الشرق الأوسط – ١٢ أغسطس ٢٠٢٥
في يومٍ شهد تصاعدًا في العنف في قطاع غزة، أسفرت الهجمات العسكرية الإسرائيلية في ١١ أغسطس عن سقوط عدد كبير من الضحايا، بما في ذلك وفيات بين المدنيين والصحفيين، مما أثار إدانة دولية واسعة النطاق وجدد التركيز على الأزمة الإنسانية التي تُعصف بالقطاع. وقد قوبلت هذه الهجمات بدعواتٍ من الأمم المتحدة لإجراء تحقيق مستقل، بالإضافة إلى تنديدات من المنظمات الإعلامية وجماعات حقوق الإنسان حول العالم.
ووفقًا لتقارير من مسؤولي الصحة المحليين، قُتل ما لا يقل عن ٥٥ شخصًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة في ١١ أغسطس، مع استمرار الهجمات الإضافية حتى الليل. ومن بين أكثر الحوادث التي تعرضت للانتقاد غارة جوية مُستهدفة بطائرة مُسيّرة أسفرت عن مقتل خمسة صحفيين يعملون في شبكة الجزيرة. وقد أصابت الغارة خيمةً كان الصحفيون يقيمون فيها بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو مركز معروف للصحفيين الذين يسعون إلى تقديم تقارير عن الصراع. كان من بين القتلى المراسل البارز أنس الشريف وزملاؤه، الذين وصفتهم الجزيرة بـ”اغتيال مُستهدف” يهدف إلى إسكات الأصوات على الأرض. وزعم الجيش الإسرائيلي أن أنس الشريف كان “عميلاً عسكرياً لحماس” يستخدم الصحافة غطاءً، وهي تهمة رفضتها الجزيرة ومنظمات حرية الصحافة الدولية رفضاً قاطعاً. وذكرت لجنة حماية الصحفيين أن لدى إسرائيل “نمطاً موثقاً” في توجيه مثل هذه الاتهامات غير المثبتة لتبرير قتل الصحفيين. وقد أثار الحادث رداً حاداً من الأمم المتحدة، حيث دعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق محايد في عمليات القتل، مشدداً على ضرورة حماية الصحفيين. وإلى جانب الاعتداءات على الصحفيين، أفاد مسؤولو الصحة أيضاً بمقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية عند معبر زيكيم شمال غزة. وأفاد شهود عيان أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار مباشرة على حشود الناس الذين كانوا يبحثون عن الطعام والإمدادات. يُضاف هذا الهجوم إلى إحصائية قاتمة للأمم المتحدة، تُفيد بمقتل ما يقرب من 1400 شخص أثناء بحثهم عن الطعام منذ أواخر مايو 2025، مع تزايد شيوع الهجمات على مواقع الإغاثة.
اندلعت أعمال العنف في 11 أغسطس/آب في ظل جمود دبلوماسي واستراتيجية عسكرية إسرائيلية مُكثّفة. دافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن هجوم عسكري جديد وأكثر توسعًا على غزة، مُجادلًا بأن إسرائيل “ليس لديها خيار سوى إنهاء المهمة وهزيمة حماس”. وقد قوبلت هذه الخطة بانتقادات لاذعة من كبير مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الذي دعا إلى وقف الاستيلاء العسكري وحذّر من أنه سيؤدي إلى “مزيد من النزوح القسري الجماعي، ومزيد من القتل، ومعاناة لا تُطاق، وتدمير لا معنى له، وجرائم وحشية”. تُبرز هذه التطورات الوضع الإنساني المُزري في غزة، حيث أفادت وكالات الأمم المتحدة بأن 90% من السكان قد نزحوا، وأن الوفيات الناجمة عن سوء التغذية آخذة في الارتفاع.