستقرار الإقليمي.
* إدارة التوقعات: في حين أُشيد بالاجتماع الأول باعتباره ناجحًا في إعادة إرساء حوار بناء، لا يزال القادة حذرين. أشار المستشار الألماني فريدريش ميرز إلى أن الطريق إلى الأمام “أكثر تعقيدًا”، وأن الاجتماع القادم سيكون حاسمًا في إظهار ما إذا كانت الإرادة الجماعية للسلام يمكن أن تُترجم إلى خطة ملموسة وقابلة للتنفيذ.
يشير الجدول السريع للاجتماع الثاني إلى الحاجة الملحة التي تشعر بها جميع الأطراف للاستفادة من الزخم الناتج عن محادثات واشنطن. ستتجه أنظار العالم الآن إلى هذه المدينة الأوروبية غير المعلنة، حيث يسعى القادة إلى البناء على جهد دبلوماسي هش ولكنه واعد لإنهاء الحرب وضمان سلام دائم.